• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

مدينة جالو..إنتفاضة..تناستها وسائل الإعلام

بقلــــم أحمد محمد بازامـــا

14 -04 -2012

 

أحمد بازامة

عندما قامت ثورة السابع عشر من فبراير المباركة وانتفضت معظم المدن والقرى الليبية لرفع المعاناة الحقيقية التي عايشها هذا الشعب الأبي منذ قرابة 42 عاماً من كافة أنواع الضيم والظلم والمحسوبية وكل أنواع الاضطهاد..جالو هذه المدينة الصغيرة القابعة في الجنوب الشرقي لمدينة إجدابيا كانت عند الموعد فانتفضت من الأيام الأولى وكانت أول مدينة في الجنوب الليبي تعلن انضمامها لهذه الثورة..ألتقت صحيفة الأحرار

بالعقيد عبدالرحمن المبروك درمان

ضابط عمليات باللجنة العسكرية بجالو. حيث أستهل في بداية حديثه بترحمه على كافة الشهداء في ليبيا الحرة سائلاً المولى بأن يشفى كافة الجرحى والمصابين والعودة إلى ديارهم بصحة وعافية..

حيث طرحنا عليه العديد من التساؤلات التي كانت عالقة لدى العديد من المواطنين داخل وخارج مدينة جالو والتي أجابنا عليها بكل شفافية وصراحة.

س- مدينة جالو من أوائل المدن في ليبيا التي انضمت مبكراً لثورة السابع عشر من فبراير المباركة.. ماهي الدوافع الحقيقية وراء هذا الإنظمام حسب وجهة نظرك؟

- بالفعل مدينة جالو انضمت مبكراً لثورة السابع عشر من فبراير منذ البداية , فمنذ الأيام الأولى قام بعض الأهالي بحرق كافة رموز النظام والمتمثلة في المثابات الثورية وفريق العمل الثوري وجهازي الأمن الداخلي والخارجي ومكتب الاستخبارات العسكرية وتحطيم صور الطاغية وإنزال العلم الأخضر من كافة المؤسسات العامة والخاصة..إن الدوافع الحقيقية وراء هذا الإنظمام هو رفع الظلم والضيم الذي عانى منه معظم الليبين وتحقيق مطالب الحرية والديمقراطية الطبيعية والمشروعة. فمدينة جالو عانت الكثير من الإهمال والتهميش طيلة حكم الطاغية فالبرغم من أنها مدينة نفطية وتزدخر بالخيرات التي وهبها الله لها, فهي أرض منتجة لعديد من الخضروات و أشجار النخيل والمحاصيل الزراعية بأنواعها المختلفة إلا إنها لم تحظى بأي اهتمام على صعيد البنية التحتية والمرافق الحيوية والواقع يشهد على ذلك.

س- ماهي نوعية الأسلحة التي كانت بحوزتكم أبان انبلاج الثورة وعدد المنخرطين من العسكريين والثوار؟

- عدد الأسلحة كان بسيط جداً ومحدود للغاية ومعظمه من النوع الخفيف الذي تحصل عليه الثوار من (العسكريين والمدنيين ) من المعسكر الوحيد بالمنطقة وكذلك من المعسكرات المتواجدة بالحقول النفطية المجاورة لمدينة جالو..فقد كانت مهمتنا في بداية الثورة ترتكز على حماية المعسكرات فقط..وقبل مهاجمة مدينة جالو من قبل كتائب الطاغية تحصلنا على أسلحة خفيفة ومتوسطة من المستودعات العسكرية بمناطق الرجمة و إجدابيا و بنغازي لتزويدها للثوار المنخرطين في جبهة القتال.. وبعد فترة من هجوم الكتائب لمدينة جالو تم تزودينا بأسلحة ثقيلة من راجمات وغراد ومدافع 14.5 وغيرها من الأسلحة الثقيلة.عدد المنخرطين من الثوار العسكريين والمدنيين أبان هذه الثورة المباركة كان قليل ومحدود ولكن العدد أصبح في تزايد وهذا يدل على الوطنية الصادقة والإنتماء الحقيقي لهذا الوطن المعطاءة.

س- كيف استطعتم خلال الأيام الأولى للثورة من ضبط الأمور الميدانية وأنتم على دراية كاملة من قلة الإمكانيات العسكرية بمدينة جالو (العتاد- المنخرطين من الثوار) والفارق الكبير بين الطرفين ( الثوار-كتائب الطاغية)؟

- بالفعل كان هنالك فارق كبير جداً بين العتاد والعدة بين الطرفين, فعند مهاجمة مدينة جالو للمرة الأولى بتاريخ 20/3/2011م كانت كتائب الطاغية تمتلك أكثر من 170 سيارة مجهزة بأحدث أنواع الأسلحة المختلفة بما فيها مدفع 23.5 ملم وجنود مدربين ومجهزين على خوض القتال والمعارك وبالرغم من كل هذا تصدينا لهم بكل بسالة وشجاعة ونحن لا نمتلك سواء 13 سيارة فقط وبأسلحة معظمها خفيفة وبفضل الله تعالى وبعزيمة الثوار والأهالي بالمنطقة والذين لعبوا دوراً كبيراً في مساندة ودعم المرابطين في ساحة القتال من تكبير والتهليل في المساجد وللأمانة كان لحملة كتاب الله دور كبير في حماية جالو من العدو فعلى سبيل المثال بأن المساجد بمنطقة اللبة كانت تختم فيها القرآن كل يوم حتى إعلان تحرير التراب الليبي وسقوط الطاغية.

س- هل وجهت إليكم رسائل مباشرة من قبل مايعرف برئاسة الدفاع والأركان حول ما يجري من حراك شعبي بمدينة جالو؟

- منذ تاريخ 18/2/2011م أعلنا صراحة انشقاقنا عن نظام الطاغية والإنظمام لهذه لثورة السابع عشر من فبراير و وبالفعل تم تشكيل المجلس العسكري بمدينة جالو وتم إعلان البيان بتاريخ 23/2/2011م وقد تم إذاعته بوسائل الإعلام المختلفة..فبتالي لم تعد تربطنا صلة بأجهزة النظام السابق بمختلف مسمياته العسكرية.

س- إن من يخالف الأوامر العسكرية تطبق عليه القوانين العسكرية الصارمة (هذه هي طبيعة العمل العسكري المتعارف عليه ) مامدى تجاوب الضباط والأفراد العسكريين للإنظمام لهذه لثورة المباركة؟

- قد أسلفت في بداية حديثي إن معظم الضباط والأفراد العسكريين النظاميين والاحتياط انضموا للثورة وأدوا واجبهم الوطني بكل اقتدار..فالبرغم من الانفلات الأمني الكامل كانت الأمور تضبط من أي شخص مدرك لماهية الموقف فقد لعب الواعز الوطني دوراً في ضبط كافة الأمور المتعلقة بالخصوص.

س- ماهي أبرز الصعوبات والعراقيل التي واجهتكم أثناء تأديتكم المهمة المناطين بها؟

- من أبرز الصعوبات التي واجهتنا وخاصة في بداية الثورة قلة الذخيرة والأسلحة, وعدم الإنصياغ للأوامر الصادرة لجميع الأفراد المنخرطين وذلك بسب عدم وجود قوانين في فترة الانفلات الأمني وزيادة عن ذلك إن العديد من الثوار من المدنيين وكذلك عدم وجود دعم مادي ومعنوي وقلة السيارات والآليات الصحراوية وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية... ولقد تعاون معنا الكثيرين من الخيرين من أبناء المنطقة وذلك بتقديم الدعم المادي جزاهم الله كل الخير والثناء سائلين المولى أن يكون في ميزان أعمالهم.

كانت الأوامر كما هو متعارف عليها في النظام العسكري ( الإبداع الذاتي) بمعنى التصرف بفطنة وحسن التصرف واليقضة والغاية المرجوة من الهدف حسب الإمكانيات المتاحة ومدى نجاح أو الفشل يتوقف على مسير الأوامر بالخصوص..فمثلاً قامت مجموعة من الثوار بمهاجمة حقل جالو(59) وبصدق كنا غير واثقين بالمهمة التي سوف يقوم بها الثوار من نجاحها..ولكن بفضل الله تحققت الغاية فقد تم بالفعل دحر الكتائب وانسحابهم من الحقل بعد مباغتهم بطريقة مفاجئة مما سبب لهم ارتباك وتشتت ونحمد الله بأن النجاح كان حليف ثوارنا الأبطال لأنه ببساطة السيطرة على هذا الحقل من قبل الكتائب ينتج عنه نتائج وآثار وخيمة على مدينة جالو.

س- الثوار هم أناس مدنيين وبعضهم لم يتلقى التدريب العسكري المقنن وفنون القتال..كيف استطعتم معالجة هذه الإشكالية الكبيرة؟

- بعض العسكريين وأفراد الاحتياط وكذلك النظاميين من داخل وخارج مدينة جالو لعبوا دوراً كبيراً في تدريب الثوار المدنيين فقد تم فتح العديد من الأماكن للتدريب على الأسلحة المختلفة ( المدارس- اللجنة العسكرية ) وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية لكافة العسكريين بدون استثناء لما قاموا به من عمل نبيل ومخلص تجاه الدين والوطن وحمايته وصونه بما يحقق لنا جميعاً العيش بكرامة والحرية الحقيقية.

س- نشرت العديد من الصحف بالدور الريادي التي قامت به غرفة العمليات بجالو..وإثناء قصف الكتائب لمدينة جالو لم يكون لحلف الناتو أي دور يذكر.. ماهي حقيقية هذا الموضوع وكيف استطعتم تداركه؟

- بالفعل لم يقوم حلف الناتو بأي دور يذكر لحماية المدنيين بمدينة جالو بالرغم من اتصالاتنا المتكررة لغرفة العمليات بمدينة بنغازي, وحسب التحليل المنطقي بأن مدينة جالو منطقة نفطية وبها شبكة كبيرة ومعقدة من الأنابيب النفطية والغازية ربما هذا الأرجح من ناحية منطقية لعدم لجوء حلف الناتو لقصف لأرتال كتائب الطاغية والتي كانت متمركزة بالقرب من مدينة جالو في بعض الحقول النفطية.

س- حسب درايتنا بأنكم قمتم بدور عظيم وجليل خدمة لهذا الوطن وذلك من خلال رصد العديد من المكالمات والاتصالات.. فكم عددها على وجه التقريب؟

- بالفعل تم رصد العديد من المكالمات والاتصالات عن طريق الدعم الإلكتروني ببنغازي حيث تم تلخيص هذه المكالمات في كتاب تضمن أكثر من 110 ورقة وأغلبها تخص مدينة جالو وضواحيها.

س- بحكم طبيعة عملكم العسكري..ماذا تعني مدينة جالو بالنسبة لموقعها الجغرافي للمنطقة الشرقية؟

- تعد مدينة جالو عمق إستراتيجي ليس محلياً فقط بل دولياً بحكم بأنها منطقة نفطية وتحيط بها عشرة حقول نفطية رئيسية( النافورة- فنتر سهال- 103A-103D- جالو 59- السرير- مسلة- أجيب- أمال- ماجد) بالإضافة لفروعها العديدة. فتخيلوا لو تمت السيطرة على مدينة جالو واحتلت لشكلت تهديداً للمنطقة الشرقية لأنها بها ثلاثة محاور صحراوية رابطة وممتدة للمناطق الشرقية ( طريق جالو طبرق- طريق جالو البيضاء- طريق جالو إجدابيا) وكذلك تعتبر منطقة إمداد لما تتميز به من وفرة التمور والمحاصيل الزراعية المتنوعة.

س- تضاربت الأرقام حول عدد قتلى كتائب الطاغية أثناء مهاجمتهم لمدينة جالو.. فما هي الأرقام الحقيقية التي بحوزتكم في كافة المعارك التي دارت حول مدينة جالو؟

- إن عدد القتلى وحسب المعركة الأولى التي وقعت بمدينة جالو على المحور الشمالي بتاريخ 20-3-2011م وحسب رواية إحدى شهود العيان سوداني الجنسية والذي تم أسره من مدينة جالو وذهاب به لحقل النخلة بأن عدد جثث الكتائب 13 فرد- وهنالك رواية من إحدى أهالي جالو والذي كان ابنه في الأسر بمنطقة الجفرة فعند استلام ابنه وأثناء التحاور والنقاش مع إحدى أزلام الطاغية بالمنطقة المذكورة أوضح بأن عدد أفراد الطاغية الذين قتلوا نتيجة مهاجمتهم لمدينة جالو وصل عددهم إلى 42 فرداً, إما عن معركة 3-6-2011م فقد تم العثور على أشلاء أربع جثث حيث أن العدو لديه الخبرة وإنه متدرب جيداً على كيفية إخلاء القتلى والجرحى وفي أسرع وقت ممكن إما باقي المعارك فلا توجد لدينا معلومة مؤكدة وبكل تأكيد لديه قتلى وجرحى في كل معركة.. حيث أن البرقيات الملتقطة من العدو تفيد بأن جالو تقاوم وإنهم تعرضوا للرماية من المساكن عن طريق النوافذ ولا يمكن البقاء فيها حيث قرر الانسحاب منها والتمركز خارج المدينة للمشورة ويطلب قرار صريح بتدمير جالو على أهلها حيث أن هذه المعلومات موثقة في برقيات مشفرة تم التقاطها ثم حلها عن طريق ثوار الدعم الإلكتروني ببنغازي.

س- مدينة جالو بكل صدق ظلمت من الناحية الإعلامية سوء بقصد أو غيره بالرغم من ذلك سجلت تاريخاً ناصعاً..فماهي الرسالة التي تحب أن توجهها للقراء داخل وخارج مدينة جالو؟

- يرجع الفضل لله سبحانه وتعالى للانتصارات التي تحققت ولثوارنا أسود الصحراء الإبطال الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة وكل من ساهم في إنجاح هذه الثورة المباركة.

فقد أبلوا ثوار جالو البلاء الطيب وكانوا عند حسن الظن و حافظوا على وحدة الصف وحماية جالو والحقول النفطية المجاورة فقد عملوا على إغلاق كافة المطارات في الحقول ( النافورة- آمال- جالو 59- السرير- أجيب- 103A) بالإضافة لمطار الخروبة العسكري وذلك بعمل سدود ترابية وتدمير المهابط الخاصة بالطيران.

فقد أسر العديد من أبناء هذه المنطقة وأستشهد العديد منهم وأصيب البعض بجروح بليغة وليومنا هذا يتلقون العلاج خارج ليبيا, حيث خاضت اللجنة العسكرية جالو تسعة معارك منها ستة دفاعية وثلاثة هجومية تقريباً حسب علمي.

كما شارك ثوار جالو في جبهات القتال بمنطقة البريقة وبن جواد وزلة وسرت حتى تم بفضل الله تعالى تحرير التراب الليبي من الطاغية وأزلامه.

فمهما ذكرنا من مواقف بطولية خاضها أبناء هذه المنطقة فلن نستطيع أن نوفي بحقهم وهذه الحقائق ستظل قابعة في الأذهان لتسرد للأجيال القادمة بكل فخر وإعتزاز.

وأخيراً أحييكم الإخوة صحيفة الأحرار على مجهوداتكم العظيمة التي بذلتموها طيلة ثورة السابع عشر من فبراير المباركة فمزيداً من التألق والإبداع.

متابعة وتصوير:- أ.أحمد محمد بازامة.جالو

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

سجل دخولك و علق على الموضوع


مواضيع الكاتب

 


جالو ليبيا
اخر تحديث: 14/04/2012م.