مكثنا ثمانية ايام فى سيوه,
بعدها حزمنا امتعتنا و استمرينا فى رحلتنا,
اليوم الرابع وصلنا الى وادى به بعض العشب
يسمى (Schiaca),
فى اليوم السادس توقفنا للتزود بالماء ثم
استمرينا فى المسير ليلا لمدة 16 ساعة, فى
اليوم و الليلة التاليه مشينا 18 ساعة, هذا
المشي السريع كان عبر صحراء منبسطة تتخللها
بعض المرتفعات الرملية.
فى اليوم الثامن
كنا قد مشينا 14 ساعة و
اكتشفنا فى الليل اننا قد ابتعدنا عن باقي
القافلة و لهذا قررنا ان ننتظر حتى الصباح.
قمنا بتنزيل احمال الابل ووضعناها بجانبها. و
تمددت انا جانبا على الرمال ممسكا بلجام فرسي
بيد و يدي الاخرى على الزناد و نمت بهدوء حتى
الصباح.
بعدها اكتشفنا ان
القافلة قد وصلت قبلنا بمسافة نصف ميل الى
منطقة تسخر بالماء و العشب, فاسرعنا الخطي الى
المكان و خيمنا به, كان الرجال منهكين و
متعبين و كذالك الابل, بحيث انهم لم يفكروا فى
شي بعد انزال احمال الابل عدا النوم. استرحنا
بقية اليوم التالى فى المكان, و فى اليوم الذي
يليه اتجهنا الى اوجلة و التي تبعد مسافة لا
تزيد عن 9 ساعات (حوالي 27 ميل) استمرينا فى
المسير بهدوء فنحن الان بين الاصدقاء و بعضنا
قريب من منازلهم.
هناك 3 مدن فى منطقة اوجلة :
مدينة ربما تسمي (Mojabra)
مجابرة
اعتقد ان الكاتب يقصد جالو , و
الاخرى (Meledila)
ميليديلا لم
اعرف المنطقة.
الاخيرتين
قريبتين من بعضهما, مجابرة الى الجنوب و
ميليديلا الى الشمال من طريقنا و فى منتصف
الطريق الى اوجلة.
دخولنا الى جالو
(مجابرة) كان رسميا و مؤثر, لان اغلب عائلات
التجار المرافقين لنا تسكن فى هذه المنطقة.
حاكم (بي) بنغازي (نائب باشا طرابلس) كان فى
هذا الوقت فى اوجلة, ارسل 20 من رجاله
للمشاركة فى تدوين ما حملته الابل و طلبوا منا
واجب او طلب بسيط ثمثل فى انهم اى رجال الحاكم
يكونون الجناح الايمن للقافلة و التجار الذين
يملكون الخيل يكونون الجناح الايسر و الحجاج و
الناس العاديين يكونون الوسط و على رأسهم
الشيخ و يتقدمهم علم اخضر. الحجاج يمشون على
الاهازيج التي يرافقها رقص الخيول و كلما
اقتربنا من المنطقة تجمع حولنا عدد من الاطفال
و الكبار لأحتضان اولادهم و ابائهم.
المجابرة سكان (Mojabra)
جالو يقضون حياتهم ترحالا بين القاهرة و فزان.
اولاد فى سن 13-14 عام رافقونا في رحلتنا من
اوجلة الى فزان على الاقدام و فى احيانا قليلة
يركبون الخيول. التجار المنخرطين فى تجارة
القوافل عادتا ما يكون لديهم 3 منازل الاول فى
(kardaffi)
اعتقد كرداسا
بالقرب من
القاهرة و الثاني بجالو و الثالث اما بـ زويلة
او مرزق و معضمهم لديه زوجة و عائلة فى كل من
هذه البيوت.
اوجلة قرية يبلغ
محيطها ميل واحد تقريبا, شوارعها ضيقه و
تغطيها الرمال او الاتربة, البيوت تتكون من
طابق واحد فقط, كل غرفة تفتح على مساحة داخلية
و لا يدخلها النور الا من الباب (اى بدون
نوافذ)
المنطقة حول
اوجلة مستوية و التربة رملية و لكنها خصبة
نوعا ما. السكان لا يزرعون الذرة الكافى
للاستهلاك المحلي. كلا من الذرة و الاغنام يتم
جلبها سنويا بواسطة القوافل من بنغازي الواقعة
على المتوسط و التي تبعد 13 يوم او ما يعادل
234 ميل (374.4 كلم)
تركنا اوجلة برفقة القافلة المتكونة من تجار
من بنغازي و
(Merote)
لم اعرف هذا
المصطلح يبدو انها منطقة
و
المجابرة و تمت مرافقتنا لبعض الوقت من بعض
السكان تقديرا و احتراما لنا, و قاموا ببعض
الرقصات بالخيل و اطلقوا بعض الاعيرة النارية
تقديرا لنا. فى الليل خيمنا فى صحراء مفتوحة
خالية من الماء او حتى بعض العشب للابل.
ترجمة
مشرف موقع واحة جالو
01-02-2009