• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

لمسـة وفـاء (أحميدة العقيلي)

كتبها لمجلة التوعية

بشير علي بشير

07-02-2010

 

يحفظ معظم القرآن الكريم وله مصحف مخطوط بيده منسق ومرتب بشكل عجيب كان فلاحاً ونجاراً وحداداً وخياطاً ويصنع الأحذية بأمتياز وأشتغل بالتجارة وكان متخصصاً في البناء القديم للبيوت وبختان الأطفال وخبرة واسعة في خلع الأسنان

إنه إحدى الشخصيات التي تتمتع بكاريزما خاصة تحمل الكثير من المواصفات والإبداعات إنه الفقيد "أحميدة العقيلي" يرحمه الله وهو من مواليد القرن قبل الماضي (1892م) بواحة جالو وكان فلاحاً بطبيعة الحال حيث عين مسؤولاً لحل القضايا والمشاكل بمنطقة الشرف بجالو بإتفاق عموم المشايخ والأعيان بجالو من قبل مديرية جالو للبث في القضايا والنزاعات في العام (1947) وكان يشهد له بالنزاهة والعدل والأستقامة في حل القضايا. يحفظ معظم القرآن الكريم ويوجد له مصحف مخطوط بيده منسق ومرتب بشكل عجيب وهو موجود حتى الوقت الحالي.

وكان يعتبر في ذلك الوقت طبيب أسنان حيث كان يقوم بجراحة الأسنان وخلع الأسنان وعلاجها وكان يقوم بختان الأطفال "الطهارة"بطريقة سليمة وجيدة وله خبرة ممتازة في الحجامة ... أشتغل بالنجارة وكان ماهراً فيها وكان يعتمد عليه الكثير من أهالي المنطقة في عملية النجارة فكان يصنع معدات الري مثل (الغرغار و الجرارة) وكان يصنع معدات الوزن مثل النقاصة والمازورة وكذلك معدات الأكل مثل المعالق والقصاع الخشبية ومعدات طحن الحبوب مثل الكرو وبعدة مقاسات وأحجام.

وكان أيضاً ينجر أبواب البيوت من الخشب المأخوذ من جذوع النخل ويقوم بصنع المعدات من سعف النخل مثل (القفة المجهرة و المروحة والفتة) والحبال من ليف النخل وكان أيضاً يرحمه الله متخصصاً في البناء القديم من الحجر الطيني ووضع الأسقف عليها وكان خبيراً في وضع أساسات البيوت التي تسمى (التامالي) كما كان يعرف بصنع وتركيب أعتاب الأبواب حيث كان يحمل حجر كبير على رأسه وحجر كبير على يده اليمنى وحجر كبير على يده اليسرى ويأخذ في الانخفاض تدريجيا حتى تلتقي الاحجارالثلاث مع حجر كبير مسنود بمرفق يده اليمنى وحجر مسنود بمرفق يده اليسرى فيصبح المدخل على هيئة نصف دائرة أي خمسة أحجار كبيرة في نفس الوقت .. وكان الفقيد إيضاً حداداً ماهراً في صناعة المعدات من الحديد مثل السكاكين والسواطير وحديد المزارع. وكان خياطاً "تارزي" ماهراً وهو يتقن الخياطة بشكل جيد وخصوصاً خياطة الثياب العربية القديمة ذات الكم الواسع وخياطة الكوفية والسراويل وكان يصنع الأحذية الجلدية القديمة للرجال والنساء والأطفال لجميع المقاسات ولدية عدة قوالب لمقاسات الأحذية المختلفة موجودة حتى الآن. إشتغل بالتجارة حيث ذهب إلى منطقة سيوه أكثر من مرة على الأرجل من أجل جلب البضائع من هناك ويوجد لدية الكثير من الأوراق المخطوطة بيده التي كان يكتبها بين البدو والقادمين إلى واحة جالو من برقة وسكان المنطقة من أجل المقايضة بالحبوب والثمار .. وكان يستعان به في تخريص ثمار التمر وهو في النخل قبل النضوج من أجل الزكاة فكان بمثابة معياراً دقيقاً لقياس الثمار وكان أيضاً موسوعة ولدية قوة ذاكرة إذ كان قبل وفاته بأيام معدودة مرجع يرجع إلية أصحاب النزاعات على الأراضي والشوارع والميراث وقسمة النخيل وغيرها من المشاكل الاجتماعية الأخرى .. وكان دائماً موجود في المقدمة عند حدوث الكوارث والمشاكل والنزاعات من أجل تقديم الحل والمشورة الصحيحة وكان يرحمه الله يستعان به في المهام الصعبة مثل سقوط الأبار والحرائق التي كانت تحدث.

وبالإضافة للذي ذكرناه فقد كان إنساناً محبوباً كريماً حيث كان يأخذ الطعام من أهله وأسرته وهم في أمس الحاجة إليه ويعطيها للضعيف وعابر السبيل .. وكان صاحب حكمة وروح مرحه في نفس الوقت وكان ودوداً وعطوفاً على الضعفاء والفقراء .. تأثر وحزن كثيرا على المصاب الذي أصابة بفقدان أبناءه عقيلة و صالح يرحمهما الله في نفس العام(1961) .. ذهب لإداء مناسك الحج قي العام... ( 1962 ) ونحن إّذ نقدم سيرة هذا الرجل نشكر كل من تعاون معنا في الحصول على هذه المعلومات وذلك من أجل تقديمه للأجيال الحالية وقد يستغرب الكثيرون إنه كان في ذلك الزمان أشخاص يحملون كل هذه الصفات والغرابه إنها مجتمعة في شخص واحد وذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى فقد كان الفقيد حافظاً لكتاب الله وكان نجاراً وحداداً وتاجراً ومتخصصاً في البناء القديم وفي صناعة الأحذية وماهراً في الخياطة وكان يقدم الحل والمشورة الصحيحة ...قدم الفقيد أحميدة العقيلي يرحمه الله الكثير فأبداع في مختلف المهن وقدم الصورة الرائعة لرجال ذلك الزمان وعكس الإخلاص وكان نموذجاً رائعاً للأجيال الحالية في التفاني والعطاء بدون حدود وكان لابد من تقديراً بما قدم وأعطى وذلك وفاءً منا لتلك الأجيال ... رحل الفقيد أحميدة العقيلي إلى مثواة الأخير بعد مرض أقعده فراشه إحدى عشرعاماً وكانت وفاته يوم14/8/1980ف ... عن عمر ناهز الثامنة والثمانون عاماً رحم الله الفقيد وأدخله فسيح جناته.

بشير علي بشير

 

From مجلة التوعية العدد 012

 

روابط على موقعنا

 

سجل دخولك و علق على الموضوع


جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.