• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

عائلة فرحات عبدالرحمن المجبري تاريخ يتحدث عن نفسه

بقلــــم أ . أحمد محمد بازامـــا

منسق الشباب و العمل التطوعـي

بجمعيـة الهلال الأحمـــر الليبي فرع جـالـو

17 -08 -2009

 

يقال بأن لكل مثل حكاية ولكل واقعة وحادثة منشأ ولكل أصل جذور فعندما
تسترق السمع لبعض الروايات المتضاربة بين الفنية والأخرى في مجالس الكبار تأخذك نفسك الهائمة للبحث والغوص أكثر للإبحار في أعماق هـــذه الروايات لمعرفة المزيد من الحقائق العالقة والوقائع التي تكتنفهــــــــــــا.
فعندما تسردها كما هي بالتأكيد إنك تخوض سباقاً طويلاً مع الزمن لإبراز بعض من سجلاته المطوية والمندثرة والتي لم تكشفها لك الأيام من قبل إلا من خلال الحكايات والأحاديث في الجلسات الروتينية المعتادة.
مادفعنا لنبش مثل تلك الحقائق والتحري بوجه السرعة ليس لغاية في نفوسنا بل محاولة منا لترك آثارها محفورة في ذهن المرء وللأجيال القادمة.
فعندما ترى بأم عيناك بعض السلبيات فيكون لزاماً عليك أن تصحح جزءاً من تلك المفاهيم وخاصة إذا كان يتعلق ذلك بالتضحية من أجل الوطن..
فالتضحية بالنفس ليست بالأمر الهين كمايعتقد البعض.
فعلى كل مرء الدفاع عن الوطن وحمايته وتقديم كل مالديه لضمان العيش برخاء وسلام وطمأنينة ورغد وبالمقابل فإنه من الإجحاف طمس الحقائق التاريخية للمرء وإندثار سجله الحافل بالبطولات بين أكداس الأوراق ولايُذكر إلافي الجلسات المغلقة تتداول من خلاله سيرته العطرة.
فكان لزاماً مني أن أبحث وفي رحلة جادة وشاقة لأقف على مسرح الحدث لأسترجاع بعض من الحقائق والتى ظلت غائبة أو بالأحرى لايدركها أبناء جيلي متيقناً بإنها

الرحالة المصري أحمد محمد حسنين باشا 1923 بجالو

ستظل سجلاً للأجيال القادمة.
فهذا نابليون الأول يتطرق لمعاني التضحية من أجل الوطن وعدم خيانته قائلاً في هذا الشأن:-
مثل الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولااللص يكافئه.
وفي شأن أخر( في أحد المعارك تقدم ضابط نمساوي من نابليون وأعطاه معلومات أعانته على كسب المعركة التي يخضوها ولما جاء يتاقضى الثمن رمى له صرة من الذهب على الأرض فقال النمساوي لكنني أريد أن أحظي بشرف مصافحة الأمبراطور فأجاب نابليون :- هذا الذهب لأمثالك أما يدي فلاتصافح رجلاً خان وطنه).
فيقال في المثل الهنغاري بالخصوص( جميل أن يموت الإنسان من أجل الوطن وأجمل منه أن يعيش لأجله).
 

فعائلة فرحات عبدالرحمن فرحات المجبري تعد نموذجاً حقيقياً للمعأناة الذي لاقته من الإستعمار الإيطالي أبان إحتلاله لليبيا.
فرب الأسرة الشيخ فرحات عبدالرحمن كان تاجراً وشيخاً من أعيان قبيلة المجابرة وقد أشاد به الرحالة المصري أحمد محمد حسنين باشا في كتابه (في صحراء ليبيا) عندما زار واحة جالو سنة 1923ف مشيداً على الكرم والضيافة الذي حظي بها من قبل الشيخ فرحات عبدالرحمن فرحات.


 

الحاج عبدالرحمن فرحات الحاج على فرحات

فقد وهب شيخنا كل مالديه من مال وزاد وأبناء لتزويد حركة الجهاد البطولية ضد الإستعمار الإيطالي.
وجراء تواصله مع تلك الحركة ماكان من المستعمر إلا أن زج به هو وأسرته في معتقل العقيلـــة سنة 1929ف والمتكونة من زوجته(قليدة حمد إفريطيس) وأبنائه( محمد علي- علي- عقيلة- عبدالرحمن) وبناته(سالمة- تبرة- مبروكة) وإبنة عمه حواء عثمان فرحات.
ففي رحلة قاسية ومريرة من واحة جالو للمعتقل والتي ضيق فيها المستعمر حال العائلة فكان زادهم خلالها أربعة كيلو من البصل وخمسة كيلو من الخبز وقليل من الماء الغير صالح للشرب والإستهلاك وتعرضت فيها مزارعهم وممتلكاتهم جراء الإعتقال للتلف والإهمال والضياع ونتيجة للحالة المأساوية والمعانأة الحقيقية في معتقل العقيلة من تفشي للأمراض المختلفة وسوء التغذية والمعاملة القاسية والظروف الصعبة التي مر بها جميع المعتقلين فعلى إثرها توفي إبنه محمد علي وجميع النساء ( الزوجة وبنات الثلاثة وإبن عمته حواء عثمان في المعتقل).

تم نقل الشيخ فرحات من معتقل العقيلة إلي معتقل بنينة بعد مكوثه فيه لفترة أسبوعين ظناً من المستعمر بطريقته هذه سوف تلين نفسه وعزيمته الباسلة.
وأُجبر كغيره من أبناء ليبيا لحضور مأساة إعدام شيخ الشهداء عمر المختار بمدينة سلوق سنة 1931ف.
لعل من أهم الأسباب التي أدت بتنكيل بعائلة فرحات عبدالرحمن فرحات وأسرته داخل المعتقلات أبرزها تقديمه المتواصل للمال والزاد للحركة الجهادية البطولية ضد المستعمر وأُسند مهام لبعض أبنائه للإنخراط في حركة الجهاد فأبنه صالح قيل بأنه باع بعيره لشراء بندقية وبالتالي الأنخراط في حركة الجهاد فقد كان من المقربين للمجاهد عمر المختار وخاض معه تسعة معارك وحتى بعد إحتلال الإستعمار للتراب الليبية ظل المستعمر يطالب به حياً أو ميتاً وماكان منه إلا الإنتقال والهجرة بين تشاد ومصر ورجوع للوطن بعد فترة من دحر المستعمر من تراب الوطن وأبنه الأخرفضيل وأبن عمه إمحمد عثمان فرحات كان لهم دور بارز مع دور عائلة العبار( المجاهد عبدالحميد العبار) وفرج الله الذي أشترك في معركتـــــي ( بئر بلال والكيروانة).

صورة للمجاهد صالح فرحات

نتمنى من عائلة فرحات تزويدنا بصورة اكثر وضوحا


إن زوجة شيخنا فرحات (قليدة حمد إفريطيس) تنتسب لعائلة عريقة من قبائل المجابرة وأبناء عمومتها (ابناء إفريطيس) من العائلات المعروفة بالتجارة وقد قدموا الكثير من المال والزاد لحركة الجهاد فقد تم تنكيل بهم وجزهم وراء الأسلاك الشائكة في معتقل العقيلة (شحات عيســـــــــــــــى إفريطيس-علي عيسى إفريطيس-موسى عيسى إفريطيس- إسعيدة عيسى إفريطيس)..
والمجاهد عبدالله إفريطيس من الذين بلوا بلاء حسناً في معركـــــــــــــــــة القرضابية ونال الشهادة فيها.
وأبناء جابر إفريطيس الثلاثة الذين خاضوا العديد من المعارك الجهاديــــة ضد الإستعمار الفرنسي والإيطالي ونالوا جميعهم الشهادة.
فبرغم ماقدمته هذه العائلة الوفية من مال وأبناء من أجل الوطن الا يستحق منا تكريم تلك العائلة الفاضلة حتى إطلاق حي سكني أو مؤسسة تعليمية أومدرج بأحد الكليات بفرع جامعة قاريونس الواحات على ماقدموه من تضحية نبيلة وإخلاص حقيقي للوطن.
 

أ.أحمد محمد بازامة

منسق الشباب والعمل التطوعي

بجمعية الهلال الأحمر الليبي.فرع جالو

روابط على موقعنا

 

المجاهد المرحوم/ صالح فرحات المجبري

رمزاً للعطاء والتضحية

أ.أحمد محمد بازامة
07-11-2009

في تاريخ الأمم والشعوب صفحات ناصعة البياض وملاحم نضال سطرها أشخاص بكل فخر وتضحية وبأغلى ما يملكون.
فعندما تكون التضحية من أجل قضية كبرى فإنه يصبح لهذه القضية معنى آخر وطعم آخر..
فكما قال غاندي( ليس أمة استطاعت أن تنهض من غير أن تطهرها نار العذاب).
فالشجاعة تصنع المنتصرين والوفاق يصنع الذين لا يهزمون كما يتداول لدى الفرنسيون في أمثالهم الشعبية.
فثمة أشياء ثمينة نفقدها و لا نعرف قيمتها إلا بعد فترة من الزمن.
وبالرغم من ذلك تبقى لها دلالاتها ووقعها الخاص على النفوس لإنها ببساطة تحمل بين طياتها سجلاً حافلاً لمعاني الفخر و الإعتزاز .
إننا نتحدث عن شخصية فذة تتسم بالشجاعة والإقدام والمروة والبسالة وتتحلى بروح الدعابة والمُزاح والشعر أخذ نصيباً من حياتها.
تلك الشخصية التي كرست حياتها من أجل الوطن والدين والشرف ولم تعير لهذه الحياة الفانية أي إهتمام من رفاهية ورغد.
عنواناً واضحاً اتخذته شعاراً لها منذ نعومة أناملها وهو الدفاع والتضحية من أجل الوطن.
هذه الشخصية التي تمثل المعاني الحقيقية للعطاء والتضحية بأسمى صورها الرائعة.
إنها شخصية المجاهد المرحوم( صالح فرحات عبدالرحمن المجبري).
فقد أنخرط شيخنا لحركة الجهاد مبكراً ولبى نداء الواجب وهو في مقتبل عمره والتي لم يتجاوز حينها 20 عاماً.
وكان والده فرحات عبد الرحمن شيخاً وتاجراً من أعيان قبيلة المجابرة ويحظى بإحترام كبير بين أعيان القبائل والتجار وتربطه علاقة وطيدة بشيخ الشهداء عمر المختار والذي كثيراً مـا كان يتردد عليه في منزله عند زيارته لواحة جالو أو ذهابه لمدينة الكفرة.
كما كانت لديه علاقة وطيدة أيضاً مع المجاهد الشهيد الفضيل بوعمر الأوجلى والمجاهد عبدالحميد العبار.
تلك الأواصر المتينة ساهمت بصورة مباشرة في انخراط شيخنا صالح فرحات للحركة الجهادية ضد الاستعمار الإيطالي وهو في ريعان شبابه وقد أضطر لبيع بعيره(جمله) وأشترى بندقية بثمنه لتلبية الواجب الوطني.
ينحدر المجاهد المرحوم( صالح فرحات عبد الرحمن المجبري) لعائلة الرويلات أحد بطون قبيلة المجابرة وهو من مواليد سنة 1909 ف حيث ولد وترعرع بمدينة جالو وأمتهن حرفة الزراعة إسوة بأهالي منطقته.
تزوج من إبنة عمه مبروكة حسين حامد صاقع وأنجب منها( ولد وخمسة بنات).
وقد شارك في العديد من المعارك والمناوشات الصغيرة ضد الاستعمار الإيطالي ولعل من أبرزها كما جاء حسب الروايات المتداولة من الذين عاصروه:-

  1.  معركة كلارا الصفراء بالقرب من مدينة إجدابيا بقيادة المجاهد الغماري البرعصي حيث أستطاع المجاهد صالح فرحات بواسطة بندقيته النمساوية من قتل أحد الجنود الإيطاليين بعدما قتل هذا الفاشي إثنان من رفاقه ( خالد و عبد السلام بونصيرة) ومن بين الذين إستشهدوا في هذه المعركة ( محمد شلغوم المجبري) ومن المجاهدين الذين شاركوا في تلك المعركة ( سعيد الخصي- سرور- أبوبكر العتب- مهدي جابر إفريطيس- الحول إفريطيس).

  2. معركة قصور المجاهير بالقرب من البياضة بالجبل الأخضر حيث كان المجاهدين يعدون الشاي عند الفجر وحاول الإيطاليين الانقضاض عليهم ولكن الفطانة والحذر التي كانت من أهم المميزات التي يتمتع بها المجاهدين حالت دون تحقيق مبتغى ومراد الإيطاليين فقد تصدى لهم المجاهدون ودارت المعركة بإستشهاد ( مختار الفالح العجرمي- علي فرج بوسعدة إحد كتبة عمر المختار- المنتصر شرفاد- فرج صيد).

  3. معركة مراوة والتي دارت بالجبل الأخضر والتي تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأليات والأفراد.

  4. معركة حقفة بوشديق بجنوب مرادة والتي أسفرت على هزيمة كبيرة للإيطاليين وقد أسر الأعداء إثنان من المجاهدين ( فرج الله فرحات- الغماري البرعصي) وأستطاع المجاهد فرج الله فرحات فك قيوده وأن يمسك بندقية السائق الإيطالي ويصوبها نحوه والإفلات ببراعة فائقة هو وصديقه المجاهد الغماري البرعصي.

  5. معركة وادي الرحيبة بالجبل الأخضر حيث كان المجاهدون يحتفلون بقدوم العيد المبارك ففي صبيحة العيد هاجم الإيطاليين الوادي ضانيين بأن الفرصة مواتية للإنقضاض على المجاهدين وفي أقل من ساعة أستطاع المجاهدين إلحاق الهزيمة للإيطاليين وأقبل حينها المجاهدين يهللون بالنصر وبالعيد( جيتو في العيد نهار سعيد)

وقد خاض المجاهد صالح فرحات هذه المعركة بدون فرس وعقب إنتهاء تلك المعركة كان بحوزته عدد من الخيول.
إن تواصله مع الحركة الجهادية أدت إلي التنكيل بعائلته في معتقل العقيلة سنة 1929ف ونتيجة للأوضاع المأساوية في هذا المعتقل توفيت زوجة والده (قليدة حمد إفريطيس ) وإخوته (محمد علي-سالمة-تبرة- مبروكة) وإبنة عمه (حواء عثمان فرحات) داخل المعتقل وكذلك أستشهد أخوه الفضيل وإبن عمه إمحمد عثمان فرحات في أحد المعارك البطولية ضد الإستعمار الإيطالي.
و استولى الإيطاليين وأعوانهم الخونة على مزارع وممتلكات العائلة بواحة جالو.
وقد طالبت به السلطات الإيطالية حياً أو ميتاً و اعتبرته من المتمردين ضد السلطات الإيطالية.
أصيب شيخنا في أحد المعارك إصابة بالغة في بطنه من قبل أحد جنود الفاشست و أستطاع مجاهدنا النيل من الفاشي و قتله .
أدت تلك الإصابة بعد فترة مكوثه علي كرسي متحرك طيلة فترة حياته.
وقد كرم من قبل مركز جهاد الليبين بتاريخ 31 / 8 / 1975 ف بوسام الجهاد من الدرجة الأولى.
توفي المجاهد صالح فرحات بمدينة جالو بتاريخ 19 / 4 / 1989 ف عن عمر يناهز ثمانون عاماً تغمد الله مجاهدنا بواسع رحمته.
فبرغم من إخلاصه النبيل تجاه الوطن والدين والدفاع والتضحية من أجله فإنه لم يحظى هو وعائلته بالاهتمام والدعم المرجوه من مؤسسات الدولة.
ففي الوقت الذي أنتظر فيه الجميع بربوع واحاتنا الحبيبة أن يطلق أسمه على أحد الأحياء السكنية أو إحد المؤسسات التعليمية الواقعة في نطاقها أو إقامة ندوة أو إصدار مطبوعة تعنى بسيرته العطرة إسوة بباقي الشعبيات فإن الاستجابة لهذا النداء ظل محفوفاً بالأماني فقط وغابت بالتالي الحقائق التاريخية والتي لا يدركها أبناء جيلي وأقرانهم.
المصادر:-

  1. مقال بعنوان باع بعيره وأشترى بثمنه بندقية إعداد أ. مفتاح محمد الهمالي وصادر بالعدد الثالث من مجلة المربد2006ف.

  2. رواية شفوية عن العائلة متضمنة بعض مستندات ووسام الجهاد الخاص بالمجاهد.

أ.أحمد محمد بازامة
منسق الشباب والعمل التطوعي
بجمعية الهلال الأحمر الليبي.فرع جالو

 

سجل دخولك و علق على الموضوع


مواضيع الكاتب

 

 


جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.