الوصول الى جالو
صفحة 88
قطعنا الوادي عند الساعة 12:30, وجوهنا تلفحها الرياح
الحارقة المحملة بالاتربة و الحرارة كانت
شديدة جدا. الواحة الطويلة الملتوية تتكون
اساسا من حدائق نخيل, في كل منها بئر او ابار
منفصلة تعرف بالسواني, لكن واحة اوجلة تقع فى
اقصى غرب الالتواء. السواني بها القليل من
المباني المتناثرة ذات الجدران المتهالكة
بجانبها بعض الاشجار الوارفة ذات الاوراق
الابرية و التي لا يطلقون عليها اي اسم.(يمكن
انها كانت تقصد الاثل)
مشينا ثلاث ساعات على امتداد مزارع النخيل. ظهر علينا
برج عتيق مربع الشكل على مرتفع رملى على
يسارنا -المرابط سيدي صالح- و لكن بعد ان
اجتزنا المبنى و بعد مرتفع اخر ظهرت لنا اوجلة
التي طال انتظرها.
الشمس كانت واضحة خلف الرمال المتصاعده مع الرياح, و
لكننا كنا نحدق بشغف الى اشجار النخيل
المتراصة الممتده التي لا يقطعها الا مرتفع
رملى فهى تمتد الى الجنوب حوالى الميل تقريبا.
عند النهاية الاخرى تقع البيوت المبنية
بالطين, المتراصة مع بعضها تحت ظلال النخيل,
هنا و هناك بعض المأذن التى تعلو بعض اسقف
المساجد. تختلف كثيرا عن منازل اجدابيا
المعزولة, هنا المنازل منتشرة على الرمال
المسطحة. اطلال مدينة هذا اول انطباع توحي به
مدينة اوجلة بسبب مبانيها الطينية الغير
مسقوفة, و ابوابها الغير منتظمة و جدرانها
الغير مكتمله: على الرغم من هذا كانت الصورة
رائعة جدا عند الغروب.
خيمنا قبل الرابعة بجانب سياج مصنوع من اوراق النخيل.
كنا شديدي الجوع الامر الذي جعل الانتظار حتى
ننصب الخيام امرا صعبا جدا. منظر الحليب و
البيض و الخبز كان يتراقص امام اعيننا. ارسلنا
يوسف السمين للاستفسار. و فى نفس الوقت عمر
ذهب الى منزله فى المدينة, ليعود بعد قليل
بسلة من التمر الممتاز. كان رائعا ان وجد لنا
مكان لنعسكر به لاننا كنا متعبين جدا و لم
نهتم بالاكل كثيرا. لقد اكتشفنا قطعة من
الشوكلاتة فى حقيبة الكتف. حسنين كان يريدني
ان اكلها كلها, لكن الصحراء علمتني اهم قانون
لها و هو ان تتقاسم كل شي مع من معك.
عمر غير قميصه الابيص الممزق و المتسخ و الجرد المرقع
, بجبه و جرد جيدين. لقد شكرناه من اعماقنا
على التمر. كان من المستحيل شراء اى شي من
السوق خصوصا و اننا ضيوف السيد (السيد
السنوسي)
و قال لنا ان اعيان المنطقة سيرسلون لكم هدايا الطعام
غدا ,لكن الان لامفر من ان نطلب و هذا لا
يتماشى مع كرامتنا كرحالة مصرى مسافر فى تجارة
للسيد مما جعلنا نكتفى ببعض الحليب و التمر و
لكن فى اللحظة الاخيرة جاء موسى شعيب مبتسما و
كوفيته ملئ بالبيض الطازج فرحتنا كانت غامرة .
لا ادري كم اكلنا منها اتذكر انني كنت جاثية على
ركبتي على الرمال و السماء كانت ساكنة و مليئة
بالنجوم و كنت حينها نصف عمياء من دخان النار
التي اوقدناها لطهى البيض بدفنه فى التراب
بجوار النار. قال حسنين ممازحا كم احب هذا
الحساء سافتقد طعم الرمال فى القاهرة!
بعد انتهائنا من اكل البيض تمكنا من الاستحمام ,كنا
نعاني من تغير فى الجلد و كنا نسميه تأدبا
لفحة شمس و لكن فى الواقع كانت اوساخ!
بعدها جاء محمد متحمسا ليخبرنا ان شيخ الزاوية
ابوالقاسم و الاخوان و بعض الاعيان من البلاد
قادمون لزيارتنا بعد ما سمعوا ان معنا رسائل
من السيد رضا. لم يكن معنا ملابس لائقة
نرتديها و لم يكن بامكاننا ان نقدم لهم الشاى.
شعيب انقذنا كالعادة و اتفق معهم بان يتم
اللقاء فى خيمته , و بسرعة لبس حسنين الجرد
الجميل الذي كان معي و لبس معه كوفية بيضاء
احضرها معه من مصر اللقاء كان رائعا. الشيوخ
الاجلاء جلسوا فى الخيمة على جلد الابل (نطع
الابل) و بنادقهم فى المنتصف على شكل هرم. بكل
احترام تمت قراءة رسائل السيد ادريس و السيد
الرضا و بصوت واحد ردد الاخوان اوامر السيد
على رؤسنا.
بعدها تمت مناقشة التفاصيل. حساب مسافة السفر كانت
صعبة. المسافة التي يقطعها الرجل بقربة واحدة
كان المصطلحة المفضل. القربة هى جلد الماعز
المستخدم فى حمل الماء. تحمل من 4 الى 7
قالون. البادية يقولون ان الرجل يمكن ان يسافر
بواحدة صغيرة لمدة خمس او ستة ايام فى الشتاء
و اربعة او ثلاثة ايام فى الصيف. بعد كثيرا من
الجدال اخبرونا بان المسافة من جالو الى
الكفرة تحتاج الى 13 يوم عن طريق القوافل
المباشر الذي يؤدي الى واداي.
هناك بئران الاول فى بالطفل على بعد يوم واحد من جالو
و الثاني فى الزيغن بعد مسيرة سبعة ايام اخرى.
بئر الزيغن وحيدا فى الصحراء و تم وضع علامة
على الخريطة خطاءا على انها واحة.
هناك خط اخر من جالو الى الكفرة تم اختياره من رولفز
و هذا الطريق يتجه اكثر ناحية الغرب بأتجاه
واحة تازربو و التى عادتا ما تعتبر خطاءا من
ضمن مجموعة واحات الكفرة.
لمعرفة المزيد يمكنك تحميل الكتاب من هنا باللغة الانجليزية
PDF
ترجمة
مشرف موقع واحة جالو
01-05-2009
كتاب روزيتا فوربس بالانجليزية على قوقل
سجل دخولك و علق
على الموضوع |
|