• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

وقفة مع الشيخ الفاضل إدريس إبراهيم عبدالنبي الطويل

بقلــــم أحمد محمد بازامـــا

13 -10 -2010

المصدر فرسان الواحات  31-05-2010
 
أحمد بازامة

للمأثورات الشعبية مكانة خاصة لدى معظم الليبيين لما تحمله من تاريخ وإرث متأصل منذ القدم فالحفاظ عليها ضرورة ملحة وغاية مرجوة لأنه ببساطة من ليس له ماض فالبتأكيد ليس له حاضر ومستقبل..


إن حرفة صناعة الأحذية الجلدية تُعد من أبرز تلك المأثورات الشعبية التي أمتهنها العديد من الشخصيات في بلادنا الحبيبة حيث تركت آثارها في قلوب العديد من عاشقيها وفي المقابل تناقص الطلب عليها في الآونة الأخيرة وأخذت طريقها للاندثار مع دخول عالم الموضة في ظل العولمة.


 

 
الريحية

كانت لمجلة البيت وقفة وزيارة ميدانية لمدينة جالو لمقابلة إحدى الشخصيات البارزة بالمنطقة والتي لها تجربة كبيرة في حرفة صناعة الأحذية الجلدية الرجالية والنسائية والتي تسمى بالريحية والمخصصة لكبار السن.


تلك الشخصية التي أتسمت بطيبة القلب وسعة البال ويُعد منزلها محط العديد من الأصدقاء والأقارب والزوار كباراً وصغاراً لما امتازت به من كرم والإجادة لرواية القصص المعبرة والمتمثلة بالأمثال الشعبية.

 

 

الصورة الاصلية

للحاج إدريس إبراهيم الطويل

 
الصورة بعد معالجة موقعنا لها

إنها الشخصية الفاضلة ( الشيخ الحاج إدريس إبراهيم عبدالنبي الطويل).
التقينا بابنه صالح إدريس إبراهيم والذي استقبلنا بكل حفاوة مستهلاً حديثه بشكره وثنائه لكافة الأخوة بمجلة البيت على تواصلهم مع والده والذي يعتبر هذه الخطوة النبيلة بمثابة شهادة تقدير يعتز بها هو وكافة أسرته.
 

س- وبسؤالنا عن السيرة الذاتية لوالده؟
ولد والدي بمدينة الكفرة سنة 1910ف ومتزوج من امرأتين وعدد إخوتي الشباب تسعة والبنات خمسة وبالنسبة لوالدي عدد الإخوة أربعة من الذكور وثلاثة من الإناث- تعلم القرأة والكتابة وحفظ جزءاً من القرآن والقصص والدروس الدينية على يد الشيخ محمد بوثمانية.
أنتقل لمدينة جالو سنة 1967ف وأدى فريضة الحج والعمرة مرتين- والدي يحب رواية القصص والحكايات المعبرة وهذا السر الحقيقي وراء محبة والتفاف الناس من حوله ومن أهم المقولات التي يرددها باستمرار(صحة وعافية والجنة الدافية) ودعائه ( العفو والعافية والرضا من الله) ومن أجمل الأبيات الشعرية ( كل حال محول وكل يوم يلفالك خبر جديد ماهو الأول وياما تنظر كان عمرك طٌول) أجريت معه العديد من اللقاءات والمقابلات المرئية والصحفية ولعل أبرزها مجلة المشعل.أنتقل إلى رحمه الله تعالى صباح يوم الجمعة الموافق 9-4-20010ف.


س- كيف أكتسب والدكم تلك الحرفة اليدوية؟
أكتسب والدي مهنة خياطة الجلود منذ نعومة أنامله وهو لم يتعدى الرابعة عشر من عمره من جدي إبراهيم عبدالنبي الطويل فقد كان والدي شغوفاً ومحباً لهذه الحرفة بالرغم من المكسب الضئيل الذي يجنيها من ورائها..
ولذكر القوت ولقمة العيش وتحسين الظروف المعيشية أسرد حادثة مع والدي أثناء شبابه فقد قرر السفر للسودان لما هو معروف في تلك الفترة بازدهار تجارة القوافل للسودان وتشاد ومصر فأراد المغامرة وطلب الرزق أسوة بباقي العائلات الليبية لما كانت تمر به من ظروف معيشية صعبة وقد واصل وشق طريقه مع أول قافلة متجهة صوب السودان على قدميه طوال تلك الرحلة وحين وصوله ومكوثه لفترة بالسودان ذًهل من موقف رفاقه بأنهم سوف يعدون مذكرة للتجار الليبيين بالسودان يوضحون من خلالها حالاتهم المادية الصعبة وظروفهم المعيشية العسيرة وبالتالي طلب المساعدة وتقديم العون لهم ولكن نفسه الأبية أبت تلك الفكرة الساذجة وسرعان رد عليهم بأن هذا الأسلوب يًعد تسول فقرر العودة والرجوع للوطن عزيز النفس بعيداً عن هذا الرزق المذل والمشوه بالزيف.


س‌- ماهو الفرق الجوهري بين الحذاء الرجالي والنسائي وماهي أهم المواد والأدوات المستعملة وداخلة في صناعتها؟
الريحية تتميز بلونين فالأحذية المخصصة للرجال تمتاز باللون الأصفر والنساء باللون الأحمر وكذلك يعمل والدي في صناعة النعال والخف ومن أهم المواد المستعملة هي الجلد التي يتم إشترائها من مدبغة بمنطقة سيدي خليفة وإما الأدوات في متمثلة في الجلم( المقص)- المشفاة ( وهي إبرة كبيرة معدة لثقب الجلد)- الإبرة والسلك- القالب( يحدد المقاس المطلوب)- المطرقة- السندال- الكبسولة.
ومن أبرز الأشياء التي يقوم بصنعتها أيضاً حقائب المصاحف والأحزمة المتنوعة ( السيور) وصناعة المروحيات من سعف النخيل والتي تستخدم لطرد الحشرات.


س- هل تولى والدكم مهنة في مؤسسات الدولة أم ظل متمسكاً بمهنته تلك؟
أعتمد والدي على مهنته اليدوية لفترة طويلة جداّ وقد مارس بالفعل العديد من المهن وخاصة الطبية بحكم درايته بها كالخنتان والحجامة ومعالجة بعض الحيوانات وعلى هذا الأساس باشر عمله بمستشفى جالو العام وكلف بتغسيل الموتى وأحيل للتقاعد بعد فترة لم تتجاوز السنتين من تاريخ مباشرته للعمل.


س- هل تم تكريمه من قبل الأخوة المسئولين بشعبية الواحات طيلة مشواره النبيل في هذه المهنة اليدوية؟
لم يحظى والدي كغيره من الشخصيات البارزة بمدينة جالو بتكريم من الأخوة المسئولين بشعبية الواحات بالرغم من عطائه المتواصل لهذه المهنة ويؤسفني القول بأن الريحية سوف تندثر مع مرور الزمن لعدم وجود خبير لصناعتها وإتقانها بمدينة جالو.
فالتكريم أصبح اليوم يأخذ طابع المجاملة والتحيز فما أكثرهم التي لم تولي شعبيتنا للأسف الاهتمام بهم وتكريمهم أسوة بباقي الشعبيات الأخرى ولكن يظل الوفاء سمة لايعرف معانيها سوى القلة والعمل النبيل والمخلص يؤجر صاحبه عند المولى عزوجل لأن كل شخص في النهاية يقف لوحده.
وشهادة التقدير التي أعتز بها ويشاطرني الرأي في ذلك معظم أفراد عائلتي هو الاحترام الكبير للعائلات بمدينة جالو لفضل والدي طيلة فترة مهنته النبيلة.

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

سجل دخولك و علق على الموضوع


مواضيع الكاتب

 


جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.