أحمد بازامةهنالك معايير ثابتة لدى المثقفين متضمنة التوازن بين العمل الفكري والتجربة اليومية بحيث يستحيل الفصل بين مسارات رؤيتهم النظرية والتأثيرات المحيطة بهم وعلاقتهم المتينة مع الآخرين.
فالرؤية متكاملة ومنسجمة ولا يمانع من ذلك سوء للفهم فيما بينهم عن طريق النقد أو التصريح أو الاختلاف في الرؤى والأفكار.
فالمثقف ليس الباحث أو الكاتب أو المتعلم وليس الرجل دون المرأة فقط فهو حالة فردية وليس تعبيراً عن جماعة مشتركة في الأهداف أو العمل فقد يكون المثقف منتمياً لتيار معين يناقض من هو مثقف في الاتجاه المضاد لهذا التيار وكلاهما يحملان صفة المثقف.
فالمواصفات العامة للمثقف هو الملتزم بقضايا وطنه..لماذا نطلق عليه ملتزم؟لأنه ببساطة يجمع مابين هموم نفسه وهموم الناس في آن واحد وبين الوعي والمعرفة لمشكلات المجتمع من حوله.
فمسائل التصحيح وطرح الرؤى الهادفة من شأنها الرقي بالمجتمع وبطبيعة الحال العمل الفردي لن يصل للغاية والهدف المنشود ويتطلب ذلك تضافر الجهود من نخبة من المثقفين مقتنعين بمفاهيم فكرية مشتركة حول الانتماء والهوية وحول توصيف الواقع وأسباب مشكلاته ثم سعيهم لوضع رؤية مشتركة لبناء مستقبل أفضل للوطن.
إن الدور الذي يلعبه المثقفين من تجديد وإبداع واحترامهم للوقت وقيمة الحياة والإنسانية والممارسات الإبداعية المتفتحة والمرنة هذا من شأنه بناء الوطن والارتقاء به.
ولتحقيق الانسجام والتواصل في الحوار البناءة والهادف لخدمة الوطن يتطلب منا التخلص من كل أنواع الوعي الزائف والمستهلك والذي نتائجه باتت معروفة لدى الجميع وقادتنا نحو الحضيض والتخبط والميول للانحدار.
إن الكلمات الصادقة والعبارات والألفاظ الجريئة التي ينتهجها أصحاب الضمائر الحية لكشف الفضائح من سلب ونهب لثروات هذا الوطن ومحاربتهم لكل أنواع الفوضى والفساد ستظل محبوسة مادامت آراء المثقفين مجردة من الفهم والاستيعاب لمجتمع بالكاد أن يفرق بين هذا وذاك.
أ.أحمد محمد بازامة
جالو