• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

محاكاة على قارعة الماضي

بقلــــم أ . أحمد محمد بازامـــا

منسق الشباب و العمل التطوعـي

بجمعيـة الهلال الأحمـــر الليبي فرع جـالـو

08 -08 -2009

 

قيل إن الذين لايتذكرون الماضي عليهم أن يجربوه مرة أخرى.فبتأكيد إن الأشياء الجميلة والرائعة والمقرونة بالذكريات والنوادر الطريفة تظل راسخة في ذهن المرء.فما أجمل ماضي الإنسان المتشبع بالفطرة والحياة البسيطة المجردة من التعقيدات والملابسات الحديثة.فما أحوجنا اليوم لسماع حكايات الخرافة والغولة ونحن نتذوق القلية والكاكاوية المحمصة ونحتسي كوب الشاي ونستيقظ في كل صباح على أعزوفة صيحات أطفالنا وهم يجوبون الشوارع والأزقة ويمارسون ألعابهم الشعبية(الوابيس-طاق طرباق-البطش-وين بيت بوسعدية).

حتى الطيور الصغيرة(أم بيسيسي-الغليص وغيرها من المسميات المختلفة) والتي لم ترحمها الأفخاخ والشراك والمزاريق لم نعد نسمع بها قطا.وتسريحة القطية التي كانت في يوما ما موضة يتباهى بها الصغار بين أقرانهم أندثرت مع الأيام الغابرة.

وللأكلات الشعبية (الفتات-البسيسة-المجردق-البازين-التكرة- المثرودة-المقطع-الدشيشة-الزميتة) أخذت نصيبها ولم يرحمها الزمن فأصبحت تعد بطرق حديثة وغير مستأسغة المذاق والطعم.

لم نعد نسمع بالمسحراتي في رمضان.

إننا بالفعل نحتاج لتنشيط ذاكرة الماضي لإستعادة بعض مما نسج منه.فالضوضاء والصخب والأوبيئة والأمراض الفتاكة أصبحت في مرتبة الطليعة وهاجساً حقيقياً لكل مرء وهو يجوب ويجول في الشوارع المكتظة بالمارة والسيارات والمياه الراكدة والأتربة العالقة في الهواء.فالمصاحفة وأفشاء السلام أصبحت حرارتهما باردة وبالمقابل المقابلات واللقاءت كلها روتينية يسودها طابع المصلحة الخاصة وتقاسم الإبتسامات الزائفة.

نحن نخوض صراعاً مع أنفسنا والمحصلة دائما صفر على الشمال

فبالأمس القريب كانت أفراحنا وحتى مآتمنا تعج بالجيران والأصحاب من كل حدب وصوب نتقاسم سوياً الفرح ونواسي بعضنا عند حدوث المصائب.قد تكون عاداتنا وتقاليدنا قاسية بعض الشيء في طقوسها ولاتمد ديننا وسنة رسولنا الكريم لا من قريب ولامن بعيد كاللطم وشق الثياب وزيارة أضرحة الأولياء الصالحين وتمسك بمعتقدات الدراويش وتصديق التاكزة وقارئات الفنجان والكف.وبهذا كله يبقى ماضينا حافل بالأشياء الجميلة المضئية والمشرقة والتى قلما نجدها اليوم.

هل لنا أن نصحح مسارنا الشائك والذي يلفه ويكتنفه الغموض؟ أو نسترد ماضينا بالحكايات الساخبة والمللة ونحن نتبادل أطراف الأهواء في جلساتنا الروتينية.نحن نحتاج لترسيم حدود أفكارنا والسيطرة على عقولنا المتطفلة والتي تشوبها المرادفات والمصطلحات الدخيلة بلغة اليوم(التطور الحضاري).

نحتاج للتطوير من ذاتنا والإبتعاد عن الشرذمة والأنانية والسلطوية المجحفة والإهتمام والرعاية الكاملة وتقديم الدعم المعنوي والمادي لكافة الجمعيات الخيرية المهتمة بشئون الموروثات والتي أصبحت متآكلة وهي تئن بصوت خافت لامؤنس لها سوى المتطوعين القلة الذين يبذلون الغالي والرخيص لإسترجاع هيبتها ومكانتها الطبيعية.

وسنظل نردد حكمتنا الرائدة(إن الذين لايتذكرون الماضي عليهم أن يجربوه مرة أخرى) ليستيقظ أطفالنافي يوماً ماعلى صيحاتنا ونحن نمارس ألعابنا الشعبية(السيزةوشد الحبل).

 

روابط على موقعنا

 


مرارة الكلام وأدابه

بقلــــم أ . أحمد محمد بازامـــا

منسق الشباب و العمل التطوعـي

بجمعيـة الهلال الأحمـــر الليبي فرع جـالـو

08 -08 -2009

 

عندما تبحث عن قالب فكري جديد ومقنن بالتحليل والإستنتـــاج
المنطقي حينها فقط تتفنن في الرد على الإستفسارات والتساؤلات الغامضة والمتباينة في المضمون والروىء.
فنحن اليوم بأمس الحاجة من ذي قبل للبحث المتزايد بين أكوام وأكداس كتبنا الأدبية والتاريخية والفكرية وغيرها من الكتب الثقافيـة.
إن البحث الجاد ليس لغاية في نفوسنا ولكن الظروف الحادقة بنا تفرض علينا ذلك ليتسنى للغير الإستفادة ماتفيض وتزدخر به العقول الثقافية في بلادنا الحبيبة (أطال الله في عمرهم وحفظهم من كل سوء).
إن هذه العقول المتفتحة والتي أنارت شموع الثقافة الحقيقية وتكبدت العناء والشقاء وقدمت الكثير والكثير فمن أجل ماذا؟
إن هذه المفاتيح هي سر النجاح لابنائنا في المستقبل وستظل كلماتهم وعباراتهم وألفاظهم الزاد و البلسم الشافي لكل داء وعضال وحل العديد من المشاكل التي قد يواجهها أبنائنا في القريب العاجل.
ببساطة وربما يعتبرني الغير شاذا ًفانا لست من المتشائمين فالطموح والتفاؤل كانت وستظل عناويني التي أتخذتهما شعاراً لنفسي منذ نعومة أظافري وحبي الهائم وإنتمائي لوطني الحبيب يدفعني للغوص في بعض الآمه المترامية هنا وهناك وتصحيح بعض التراكمات الدونية والإتجاهات والأساليب الخاطئية والمعتقدات الدخيلة.
سميه يا أخي ويا أختي نداء إستغاثة أن طاب لكم ذلك"
فالكلمة الجرئية الصادقة تظل عنواناً لايعرف معانيها سوى القلـة.
فمن أين جاءت أصل الكلمة أو الكلمات؟
يحدثنا أستاذنا الفاضل د.علي فهمي خشيم في كتابه (رحلة الكلمات الثانية) إن كلام البشرعبارة عن ألفاظ أوأصوات سجلتها الذاكرة يوماً بعد يوم منذ الولادة يستعيدها الإنسان عن طريق هذا الحاسوب الرائع الذي أسمه الدماغ حيث يشاء فتخرج أصواتاً مرتبة هي الكلام.
أستطاع كاتبنا أن يحلل لن أصل الكلمة والكلام ويرجع جذورها إلي الحقيقة الصائبة مصححاً اللغط لأحد اللغويين العرب المعروفين بأن الكلام في الأصل من اليونانية وليس العربية فقد أوضح هذا الخطاء الفادح الذي كاد يغرقنا في دوامة ومغالطة تاريخية برهن بأن أصل الكلام من العربية مستدلاً بالأيات القرانية وتحليله المنطقي.
-مايشد كل مرء لهذ المؤرخ ( حسب نظرتي المتواضعة) بأنه موسوعة ومرجع مهم وكنز وثروة حقيقية للجماهيرية فهو يجيد إستعمال لفظ الكلمة في كتبه ومنشوراته وحتى من خلال برامجه الشيقة في الإذاعة المرئية بطريقة في غاية البساطة لعامة الناس وأختياره وإقتنائه للعبارات والألفاظ الجمالية فهو يجوب ويجول في مساحات الكلام وينسج بخياله الواسع وتحليلاته المنطقية ورؤيته الثاقبة لما لايدعو للشك موضحاً أصولها وتركيباتها اللغوية ( لغة الحيوانات والنباتات والإشارة والطبول والأرجل والأيدي والصفير) وللموائد رأيه الفريد من نوعه في كتابه( الكلام على مائدة الطعام) متطرقاً أنواعها وأشكالها وأصنافها المتنوعة.
- ولذكر الكلمة والكلام فإننا اليوم نحتاج لمراجعة بعض من سجلات أخطائنا والتي أصبحت يوماً بعد يوم في تراكم مستمر والنتائج حتماً ستكون وخيمة ومؤلمة لايدركها المرء إلا بعد ( الوقوع الفأس على الرأس) كما يقال في المثل الليبي.
إن الطابع الليبي الموروث والمتعارف عليه إجتماعي يتناغم مع السلوكيات والخصال الحميدة والتي أصبحت تندثر رويداً رويــداً.
وللإبحار أكثر في أعماق الماضي نحتاج كثيراً من الجد والإجتهاد لنصل بالكاد على جزئية منه.
إننا أمام معضلة حقيقية اليوم (أداب الكلام والحديث) فاليوم أصبحنا نرفع شعارات نقنقة (النقيق) (عذراً لإستخدامنا لهذا اللفظ) بدون إحترام الرأي الأخر فلاتوجد قدسية لأداب الحديث فلايحترم صغيرنا كبيرنا حتى الكبار نفسهم لايعيرون لأداب الحديث أي أهتمام نتصارع مع بعضنا في نقاش وحوارمضمونه أزلي.
ففي الحديث والكلام أصول وأداب جمة وقد ساق المبدعين والمفكرين والأدباء والحكماء والوعاظ أقوال وحكم مأثورة في ذلك.
فسيدنا علي كرم الله وجهه قال في هذا الشأن( ليس كل مايعُلم يُقال ولاكل مايُقال جاء أوانه ولاكل ماجاء أوانه حضر أهله) وقال الحكيم أندريه شينيه (إننا نطيل الكلام عندما لايكون لدينا مانقوله) وهذا سقراط له رأيه في هذا المجال (كلما تضائلت المعرفة عند الرجل إزداد ولوعاً بالحديث الذي يعرفه) ( لوأن الناس لم يتحدثوا إلافيما يفهمونه فقط لبلغ السكون حداً لايطاق) (لوسكت من لايعلم لسقط الخلاف).
وللأمثال العالمية نصيبها أيضاً فيقول المثل اليوناني (أعطانا الله لساناً واحداً وأذنين نسمع أكثر مما نتكلم) ولايختلف عنه المثل البلجيكي في ذلك (بإنعدام الكلام يموت المرء دونما إعتراف).
لا نبتعد بعيداً عن سياق موضوعنا حتى لايعكره مزاج الجاهلين والمحديقين بنا هنا وهناك ويتهمنا الغير بإطالة الكــلام.
فإذا كان لأكل الطعام أدابه وفنه وذوقه بالمثل فاللكلام أدابه وذوقه وجماليته فعلينا بالحرص دوماً لإقتناء الكلمة المعبرة والصادقة دون المقاطعة والمجادلة والإنصات جيداً للمتكلم شرطاً جازماً.


 

صفحات من جهاد المجابرة

بقلــــم أ . أحمد محمد بازامـــا

منسق الشباب و العمل التطوعـي

بجمعيـة الهلال الأحمـــر الليبي فرع جـالـو

08 -08 -2009

  1. المجاهد(عمر حسن بازامة)

من مواليد الكفرة 1888ف إسم الأم:- (عزيزة الفلاح المجبري) زوجته (صالحة محمد البسكري) أولاده( محمد-حسن-عبدالعزيز) وبناته أثنين توفين وهن صغيرات أثناء هجرتهم من الكفرة لجمهورية مصر العربية أبان معركة الهواريةرحمهم الله.
من حفظة كتاب الله.ألتحق بالجهاد عام 1913ف ضد الإستعمار الإيطالي وكان آمر فيلق للدور المناط به.

أهم المعارك التي أشترك فيها:-

  1. السلوم (ضد الإنجليز في الأراضي المصرية).

  2. بوتونس (ضد الإنجليز في الأراضي المصرية).

  3. الواحات (ضد الأنجليز في الأراضي المصرية).

  4. سيدي حمد القرباع (ضد الإيطاليين في جنوب غرب درنة).

  5. سيدي قرقف (ضد الإيطاليين في جنوب غرب درنة).

  6. ظهر الحمر(ضد الإيطاليين في جنوب غرب درنة).

  7. تلغزة (ضد الإيطاليين في الجبل الأخضر).

  8. الهوارية(ضد الإيطاليين في الكفرة)1931ف حيث أستشهد فيها بعد أن مهد طريقا لأبنه وزوجته للرحيل من الكفرة للأراضي المصرية وكانت كلمته المشهورة قبل المعركة بساعات لأبن عمه علي حسين بازامة ومحمد محمد المرابط حسين بازامة الذين لبوا الندآء الجهاد من منطقة ربيانة ( إننا لم يكتب علينا يوما أن ننسحب من المعارك).
    وأستشهد برتبة عسكرية (يوز باشي).

ومن رفاقه المجاهدين الذين خاضوا معه العديد منها:-

  1. صالح بوعرقوب البرعصي.

  2. عبدالله البسطا البرعصي.

  3. عبدالله فركاش المسماري.

دفن المجاهد بموقع المعركة (الهوارية بالكفرة) وبعد قيام ثورة الفاتح قرر أبنائه نقل جثمانه الطاهرة من موقع المعركة (الهوارية) لمدينة البيضاء أو منطقة ربيانة لكن أهالي منطقة الهواري (قبيلة زوية) رفضوا وأصروا لعدم نقل جثمانه لأنهم أعتبروه جزء منهم لايتجزاء بحكم أنه كان قاطن معهم لسنوات في منطقة الهوارية وجاهد ببسالة ضد الإستعمار الإيطالي بمدينة الكفرة.
ألتحق أبنه حسن بالجيش الليبي الذي تشكلت نواته بجمهورية مصر العربية.

  1. المجاهد( علي حسن بازامة)

من مواليد الكفرة إسم الأم:- (عزيزة الفلاح المجبري) زوجته (عائشة عبدالهادي الفضيل الأوجلي ) وأبنائه(محمد-حسن-أحمد-مختار-فاطمة-صالحة-زينب-جميلة-أمباركة)وشيخ وحامل كتاب الله تولى مهام زاوية الكفرة. التحق بالجهاد ضد الفرنسيين في تشاد حيث أستشهد هنالك.

  1. المجاهد( محمد المرابط حسين بازامة)

(الأبن الأكبر لحسين بازامة شيخ زاوية ربيانة)أسم الأم:- (سالمة الرباع)زوجته(حواء موسى الرباع
ألتحق بالجهاد مبكرا وكان من المقربين للمجاهد أحمد الشريف وخاض معه العديد من المعارك ضد الإستعمار الفرنسي والإنجليزي وكان رسول خاص للمهام المناط بها أستشهد في معركة السلوم بالأراضي المصرية وهو يخوض المعركة ضد الإنجليز وله من الأولاد ثلاثة (محمد- حسين عبدالله).

  1. المجاهد (علي حسين بازامة )

من مواليد الكفرة 1898ف أسم الأم:-(سالمة الرباع) وزوجاته(صالحة محمد بازامة-عائشة صالح الحمادي)وهو حامل لكتاب الله وله من الأولاد إحدى عشر(محمد- موسى- حسين- إبراهيم- صالح- عمر- عبدالله- السنوسي- الصديق- عبدالسلام-فرج-عائشة-سالمة-سليمة-أمباركة-مرضية-حواء-خديجة-مريم-هنية) لبى واجب النداء للجهاد أثناء معركة الهوارية بالكفرة مع أبن أخيه محمد محمد المرابط حسين مساندين المجاهدين مع أبن عمهم الذي أستشهد في المعركة(عمر حسن بازامة).
خاض المعركة ببسالة وأستطاع بحنكته من قتل أحد قناصة الإيطاليين (مدفعي رشاش) برصاصة في رأسه.
أصيب بجرح عميق في ساقه أثناء المعركة وتمكن أبن أخيه محمد والمجاهد التباوي (أشي) من إسعافه فور المعركة وترتيب العلاج المناسب له (حيث تم سلخ جدي وإستخدام نطعه لتضميد جراحه).
توفي 1981ف وتم دفنه بجوار أبيه حسين بازامة بزاوية ربيانة.

  1. المجاهد (محمد محمد المرابط حسين بازامة)

من مواليد 1914ف ربيانةأسم الأم:-(حواء موسى الرباع)زوجته(الشريفة الصادق بازامة )شارك في معركة الهوارية في مقتبل عمره برفقة عمه علي حسين بازامة وعمر حسن بازامة. توفي في سنة 1974ف بمدينة إجدابيا وهو مدفون بجوار عمه يوسف حسين بازامة بمقبرة سيدي حسن باجدابيا.


ثقافتنا بين المزاجية و الطموح

اختيار فؤاد بزاما

17 -10 -2009

 

أ.احمد محمد بازامة

منسق الشباب و العمل التطوعي

بجمعية الهلال الاحمر الليبي.فرع جالو

 

هنالك العديد من التساؤلات المريرة لا ندري متى نعثر لها على اجابات شافية ؟ ففي ظل هذا الميول نحو التخبط الواضح و الذي تعاني منه ثقافتنا بوجه عام . فأمام حب الذات و السلطة الداخلية و التي لا تفارق بعض النفوس و التزمت و التعنت في الرأي و أخفاء الحقائق على العامة سنصاب حتما بوعكة السياسيين و الاقتصاديين المتسترين بطاقية الاخفاء و الذين قادوا العالم الى الازمة المالية الراهنة . فالتستر و المجاملات و الضغائن و الدسائس لها دلالاتها الواضحة في مجتمعنا و بالتاكيد ان المنبر اخذ جرعة لاباس بها . كيف نكون مثقفين و نتباهى امام الغير و نحن مصابين بداء الواسطة الثقافية نتحجج بعبارات دونية لا ترقى بمستوى النضج الثقافي المنشود .الحقيقة مرة كما يقال و لكنها تظل حقيقة واضحة للعيان . ألا نحتاج لوقفة جادة لايقاف هذا النزيف المتدفق ؟ لتصحيح مسارنا ومعالجة اخطائنا الفادحة حتى لا نفقد ثقافتنا الابداعية . اشار استاذنا الفاضل سعد نافو في مقاله ( الكاتب يكتب.. و القاريء يقرأ .. و احيانا يحدث العكس ) في العدد 114 من مجلة الفصول الاربعة . (تعددت مجالات الكتابة و تنوعت وسائل النشر خاصة بعد انتشار المواقع الالكترونية حتى وصلت ارقام الملايين .. و هذا الانتشار ظاهرة ايجابية لها خاصيتها المميزة في نشر العلم و الثقافة و المعرفة.. الصورة وردية للوهلة الاولى و لكنها ليست كذلك اذا دخلنا الى التفاصيل ..البعض اصبح ينشر عشرات الارآء و الافكار و يدلي بدلوله حول كل موضوع بدون ان يلم به ووجد البعض فرصة متاحة لركوب (موجة) الادب و الثقافة و الشعر و هو لم يتقن الكتابة بعد و تجد المقال الواحد به عشرات الاخطاء الاملائية من الوزن الثقيل ). و في خاتمة مقاله يشير ( هذه اشارة انذار و علامة تستحق الوقوف و التساؤل عن السبب و ربما محاولة العلاج ). ان تلك المعطيات المهمة و الذي اشار اليها استاذنا الفاضل سعد نافو تجرنا الي تساؤلات عديدة تستدعي للنفير و اعادة ترتيب اوراقنا و التنسيق الحثيث و التخطيط المجتمعي لكبح تلك الاخطاء و التي قادتنا نحو هذا الانحدار الثقافي. فنجد اليوم العديد من اصحاب المقالات يتخبطون في كتابتهم و ينشرونها عبر الوسائل الاعلامية المتنوعة يوميا في ماراثون سريع دون ادراكهم بماهية الخطر الحقيقي الذي يرتكبونه . فالبعض ينشر مقالا مطولا يوميا مكتظا بالاخطاء الاملائية و النحوية و اللغوية دونما الرجوع لاصحاب الشأن و الاختصاص . ان كتابة مقال واحد بين الفنية و الاخرى مقياس لمعاني الابداع فالمبدع الحقيقي هو من يفرض نفسه على قرائه و ذلك باثرئه لمقالاته في الساحة الثقافية فلو غاب برهة من الزمن عن الساحة الثقافية سيجد العديد من المعجبين باسلوبه يتسألون عنه و عن الجديد في جعبة افكاره . فالكتابة ليست بالامر الهين كما يعتقد البعض انها فيض وجداني مرتبطة بروح الكاتب ووقوفه عن كثب ما يجري من حوله من متغيرات يحدد لها مسارات و خطوط عريضة بأنامله على اوراقها البيضاء ليجسدها اخيرا بعد ولادة الافكار و نضجها و بالتالي تستوي الطبخة كما يقال للقاريء لتذوق مفرداتها و ألفاظها. فان كان شاعرنا المرحوم حسن السوسي كما و صفه استاذنا محمد الاصفر في العدد 291 من مجلة الثقافة العربية (هذا الشاعر يكتب بقلم الرصاص يكتب في الصباح و هو ماشيا في شوارع بنغازي العتيقة .. الورقة في جيب فرملته قلم الرصاص خلف اذنه و فور ما تلوح القصيدة يرتعش القلم و الورقة و العالم فيكتب قصيدته و يمضي بعد الانتهاء لاحتساء القهوة العربية و تدخين السيجارة الرياضي الليبية ) . ( كان مشجعا للمواهب كل من يكتب قصيدة في بنغازي يهرع سريعا حسن السوسي فيباركه و لا يسمع منه الا الكلام المشجع الشاد للازر يصلح له الاخطاء الاملائية و النحوية

و العروضية و يدعوه الى فنجان قهوة يطالبه بالقراءة و الاستمرار في الكتابة ). يتضح لنا جليا بان الكتابة مقرونة باختيار العبارات و الالفاظ الجمالية الهادفة و التي تضفي للمقال بهاء و جمالا. نحن من نسجنا افكارا قادتنا نحو الحضيض و بسبب هذه الفوضى العارمة التي تسري في شرايين معظم الصحف المحلية بالشعبيات و التي يتوق اليها القاريء بشوق لفترة نصف شهر او شهر كامل متلهفا بما يجول بها من جديد و اخيرا يصاب بصدمة ليست عاطفية بالتاكيد . فمعظم تلك الصحف تعج بالمقالات المستهلكة و العقيمة والغير هادفة و لا ترقى بمستوى ثقافة المرء .. فبعضها يعتمد على مسميات معينة تدير شئونها من وراء الكولسة الثقافية و بعضها تنطوي تحت الربح المادي ليس الا.. فكان الاجدر بها ان تقفل ابوابها حفاظا على ارث و كينونة شعبيتها (مدينتها ). و انه من الخجل حقا عدم منح فرص للمواهب الواعدة و هذه تجربة حقيقية تعايشت معها لحظة من احدىالصحف المحلية و المجلات التي تعني بشئون ثقافية الابداعية و الحاضنة لها . فكيف نتباهى بثقافتنا امام الغير مادمنا مصابين بداء الشلل الثقافي . لا شك بان هتاك العديد من الصحف التي ارتقت للسلم الثقافي المنشود و انتعشت بركبه و هذا يرجع لادارتها المثابرة و الحكيمة و التي تسوق الثقافة باستراتيجية رشيدة و هذا ما تلتمسه من صحيفة اخبار اجدابيا و التي استطاعت خلال فترة وجيزة ان تقرع الاجراس لتبشر المثقفين بانها حاظنة لكافة المواهب في شتى ميادين حقل الثقافة الحقيقية . و لمعالجة تلك الاخطاء و التراكمات الدونية يستدعي منا توفير مناخ ثقافي ملائم لاستقطاب الشباب للقراءة و الاطلاع و اللحاق بركب الثقافة الحقيقية . فاذا اردنا تصحيح و معالجة الاخطاء لابد من بتر المجاملة و عدم الانصياع وراء التستر المقرون بحب الذات و بالتالي فقط نحقق جزئية من طموحاتنا المنشودة.

أ.احمد محمد بازامة

منسق الشباب و العمل التطوعي

بجمعية الهلال الاحمر الليبي.فرع جالو


لغتنا العربية بين الإندثار والذوبان

17 -10 -2009

 

أ.احمد محمد بازامة

منسق الشباب و العمل التطوعي

بجمعية الهلال الاحمر الليبي.فرع جالو

 

 

إننا اليوم في أمسِْ الحاجة من ذي قبل لإعادة ترتيب بيتنا الداخلي والوقوف عن كثب مما أقترفته أيدينا الملطخة بالأفعال الفوضوية دونما إدراكنا من المأسي الحقيقية التي تترتب عنها.
إن ماتمر به ثقافتنا العربية من تخبط وتعثر واضح يدعو للشفقة الحقيقية فاليس المقصود هنا ( البكاء والنواح والندب) لأن تلك المصطلحات لن تشفي الغليل بصدورنا وتحقق لنا الأحلام الوردية التي يتوق إليها كل مرء.
إن ماتشهدته ثقافتنا العربية في الأونة الأخيرة يدعو للسخرية بالفعل ونحن من كان وراء هذه الأسس الهزلية التي قادتنا للسخرية من الغير.
فقد أشار الكاتب (جهاد فاضل) في العدد 612 من مجلة العربي الكويتية الصادرة في شهر الحرث 2009ف في مقاله( أطلبوا العربية في الصين) لمؤشرات خطيرة جداً تنذر بإندثار اللغة العربية وطمس لهويتها في الساحة العربية وبزوغها لدى المستعربين( المسلمين في الدول الغير العربية) وأهتمامهم لها بدرجة كبيرة.
فعند مقابلته للبرفسور الصيني( فوي يوتشانج) عميد اللغة العربية في جامعة بكين بالصين أشار إليه بأنه يعد كتاباً عن القواعد العربية تفوق ألفين صفحة في عدة أجزاء مع العلم بأن البرفسور فوي لم يدرس اللغة العربية في جامعة الأزهر أوكلية دار العلوم بالقاهرة ولا في أي جامعة عربية بالدول العربية بل كانت دراسته لها في عاصمته بكين.
ويتطرق في حديثه عن بول كوانا الفرنسي الذي يعمل أستاذاً في إحدى الجامعات الفرنسية بباريس إنه ألف كتاباً في قمة الروعة والإبداع عن الصرف والنحو.
وفي سرد بقية مقاله يوضح لنا الأستاذ جهاد كيف كانت دهشته البالغة عندما قابل مستعرب سلوفاكي وكيف أثنى عليه رئيس قسم اللغة العربية في إحدى كليات الأداب العربية بأن هذا المستعرب لديه معرفة بالعربية أفضل من معرفة أساتذة الأدب العربي في الكلية.
فقد كان بالفعل موفقاً في محاضرته التي ألقاها حول تصريف أحد الأفعال العربية.
إن المتتبع لواقع اللغة العربية يدرك حتماً بأنها تعاني من إضطراب عسير وفقدان لهويتها وذوبانها أمام لغات العالم.
إن ماتعانيه لغتنا العربية من إرباك حقيقي يقودنا للتسأول مالسبب من وراء تعثرها؟
لنكون أكثر واقعية فنحن من نسجنا الأفكار الدخيلة وشجعنا على تغللها في بلادنا.
فوسائل الإعلام بمختلف أنواعها تسوق وتروج للهجات العاميـــــــــة
( الدارجية) فلكل قطر عربي سلوكه في هذا السياق وحدث ولاحرج.
شبابنا وقع في المحظور أمام تحديات العولمة فالجميع أصبح يتفنن بالعبارات والألفاظ الممزوجة بلغة الغير وبعضها من إبداعات ذوي الإختصاص في هذا المجال.
فلندع الشباب وشأنهم في إقتناء العبارات فهم المعنيون والأكثر دراية منا فلهم مصطلحاتهم الخاصة وربما نكون مخطئين بالتسرع عن الحكم فنحن دقة قديمة كما يقال.
فحتى أطفالنا الصغار أخذوا جرعة لاباس بها من الأفلام الكرتونية الأجنبية والمدبلجة حتى إن معظمهم أصيب بالهوس والجنون من كثرة عشقه لها.
إننا لسنا ضد اللغات الأجنبية ولكننا لانتقبلها بالتأكيد عندما تهيمن على لغتنا العربية هذه اللغة الثرية بالجمال والبلاغة والفصاحة والبيان لغة القراَن الكريم أخر الأديان السماوية.
فإذا أردنا بالفعل أن نستعيد قوانا وننهض بلغتنا ويصبح لنا كيان بين الأمم فالضرورة تتطلب بذل المزيد من الجهد المضني لإستعادة بريق لغتنا العربية.
فالأجيال لن ترحمنا في المستقبل وببساطة إننا المسئولين أمام الله لأن كل شخص في النهاية يقف لوحده.

 

سجل دخولك و علق على الموضوع


مواضيع الكاتب

 


جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.