• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

الرهان الكبير

بقلم/ عبدالله جلغاف عبدالله

28 -11 -2010

 

...عندما لايسألك أحد عن صحتك وعن حالك وأحوالك فتأكد بأنك في أحسن حال أما إذا كنت مسئولاً في مصلحة ما ولم يشكرك أو يثني عليك أحد فتأكد إنك تسير في الاتجاه المطلوب , والغريب أننا لانسمع كلمتي (الحمد لله) من معظم الناس إلا عندما يكون أحدهم مفلساً أو مسناً أو على فراش المرض ولا نتذكر الثواب والعقاب والذنوب والخطايا إلا عندما يموت عزيز لدينا أو يصاب أحدنا في حادث أو في غيره .أما الإيمان بالقدر خيره وشره والإحساس بالانتماء للمحيط الاجتماعي والوفاء للوطن فقد أصبح في مراتب متأخرة من ضرورات الفرد , ولعل أكثر ما يؤلمني في هذا الشأن اللامبالاة غير المبررة لدى كثير من الناس خاصة فئة الشباب في علاقاتهم وطريقة تعاملهم مع الغير نتيجة لضعف الوازع الديني وتدهور مستوى التنشئة الاجتماعية وربما أيضاً  ضغوط الأعمال اليومية وصعوبة الحياة المعيشية وغموض المستقبل , ومع ذلك نقول أن هناك فعلاً مقبولا وآخر غير مقبول قياسا  بضوابط الدين والعرف والتقاليد , أي أن هناك حداً أدنى للفلتان في السلوك يستلزم بعدها العقاب حتى لا تتداخل حريات الأفراد وتضيع الحقوق وتنتشر المظالم .. لقد أصيبت علاقاتنا الاجتماعية بفتور غريب وارتبطت بالمادة والمصالح الشخصية أكثر من أي شئ آخر وأخذت هذه العلاقات تتحول من قيمة دينية واجتماعية  إلى عقد اقتصادي ينتهي بانتهاء المصلحة وإنتفاء الفائدة .. حتى بين الإخوة الأشقاء وأبناء العم والأقارب صارت العلاقة على هذا الأساس ..المصلحة الشخصية أولا ثم تأتي بعدها الاهتمامات الأخرى . ونتيجة لذلك أصبحنا نرى طرقاً شتى  لجلب المادة وجمع الثروات المشروعة منها وغير المشروعة , وبرزت في المجتمع مفاهيم جديدة ومبادئ  يتدارسها الحذاق والساعين إلى تحقيق الثراء الاقتصادي السريع ولو على حساب الغير . إن هذا التحول الخطير في النهج الاجتماعي سوف يفرز لنا مع الوقت جيلاً انتهازيا ضعيفاً تابعاً يضحي بأهله ووطنه في أول فرصة بيع أو شراء دون أي غضاضة لأن مبادئه تقوم علي العامل  المادي والمصلحي . وعليه فأن الاهتمام بمعالجة القصور الذي يواجهه جيل المستقبل يقع علي عاتق الدولة بمؤسساتها المختلفة  , خاصة الدينية والاجتماعية منها , إذ لابد من توجيه هؤلاء الشباب أولاً  إلي ضرورة التمسك بدينهم فبل دنياهم ثم زرع حب الوطن في قلوبهم ..هذا الوطن الذي ضحي من أجله الآباء والأجداد وعملوا من أجل الدفاع عنه وبناءه دون كلل أو ملل والذي يتطلب منا دائماً نكران الذات وتقديم مصالحة الإستراتيجية على مصالحنا الشخصية حتى يصبح للانتماء معنى وللعطاء قيمة ولابد من فتح آفاق جديدة أمام هذا الجيل لكي يبدع ويعطي المزيد ويقضي علي الفراغ القاتل من خلال منحه القروض الاستثمارية والعقارية بما يتمشى مع الشريعة الإسلامية ومتابعة مراقبتها وتكريم المبدعين والمتميزين منهم في كافة المجالات وتوجيه كل جهود المجتمع نحو القضاء على العادات الضارة كتعاطي المخدرات  والخمور والانحرافات الاجتماعية الأخرى من أجل استثمار هذا الجيل لبناء المستقبل . مستقبل الوطن والأمة ، وهذا هو الرهان الكبير الذي يقفز بنا فوق الأزمات ويدفعنا بقوة نحو الرياده والإبداع في عالم متطور يملك من التقنيات مالا يتصوره العقل ولا مكان فيه للخانع والضعيف بل للقوي والمنتج المعطاء.


مقال الرهان الكبير على صحيفة قورينا

11-12-2010

 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

مواضيع الكاتب على صحيفة الوطن الليبية

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 11/12/2010م.