• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

جيل في مهب الريح

بقلم/ عبدالله جلغاف عبدالله

27 -11 -2010

 

يقال لطالب الزواج في بلادي,إذا أردت أن تكسب البنت فأكسب أمها,فإذا حصلت على موافقتها فأنت أذاً مقبول ولا يمكن أن يرفضك أحد, وعليك أيضا إذا أردت موافقة أبيك على تلك الاسره أن تقنع والدتك قبل ذلك حتى تتكامل الدورة الإجتماعية وتصبح مؤهلاً بعدها لتكوين أسرة جديدة قيد الإنشاء تتحرك بالريموت كنترول, وعندما تصبح أباً سوف تتكرر معك هذه المأساة والتي لا تملك حيالها إلا الإستسلام والخضوع التام. أما ما يقال للفتاة عند نضجها فذلك أمر أكثر تعقيداً, وهو بإختصار أن تكون كما يقول إخواننا المصريون(على سينجة عشرة) طوال الوقت حتى تصبح مطلوبة وعليها أن تستجيب لتعليمات أمها في هذا المجال ولا مانع أيضاً أن تستعين بخالتها أو عمتها أو حتى صديقتها, فإذا كانت سمراء البشرة فعليها أن تستعين بكريمات التبييض والروائح والعطور, وإذا كانت سمينة عليها أن تتبع رجيماً قاسياً حتى تصبح ذات قوام رشيق وإذا كانت طويلة عليها إستعمال السراويل الضيقة وفانيلات البدي, أما إذا كانت قصيرة فإن عليها إستعمال الأحذية العالية التي تعالج قوامها, وبعد تكامل شروط المظهر هذه جميعها عليها أن تتفنن في الحديث مع رفاقها في المدرسة أو المعهد والجامعة أو أثناء عملها وعليها أيضاً أن تضع عينها على الرجل الذي تراه مناسباً لها وأن تختلق الحيل والضرائع للحديث معه وملاطفته سواءً مباشرة أو عبر الهاتف أو النت أو عن طريق إحدى قريباته, وعليها أن تستعجل هذه الأمور كلها حتى لا يتجاوزها قطار الزواج مثل الأخريات.أما الفتاة الصغيرة فيقال لها (حتى انت ديريلك غالي ..ما عاد اصغير لا والي) لتنضم إلى ركب الأخريات الباحثات عن النصف المفقود رغم صغر سنها وضعف عودها ...وما يقال لكل هؤلاء الفتيات يقال في المقابل للشباب الذين يتقاسمون زوايا الشوارع كل يوم إنتظاراً لمرور طوابير طالبات الثانوي والإعدادي وحتى الإبتدائي والروضة , يستعرضون أزيائهم التي تمثل آخر صيحات الموضة الغربية ومنها تلك السراويل الفاضحة ويتلفظون بكلمات ملتوية لا يجدون هم تفسيراً أو معنى محدداً لها والنتيجة جو عام من الرغبات المتطاحنة والمتضاربة لدى الشباب والشابات في أعمار الزهور يجدونها في الشوارع والساحات العامة وفى البيوت ايضاً بعد أن أصبحت المحطات الفضائية العالمية ومواقع النت جميعها بتنوعها السحري معروضة لأطفالنا ورجالنا ونسائنا على اختلاف أعمارهم وفى كل الأوقات . هذا هو الواقع الإجتماعي السيئ الذي نعيشه الآن والذي دفع ثمنه وتحمل وزره بشكل رئيسي ومباشر أولياء الأمور الذين لم يعودوا يسيطرون حتى على أنفسهم بعد أن أصبحوا آخر من يعلم عما يحدث لأفراد عائلاتهم نتيجة تجاهل أسرهم لهم , حتى إن منهم بعد أن كبر أولاده وبناته لم يجد مكانا يأويه فالبنات لديهن صديقاتهن والأولاد لديهم أصدقاؤهم والزوجة لم تعد بحاجه إليه إلا في توفير احتياجات البيت وهلم جرا, والسيارة (إذا كان يملك سيارة ) عليه أن يتركها للشبوب يعاكس بها برفقة أصدقائه يتجولون في الشوارع رافعين أصوات الأغاني الهابطة التي تستطيع أن تسمعها من بعيد قبل أن تحدد مصدرها 0وفى الأوقات الأخرى تحتاجها الأسرة في تنقلاتها اليومية الأخرى التي لا تنتهي ...تبقى فئة المسنين والمسنات الذين لا حول لهم ولا قوة , تراهم يتأملون في ما يجرى من حولهم بذهول , تخالجم مشاعر الأسى والحزن على أيام زمان وما أدراك ما أيام زمان ويداهمهم حاضر مبهم ومظلم يتحسسون في كل يوم فيه مراً جديداً ويكتفون في كل مرة بالدعاء لهذا الجيل بالهداية والمغفرة .


 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

مواضيع الكاتب على صحيفة الوطن الليبية

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 29/11/2010م.