• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

الواحاتيه .. بين الحيرة والحرية !!

بقلم/ عبدالله جلغاف عبدالله

15 -09 -2010

 

الحديث عن الحرية والمساوة وقضية حقوق الأفراد,عادة ما يجرنا إلى مناقشة طبيعة علاقة الرجل بالمرأة وموقعهما من هذا وذاك داخل نطاق الأسرة والمجتمع . وهي قضية عسيرة كقضية الدجاجة والبيضة أيهما اولاً فبينما يدعي الرجل انه الأول والأخير وان المساوة بالمرأة في الحقوق والواجبات هي نوع من الهزل ترد علية المرأة قائلة بأنها بذلك تكون كائناً مضطهداً ومستعبداً وعليها في هذه الحالة أن تنتفض وتأخذ حقوقها من الرجل الذي يجب أن يعترف بآدميتها وحريتها في أن تفعل ما تريد وفق ضوابط اجتماعية ودينية طبعاً مثلها مثل الرجل تماماً,وهكذا انتشرت الدعوات إلى حرية المرأة والمساوة التامة مع أخيها الرجل في كل شئ وضرورة رفع الظلم عنها في المجتمع إلى غير ذلك.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعفوية هل استطاعت المرأة في المجتمعات الشرقية تحقيق ما تصبوا إلية من تلك الأهداف ؟ وأين موقع المرأة العربية المسلمة من تلك الأطروحات؟ ..الحقيقة التي طفحت على السطح عبر مشوار طويل من نضالات المرأة عموماً والمسلمة على وجه التحديد,إنها لازالت تبحث عن ذاتها وتعيش ازدواجية فسيولوجية قاسية نتيجة لضغوط اجتماعية وأسرية من ناحية وحاجتها الدائمة لحماية الرجل وخوفها منة من ناحية أخرى, الأمر الذي انعكس سلبا على طبيعة حياتها وسلوك تعاملها, مع الأخذ في الاعتبار التفاوت النسبي من مجتمع لأخر ولعل ما تعانيه المرأة القروية أو(بنت الواحة) في مجتمعنا الصغير من ازدواجية اكبر دليل على معاناة المرأة وتضحياتها التي أوصلتها أحياناً إلى مرحلة الشفقة عليها وهو أمر خطير بلا شك لان ذلك سيؤدى إلى فقدانها لهويتها وخصوصيتها بل وحتى أنوثتها فالمطلوب من المرأة أو لنقل من الأنثى في مجتمعنا الريفي الصغير أن تكون طالبة أو عاملة أو موظفة في الصباح. و ربة منزل في المساء من الطراز الأول وفلاحة في بعض الأحيان,ومتطلبات زوج وأولاد إن كانت متزوجة ومجاملة إلى ابعد الحدود في المناسبات الاجتماعية العامة والخاصة وعليها فوق ذلك كله أن تجاري الموظفة وتلبس ما تلبس عارضات الأزياء أو على الأقل ما تعرضه الفنانات ومذيعات السهرة وان تقتني جسما مثل أجسامهن وإلا فأنها سوف تكون مقصرة ومهددة بإيجاد البديل والبدائل كثيرة بطبيعة الحال , وحتى لو لم يجد الرجل ما ترتضيه هنا فأنة سوف يجدها هناك ونقصد خارج المنطقة أو حتى خارج حدود الدولة. كل هذه الأمور خلقت   لدى المرأة الواحاتيه شعورا بالإحباط والمعاناة انتقلت إلى ابنتها تدريجيا سواء الطالبة أو الموجودة بالبيت أو حتى المتزوجة فالطالبة لاتدري أين تؤدي بها دراستها في نهاية المطاف والموظفة سأمت الصرف على ملابسها وأدوات زينتها التي تتغير بتغير الموضة والتي صارت هي نفسها جزءاً منها فالرجل أحياناً يريدها سمينة ومرة يريدها طويلة ومرة يطلبها رشيقة وهي بذلك محتارة بين التمادي في طلب السعرات الحرارية أو الانقطاع عن كل ما يقود إلى السمنة سعيا وراء قوام جميل ,وهي لاتدري هل المطلوب منها أن تكون صريحة أو صامتة أم مبتسمة أم غير ذلك .. هل تمشي مسرعة أم بطيئة والنتيجة بعد كل ذلك إنسان مهزوز أجوف لا محتوي له ولا هوية ولا فكر, مترددة دائما وخائفة باستمرار من مستقبل مجهول تحمل له من الاحلام ما يعجز عن حملة العتاة , وان كانت زوجه فهي تعيش هاجسا اسمه ( التعدد ) ويدور حولها شبح المرأة الأخرى التي تريد أن تنتزع منها زوجها في اعتقادها , الأمر الذي جعلها  في شك دائم وحيره لا تنتهي إلا بانتهاء يوم كئيب .. يبدأ باللوم والعتاب ويختم بالسباب والمقاطعة , خاصة مع انتشار الهواتف النقالة وما أدراك ما هي ..   أما من تجاوزت أعمارهن سن الزواج أو اللاتي بقين في بيوتهن لأسباب مختلفة وهن كثيرات للأسف فقد أصبحن ظاهرة تحتاج إلى وقفة من المجتمع, وهي فئة حتى إن رضيت عن واقعها فإن جداتنا سامحهن الله لا يتركن لهن مجالا للتكيف مع واقعهن بل يتمسكن بضرورة زواجهن لأي كان ولو ليوم واحد فالبنت التي تتزوج وترجع مطلقة أفضل من وجهة نظرهن من البنت التي تبقى في البيت !! حتى صار هذا المنطق المعوج نظرية وانعكس سلبا على أولئك الأخوات اللاتى أصبح بعضهن يعتقدن ان اللباس الضيق واستعمال أجود أنواع المساحيق والتحدث بميوعه هو الذي يجعل المرأة مطلوبة عند الرجل, و مع أن ذلك حقيقة , ولكن ليست كزوجه تشاركه حياته وإنما كنزوة عابره يحاكيها ويتعامل معها بعض الوقت ليس إلا.. وهكذا صرن يتقبلن أي طالب للزواج قادم بدون أي مواصفات أو شروط كأنهن بلا مشاعر ولا أحاسيس. ومع هذه الظروف كلها تجد من بنات حواء من تحكي لك بحماس شديد عن حرية المرأة ومساواتها بالرجل وهي أحوج ما تكون الى بناء الشخصية القوية الناضجة المحترمة القائمة على دعائم الدين والعفة ومكارم الأخلاق أما المستقبل فهو في يد البارئ وحده .. ولكل منا نصيبه في هذه الحياة.

 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

مواضيع الكاتب على صحيفة الوطن الليبية

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.