• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

جزء من الحل أم جزء من المشكلة !!.؟

بقلم/ عبدالله جلغاف عبدالله

15 -09 -2010

 

يحكى أن أحد الرجال في منطقتنا وقف ذات يوم أمام أحد المخابز وهو يحمل كيسا فارغا ليضع فيه الأرغفه وقد وجد أمامه صفا طويلا انظم إليه واخذ يحاكي هذا وذاك ممن يعرفهم ومن لايعرفهم ومن بين هؤلاء رفاق له فى العمل وأقران سابقين وجيران وحتى أصدقاء مقربين وعندما طال الوقوف في الصف تجاوز الحديث مستوى الأخبار اليوميه الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسية إلى الخصوصيات وهي أمور لايحب صاحبنا الخوض فيها بأي حال لأنها تحرك فى داخله بركانا من الأحاسيس المتضاربه, ولعل أصعبها على نفسه أن يسأله أحد عن سر عدم زواجه حتى الآن مع أنه تجاوز الستين سنه ومحاولة الخوض في تفاصيل حياته بحجة رعاية مصالحه ومعايشة ظروفه وهذا ما حدث.. حينها انتفض الرجل وشعر بندم كبير على وجوده في هذا المكان ولكنه مع ذلك رفع رأسه وقال بصوت قوي مخاطباً أصحابه.. ماذا فعلتم أنتم بحياتكم..؟ ألم تتزوجوا..؟ ألم تنجبوا أولادا ًوبناتاً..؟ بماذا تختلفون عني, يكفي إننا جميعاً في صف واحد ننتظر بفارغ الصبر ما يجود به غيرنا من أرغفه خبز لاتقوى على الصمود حتى نهاية هذا اليوم ومنكم من يدفع الثمن يوميا من عافيته واستقراره نتيجة خضوعة لزوجته وعدم تحكمه في سلوك أبنائه وبناته حتى اصبح الواحد منكم يبحث عن ذاته ولا يجد لها مكانا فأنتم غرباء في بيوتكم وفي اعمالكم وحتى في انفسكم واستمر الرجل في حديثه الغاضب حتى أنبرى احد اصدقائه المقربين وقال له ,يكفي يا أخي..ان كل ماقلته صحيح ولانريد منك الان الا ان تصمت فقط.. الحقيقة ان هذه القصة ذكرتني بحدث في زمن مضى حينما كنت القي محاضرة عن ادارة التنمية البشريه قبل بضع سنوات لمجموعه من الاخوات العاملات لغرض رفع كفاءتهن الادارية,قلت يومها على الانسان ان يضحي حتى بحياته من اجل مبادئه واهدافه النبيله.., عندها سمعت صوتا من احدى الحاضرات وكان صوتا اجشاًَ حزينا وخافتا يقول ( انت.. عندك حق)..ومع ان هذه الاخت تزوجت واستقرت وصار لديها بيتا واعتقد حتى اولادا( واصبح عندها حق هى ايضا!! )الا ان هذه الجمله القصيره تركت في نفسى اثراَ بالغاَ لاني شعرت بأنها كانت تعبر عن اشياء كثيره, وكثيره جداَ فلسان حال هذه الأخت كان يقول أين هي حياتي التي اضحي بها ؟ واين هي الآمال مع غياب رؤية واضحة لمستقبل غامض مع تقدم في العمر,مقابل ما تتمتعوا به أيها الرجال من حرية اختيار أهدافكم وسبل تحقيقها فأنتم تتزوجون وتسافرون وتتأخرون عن عائلاتكم كما شئتم وتمتلكون السيارات والاملاك..الخ بينما نحن النساء لانطلب إلا الستر..هكذا أنا قرأت تلك العباره,الأمر الذي جعلني طوال الوقت أسأل نفسي هل الزواج هو كل شيء في هذه الحياة..؟ ومن لم يتزوج ماذا يحدث له..؟ لماذا لانحترم رغبة كل واحد منا فى أن يختار مسار حياته الذي يلائمه والذي يحقق لديه توازنا نفسيا, حتى الفتاة التي تبقي في بيت أسرتها أو يتجاوزها قطار الزواج لماذا نحسسها بأنها فقدت كل شيء ونتعامل معها كأنها قطعة أثاث قديمه موضوعه علي الرف بلا حس ولا حركه , الزواج للجنسين كما اعتقده ليس إلا ضمانا لاستمرارية الجنس البشرى وجزءاً من حل مشكل الحياة التي تتصارع داخلها التيارات العاتيه لكنا جعلناه للاسف بقصد أو بدون قصد جزءاً من مشكله تخلق لدي الإنسان مجموعة من العقد النفسية المركبة بفعل المؤثرات المحيطه بالدرجة الأولى , وبالتالي انعكست سلبا علي سلوكياتنا , لماذا لانترك الأمور الحياتيه تسير وفق منهاجها الإلهي وعقيدتنا الدينيه فنترك لمن لا يرغب في الزواج من الرجال والنساء المجال في أن يقيم نفسه ويعايشها دون أن نضايقه بتدخلاتنا التي لا تنتهي في أمور حياته الخاصة وفي المقابل نعطي فرصة للقسمة والنصيب دون توجيه وتدخل لبناتنا وأخواتنا وعماتنا وخالاتنا الراغبات في الزواج, ثم إن هناك أموراً كثيره اخرى يحتاجها الإنسان كالتربيه الحياتيه والتعليم واللبس النظيف والأنيق والأكل الطيب الحلال والمسكن الصحي اللائق والمركوب الحديث, والسياحه الداخليه والخارجيه والرياضه البدنيه والعلاقات الأجتماعيه السويه وغير ذلك , هذه هي الحياة مجتمعه بأجزائها وليست كما يراها البعض أنها مرتبطه بشئ واحد فقط .. فمن لم يحصل على جزء منها مؤقتاً يمكنه التمتع بالأجزاءالأخرىوذاك هو التوازن الحقيقى والمطلوب.

 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

مواضيع الكاتب على صحيفة الوطن الليبية

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.