• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

منطق القيم المزدوجة

بقلم/ عبدالله جلغاف عبدالله

27 -11 -2010

 

... سياسة المعايير المزدوجة التي يتم تطبيقها الآن في مناطق عدة من العالم, هي موازية تماماً لما أسميه مجازاً (منطق القيم المزدوجة) الذي يمارس على نطاق واسع ووسط قطاعات عريضة من فئات المجتمع, حتى أصبح هذا المنطق قيمة من قيم المجتمع السائدة, رغم خطأه وفداحة تداعياته علينا وعلى أجيالنا الحاضرة و القادمة, خاصة ما يتعلق منه بالمعاملات والسلوك, لكن ماذا نعني بمنطق القيم المزدوجة ؟ انه القدرة على توظيف مفهوم معين لتحقيق سلوكين مغايرين في وقت واحد, والأمثلة على ذلك كثيرة في مجتمعنا , فإذا ما اخترنا مبدأ تعدد الزوجات مثلا ,فإننا عندما نسأل أم الزوج عن رأيها في ذلك فإنها ستقول إنها لا تمانع أبدا وإن زوجة واحدة لأبنها لا تكفي , بينما إذا قيل لها إن زوج ابنتها يرغب في الزواج مرة أخرى, فإنها ستتحول إلى خصم شرس وتتهمه بأنه مقصر في حق ابنتها التي لم تألوا جهداً في خدمته وارضائه , والأمر نفسه ينطبق على الزوجة فهي ترفض رفضاَ مطلقاً زواج زوجها عليها, رغم علمها بإنحراف سلوكه الأخلاقي خاصة أولئك الأزواج الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج البيت وحتى خارج المنطقة, لقضاء ما يصفونه أطيب الأوقات, وحينما نطرق جانب الماديات فإننا نرى العجب العجاب, فالذين يملكون الأموال والعقارات يجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم من وجهة نظرهم, ولا فرق عندهم في الوسائل, أما على مستوى العلاقات الإجتماعية فإن الذين ينادون مثلاً بخفض المهور ومساعدة الشباب على بناء أسر جديدة هم أول من يذبحونهم بشروطهم القاسية عند الرغبة في الاقتران ببناتهم , كذلك نجد الكثير من أولياء الأمور الذين ينصحون أبناءهم بالصلاة وعد م التدخين والابتعاد عن رفاق السوء وعن شرب الخمر ...الخ, يمارسون هم أنفسهم هذه العادات السيئة , بل ويتفاخرون بها أحياناً أمام أقرانهم, كذلك الأم تنصح ابنتها بضرورة المحافظة على طهارتها وحشمتها وتشتري لها أجمل أنواع العطور وأدوات الزينة لتصبح مثل العروسة كما تقول لتتباهى بها أمام الغير, وتدرب ابنها على السلوك القويم لتقول له أخيراً (إن الشرب للرجاله)حتى ساد الإعتقاد عند بعض الفتيات أن الذي يريد الارتباط بهن لابد أن يكون مدخناً وسكيراً لتأكيد قدرته الرجولية, إذا أسلوب القيم المزدوجة صار عندنا للأسف الشديد منطقاً ومنهجاً , بل تحول إلى سلوك ظاهر يمارس في مجتمعنا رغم تعارضه مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا الأصيلة, وهو أمر يجب الإنتباه إليه جيداً... عليه فإنني أناشد كل المثقفين والمتعلمين من مدرسين ومدرسات وموجهين وموجهات وكتاب ومحاضرين ووعاظ وباحثين إجتماعيين أن يولوا هذا الموضوع جل اهتمامهم حتى لا يختلط الحابل بالنابل كما يقال, وتتحول قيمنا الطيبة إلى ترانيم نتذكرها فقط عندما نريد تمجيد الماضي ..



سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

مواضيع الكاتب على صحيفة الوطن الليبية

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 27/11/2010م.