• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

( من أسرار الحياة )..

بقلم/ عبدالله جلغاف عبدالله

15 -09 -2010

 

مع أن الموت يعني نهاية الحياة الدنيا لأي مخلوق وأن الحب يعني بدايتها حيث المشاعر الجياشة والعاطفة الجارفة تجاه من نحب إلا إنهما يرتبطان بعلاقة قويه تمتد بجذورها إلى بداية الخلق , ومع إنها ليست ثابتة في كل أحوالها إلا أنها شفافة وساميه إلى ابعد الحدود, فالطفل منذ ولادته يرتبط بحب والديه وأخوته وأقاربه وأقرانه فيما بعد,وعندما يصبح رجلاً أو أمراه فإنه يتعامل مع محيط البيئة التي يعيش فيها بنفس المستوى من الشعور ,وحينما يصطدم بالموت الذي يأتي فجأة لينزع منه احدا, تتحول تلك العلاقة لديه إلى لغز,وهكذا أصبح الموت والحب سران من أسرار الحياة التي كلما تذكرهما الإنسان اقشعر بدنه واصفر لونه وتصاعدت أنفاسه واحتار في إيجاد تفسير لهما.إنهما خاصيتان ارتبطتا ارتباطاً مباشراً بالحياة وميز الله بهما مخلوقاته, فمجرد الشعور بأن أجسادنا ستتآكل مع الوقت وستفنى لتتحول إلى عدم وتراب إلى أن يعيد الله الخلق يوم القيامة يجعلنا ندرك مدى تفاهة مغريات الحياة وضآلة الاّمال والطموحات التي تنتهي مع موت كل مخلوق مهما امتلك من أملاك وكنوز ومغانم كثيرة , ومع ذلك نبقى متمسكين بالحياة حتى آخر لحظه ودافعنا بالتأكيد هو الشعور بحب الذات,حب الآخر,حب التملك,حب البقاء وهى مشاعرتتدفق بالعاطفة و تتجلى في حاجتنا الماسة للتكامل والاندماج في شخصية الاّخر الذي يمثل لنا كل المحيط,وأعني بالمحيط هنا , كل ما حولنا من المخلوقات والأشياء والأدوات,جميلها وقبيحها,حلوها ومرها,قريبها وبعيدها,وعندما يلتقي الموت والحب فإنهما يمثلان قمة الشفافية,أوفلنقل الشفافية المطلقة,فحب الموت عند طلب الشهادة يمثل قمة التجرد والتفاني ونكران الذات والكرم والشجاعه,وهي جميعها صفات إنسانيه نبيلة ورائعة أفرزتها تلك العلاقة.أما موت الحب فإنه يمثل نهاية عاطفة تجاذبتها عواطف الزمن وقذفتها في متاهات الحياة لتصبح قصصاً تروى وعبره لمن يريد أن يعتبر ولتكون رصيداً إنسانياً للأجيال المتعاقبة, وهكذا في الحالتين تبدو هذه العلاقة تصالحيه في أقصاها وفي أدناها.والغموض الذي قد يبدو في هذه الحاله ليس في المفهومين كما ندركهما في واقع الحياة وإنما فى ذات كل واحد منا,حيث التناقض العجيب والتضارب الرهيب بين المعقول واللامعقول في تصرفاتنا وسلوكنا ودوافعنا الانسانيه,وهي حقيقة قد تبدو للبعض نوعاً من الطرح الفلسفي الذى يتعمد التلاعب بالمعاني والألفاظ ولكنها من وجهه نظري هي عين الصواب,وهي باختصار حقيقة لا لبس فيها وان كانت تبدو للبعض غير ذلك.فالموت هو الحقيقة الأولى المشاهده في هذه الحياة وان كنا نسميه احياناً "غريبه "حيث نسأل بعضنا البعض كل يوم ( لاغريبه عندكم اليوم...؟ )والمقصود بالغريبه التي نسأل عنها هنا بطبيعة الحال هى الموت الذي نتهرب من مجرد النطق به,كما يحدث ذلك مع وصفنا للعقرب ب "اللي ما تنطرا" في محاوله منا لعدم ذكر اسمها لأن عملها مكروه ونتائجها سيئة والعلاقه بها مؤذيه,وهكذا هو الموت, نحن من نعتبره طلسماً وحدثاً غامضاً بينما هو في الواقع حقيقة ثابتة تحدث في أي وقت وفي كل مكان ولايستثنى من ذلك أي من المخلوقات الحية .كذلك الحب فهو شئ قدري يُخلق فينا ويتحكم في حواسنا ومشاعرنا ويوجه سلوكنا ويدفعنا بقوه نحو من نحب فى الوقت الذى نعجز فيه عن إيجاد تفسير لهذا الشعور , بل نقف عاجزين عن إدراك معنى تنازلاتنا وخضوعنا للآخر بكل هذه البساطة ولكنه يبقى مع ذلك حقيقة نعيشها وان كانت بنسب متفاوته من حيث الكم والنوع والكيفيه.. والتفسير المنطقي لموقف الإنسان من الموت والحب هو أن الإنسان بطبعه لايحب المفاجاّت ويطمح فى أن يكون تفكيره جزءاً من أي سر مهما كان الثمن , وهو أمر يتعذر تحقيقه في هذه الحال,لأنها إرادة الله في خلقه ومشيئته في كونه لا اله إلا هو, الخالق العظيم.

 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

مواضيع الكاتب على صحيفة الوطن الليبية

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.