• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

دوائر الأشباح

بقلم: حسن بوقباعة المجبرى

08 -10 -2010

حسن بوقباعة المجبري

*** كان في إحدى دوائر الأشباح ..شبح الفتاة التي يحمل قبرها الرقم (3333) والتي كانت طالبة لامعة في إحدى الكليات العلمية, وقد كانت في حياتها على قدر كبير من الأنوثة والجمال والذكاء والأخلاق الحميدة..لنشأة تلك الفتاة في بيت من احد البيوت المحافظة.

كان هذا الشبح هو نفس شبح الفتاة التي ظهرت في الليلة الأولى , وتسأل عنها المدد الأخير عند قدومه للمقبرة.

"أتت هذه الفتاة إلى المقبرة منتحرة".

معلومة همس بها شبح الممدد الأول في أذن شبح الممدد الأخير في الليلة الثانية..

في حلقة دائرية أخرى كان يوجد شبح حامل الرقم (2222) وهو شاب كان في حياته لصا.. وجاء إلى المقبرة مقتولا بإطلا قات رجال الشرطة نتيجة لعدم استجابته لهم أثناء المطاردة.

قُتل ولم يتمكن احد من معرفة مخبأة الأموال المسروقة..

وفى دائرة أخرى يوجد خمسة أشباح يتزعمهم شبح حامل للرقم(1111) ماتوا غرقا في البحر بعد أن تحطم بهم قاربهم الخشبي وجاءوا في نفس اليوم إلى المقبرة.

.. حلقات دائرية كثيرة كان بداخلها بعض الأشباح, وكانت مهتمة بذلك الشاب (ادهم) في تلك السنوات.

الكل معجب بذلك الفتى حتى الأشباح تمنت أن تعيش حياته, الكل يتابع حركاته وسكناته.. ابتداء من الصباح الباكر حين كان صغيراًُ, وانتهاء بالصباح الباكر بعد أن أصبح يافعاً.

كل يوم حكاية أصبحوا يعلمون أدق التفاصيل عن حياته وعن كل شيء.

جلسات وسهرات ليلية كانت تقام تحت ضوء القمر الجميل في ذلك الصيف الحار ..وكان محور حديثهم(ادهم)..والأخوة الشباب.

..تاريخ الحي مدون في سجلات الموتى..

أيقنت الأشباح أن هذا الفتى هو أفضل من سكن الحي المقابل عبر تاريخه.. وفهموا أن الحسد هو سبب المشاكل التي انهالت عليه فجأة..

كان من بين هؤلاء الأشباح شبح غريب لشيخ مسن دائم الجلوس عند تلك الصخرة البيضاء والتي اتخذت من نفسها سدا أمام الشجرة الكبيرة الغريبة الشكل..

كان شبحا دون قبر .. ولا يحمل اى هوية مقبرية..

لم ينطق باى كلمه منذ أن جاء الى هذه المقبرة في هيئه شبح ..وبلا جثة..!!

قتل هذا الشيخ في احد الأيام الشتوية الباردة .. بسبب امتلاكه لوفرة من الأموال.

قتل ولم يعثر على المنفذ لتلك الجريمة البشعة حينها!

كان هذا الشيخ الدائم الجلوس منفرداً.. لائذا بالصمت عند تلك الصخرة البيضاء

..دون أن يتفوه بكلمة واحدة..لكنه كان يُُحسن الإنصات لما كان يدور في الحي المقابل .. وفى المقبرة.

تطورت المعمورة وعظمت معالمها .. وأصبح الحي في حاجة إلى التجديد في كل شيء ليواكب موجة التطوير... نعم الأيام تمر والمباني تتآكل وتتداعى , فما بالك بالمقبرة التي شهدت مراحل متعددة من مراحل الزمن إنها الأولى بالتجديد.

تطور الحي في كل شيء ..إلا في سلوكيات سكانه الجدد ، وتلك المقبرة التي أصبحت فجأة وبدون سابق إنذار في حكم الإزالة الفورية!!

حتى الأموات أصبحت مزعجة باحتلالها لتلك الأمتار القليلة والتي تمددوا فيها!

أزيلت المقبرة بواسطة الكم الكبير من آلات الحفر والشاحنات والعربات الكبيرة التي أتت ذلك الصباح الباكر فجأة ... وبدأت تهدم مساكن الأموات.

..انتشرت الفوضى في المقبرة ..

الأشباح تتطاير في كل مكان وعمت الفوضى داخل هذا الحي الهادي .. وانتشرت

الأشباح هنا وهناك .. وقررت الاقتران بالبشر الأحياء في الحي المقابل.

الكل يبحث عن صيد بشرى ليقترن به..الكل يبحث عن الفتى(أدهم) للا قتران به،ليحيا حياته المثيرة.

ولكنهم تأخروا كثيرا.. لأن شبح الشيخ الدائم الجلوس تحت تلك الشجرة قد لمح مكان تواجد (أدهم).. هاهو يمر مسرعاً بمركبته الأنيقة كعادته هناك فسارع للاقتران به.

..كان هذا الشيخ من أشد المعجبين بأدهم فقرر أن يعيش حياته ,وأن يكشف سر الجريمة المشينة عن طريق هذا الفتى النشط.

...لحضات صعبة وأليمة تلك التي اقترن فيها شبح الشيخ بجسد الفتى.. اختل التوازن الفكري للفتى ، وظهرت عليه علامات الجنون... وتهادى جسمه واصطدم بمركبته بأحد أعمدة النور.. وانتهى مغشياَ عليه على عجلة القيادة، وأسعف سريعاً الى المستشفى.

تطايرت الأشباح الأخرى هنا وهناك وكل منها اقترن بجسد صادفه أثناء هروبه من المقبرة..

الشبح (2222) اقترن بشخص تمكن من إسعاف (أدهم) ،الشبح (1111) اقترن بأحد الأشخاص الواقفين في الحي انه (إدريس) احد السكان الجدد.

شبح الفتاة (3333) قرر الاقتران بالفتاة التي سوف تكون صديقة لأيوب وذلك لأنها قد أحبته من كثرة الاستماع إلى أخباره.

شبح المدد الأخير قد كان محظوظاً جداً فأقترن بأحد الأشخاص المغرمين بالفتيات الجميلات والقريبين جداً انه (أدهم).

... أما بقية الأشباح فانتشرت هنا وهناك بحثاً عن أشخاص إثناء هدم المقبرة البائسة للاقتران بهم.

................................

هامش:

 - فصل مختار من سلسلة روايات " غياهبنا" وهى الرواية الأولى " أدهم"

الفائزة  بالترتيب الثالث عن مسابقة الإبداع الشبابي التي أقامتها المؤسسة العامة للثقافة 2010

- تاريخ تأليف الرواية عام 1996

 

 حسن بوقباعة المجبري

hbukabba@yahoo.com

 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

من مواضيع حسن بوقباعة المجبري

 

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.