• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

فليمت الشرفاء ..إذاً !!!

بقلم القاص: حسن بوقباعة المجبرى

05 -07 -2010

 

حسن بوقباعة المجبري

...وليذهب كل من يدعى الشرف إلى الجحيم ، حين تنتكس رآيات حرياتهم التي حُملت بأيادي أبائهم وأجدادهم.. وتحطمت في أياديهم رغم طول المقاومة

وتلاشت .

... ماأتعس لحضات الهزيمة ..أيها الشرفاء وما أحقرها.. حين تختفي الحقيقة بكثرة التشويش وتتوارى،وتداس الكرامة..وتمرغ أنوفكم في التراب من جراء دونية الفكر السائد حالياً!!.

لالشىء إلا لأنكم تكدحون فتكسبون قوتكم بنشاطكم دونما تملق أو أي وصولية، بل  تكسبونه بعرق جباهكم ، وباجتهاداتكم من جراء حماسكم الفطري ،حماسكم المتزايد .. فليذهب اجتهادكم إلى الجحيم كذلك حماسكم.

..فالزمن ليس زمنكم ...أيها الشرفاء.

انه زمن الأغلبية الذين تسربوا ويتسربوا من كافة ربوع المعمورة بأخلاقياتهم الزائفة .. أخلاقياتهم القذرة.. و لكنهم اعتمدوها أخلاقيات راقية .. بالأكثرية نعم بالأكثرية، بكثرة الغوغائية المحيطة بكم أيها الشرفاء الذين انهزمتم  قصراً ليس إلا.

فلتمت خصالكم الحميدة .. النزاهة، الأمانة، الشجاعة، الرجولة،الصدق،العصامية.

..فكل هذه الخصال أصبحت خصالاً قديمة تشكل عائقاً لهم وحاجزاً نحو تحقيق طموحاتهم الشاذة عن المألوف.

خصالك قديمة نعم قديمة تظهرك متخلف ،جاهل ابن قرية ، بدوياً ، صاد شين، عين قاف، كاف نون لام ليف ياء. وحروف أخرى مبتكرة والخ من الجهويات والزُمر المضطهدة.

عليكم باستبدال صفة الأمانة بالنفاق، عليكم باستبدال صفة الصدق بالكذب،عليكم باستبدال صفة الرجولة بالتخنث،و صفة العصامية بالاتكالية.

حيث تتماشى مع صفات الآخرين وأي آخرين ،أنهم الأغلبية التي تسربت ألينا فسيطرت في المدينة.

هذه المدينة الذي يدخلها كل من هب ودب، يدخلها الكل ولا يخرج منها الكل دونما أي رسوماً جمركية تنظيمية، يدخلونها دون احم ولا تستور!! حتى!!

يدخلونها دون أذن من أحد في أي وقت ومنذ أي زمن "خيمة من دون رواق".

مدينة العمل الشريف المضني ، واللاشريف المغرى..!!؟

انتهت أيامكم ...واندثرت.....أيها الشرفاء!!

فالحواجز والعراقيل ستجدونها مكررة في طريقكم  وعملاًً روتينياً يؤخركم على الدوام، لا لشيء إلا لكونكم تسيرون في خط مستقيم ، إحداثيات سيركم معروفة

تؤدون صلاة الفجر في المسجد القريب، وتجلبون الخبز الطازج من اقرب فرن بعد الصلاة، وتذهبون إلى الحياة لجمع أرزاقكم كالطيور في كل صباح باكر، وتحرصون على الرجوع  أوقات المغيب محملون بالغنائم التي أكرمكم الله بها كأرزاق.

إذا الشر سيجد السبيل سهلاً إليكم وسيصلكم بسهوله وبتكرار عند جل إحداثيات مسيركم.

 فيترصدون لكم عند عتبات المساجد،فأنصحك بعدم الصلاة، وعند المخابز وأنصحك كذلك بعدم احضار خبزك وقم بالصيام والصلاة  سراً !!حتى لايجدون ذريعة لاتهامك بإحدى التهم المدرجة و التي ستكون كغطاء للتخلص منك ومن إزعاجك  المستمر لمن يؤدى الواجب الأمني الذي أرهقته من جراء نشاطاتك الروتينية ،فهم يرغبون الراحة ومراقبة أمثالك متعبة لهم ، فالتخلص منك أفضل طريقة لعلاج صداعهم.

سيترصدون لكم عند مداخل بيوتكم وأنصحكم بعدم الخروج في كل مرة، وعند الغروب فأنصحك أن لاتعود وان ترسل حاجيات اهلك في أكياس ذات لون أسود قاتم حتى لايرى محتوياتها الحاسدون النائمون.. فأرسل حوائجك مع اى طفل من أطفال الجيران! !

لا تخرجوا من بيوتكم فهذه  الأيام إن خرجتم منها قد لاتعودون إليها ابدا؟!

ستجدون كل أنواع التحرش عند تلك المحطات وبتكرار شديد .

أتعرفون لماذا؟

لان كل فئة من البشر تحمل نوعاً من الأفكار المشابهة وهؤلاء اللاشرفاء يحملون أفكاراً غير شريفة ومتشابهة تداعياتها هي التي تظهر كتحرشات بأمثالك,

سيتهمونكم بأنكم مشاغبين كونكم طرفاً في مشاكل عدة عند تلك المحطات،فالأغلبية ترغب تشويهكم وانتم لستم إلا قلة نادرة وانتم نادر ون!  

  وبالتالي سيضيع حقكم بهذه الشاكلة.

وستجرجرون إلى المخافر ومراكز البوليس ومكاتب النيابة الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية والفوقية والتحتية والوسطى.

 وماذا أيضا ؟

حقيقة لأدرى

 أظنهم سيضيفون محاكم أخرى لتوفر المكان المناسب لمحاكمة المتشاكلين المتزايدون هذه الأيام.

قضية وراء قضية.

ذات مرة سأل احدهم أحدهم:

"لماذا أنت كثير المشاكل"

 

فأجاب:

 كلا ..انا لا أكثر من المشاكل انا فقط إنسان نظيف شريف عفيف وأرغب في الارتقاء بمستوى معيشتي إلى الأفضل.

وأنت تعرف أن  في أي مجال يتواجد المتنافسين وعندما يتم عرقلتي في احد المجالات اضطر لتغيير اتجاهي إلى تحقيق طموح أخر بديلاً و بدلا من إضاعة وقتي الثمين "فالوقت من ذهب" كم يقولوا الانجليز في أمثالهم، وحتى لا أجد نفسي واقفاً فتهمشني الأيام ..

ولكنى استغرب في وجود نفس المعوقات التي تصدر عن المنافسين كذلك في الاتجاه البديل حتى تختفي والسبب هو رغبتهم في الاختفاء من أمامهم فسيصبحون هم الرابحون لأنهم هم الوحيدون فقط المتواجدون...أي أنهم قطاع طرق في أثواب جديدة!!

فلم ينبس السائل بكلمة وذهب لحال سبيله وترك الأخر يبرر ويبرر!!

فتتكاثر على الشريف الهموم من جراء الاتهامات وسيرونه كثير الكلام مدافعاً عن نفسه فيتهامسون عليه ..

"فلان يهذى فلان مهووس فلان يحشر انفه في أشياء لاتخصه وفى النهاية فلان يتكلم أثناء مسيره فأظنه معتوهاًًً  لأنه قد تكلم أثناء مسيره ."

ويتفق الجميع على حمله عنوة إلى المصحة النفسية ليراجع الدكتور المختص مرة كل شهر ويصبح عند العارفون مريضاً نفسياً أما عند الغير عارفين فسيصبح أخرقاً معتوه.

ويخرج إلى الحياة من جديد معتبراً دخوله إلى المصحة دخولا كيدياً شبيهاً   بما يحدث في كواليس المراكز البوليسية عندما يلبسونك قضية اشتباه الغرض منها هي تشويه السمعة ليس إلا خصوصاً  في أوقات المناسبة لخطبة إحدى الفاتنات أو في أوقات سعيك للترشيح لأحد المناصب القيادية المتاحة حينها!!.

والناتج من جراء دخولك الكيدي سواء إلى المصحة النفسية أو السجن هورفض قبول ترشيحك إلى المنصب القيادي أو رفض قبولك كزوج ذو سمعة حميدة ممن ترغب في الاقتران بها من جميلات المدينة.

وفى النهاية يندثر نسلك كأنسان شريف محافظ وتتنامى الطحالب البشرية من حولك أو في مكان وجودك لأنك سوف لن تشكل أي شي ليشغل حيز فراغي يخصك.

فلتذهب أماكنك إلى الجحيم من بعدك ،وذكرياتك كذلك اجعلها منقوعاً وارتوى بمائها.

أو لا ترتوي  حتى فأنت لاتستحق حتى الماء حتى لا تستمر في الحياة حتى.

عش ذليلا أيها الشريف، تمتع بظنك الحياة أيها الشريف لاتتزوج أيها الشريف،لاتعمل أيها الشريف ،لاتحتج أيها الشريف،لاترد اعتبارك  إن سُلب منك أيها الشريف.أو مُت فقيراً ،أو الأفضل.. أن تموت قتيلاً في غياهب سجون وطنك الجميل.                                                                                

..........................................................

هامش:

محاكاة  للرائعة الأدبية"تحيا دولة الحقراء"للأديب القائد "معمر القذافى"

-الكاتب: حائز على الترتيب الثاني على مستوى بنغازي في الشعر الفصيح 1999وكذلك حائز على الترتيب الثالث في الرواية على مستوى الجماهيرية 2010.

وموظف بالشؤون الإدارية جامعة قار يونس

 حسن بوقباعة المجبري

hbukabba@yahoo.com

 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

من مواضيع حسن بوقباعة المجبري

 

روابط على موقعنا

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.