• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

كروت وخراب بيوت
المرحوم: مؤمن عبد الله مؤمن

ارسلها: المبروك حويل

 16 -03 -2012 

Share |

 

لاشك أن منظومة الاتصالات قد حققت في السنوات العشر الأخيرة قفزات نوعية من ناحية الاتصالات السلكية واللاسلكية وبالفعل أصبح العالم قرية صغيرة في ظل جهاز بحجم كف اليد تستطيع أن تتواصل بيه مع كافة أنحاء المعمورة في ثواني. ذلك أمر يثلج الصدر ويضع العالم في إطار موحد للاستفادة من التقدم التكنولوجي المتطور الذي يخدم دون ريب كل سكان الأرض. إنها نعمة من نعم الله الجليلة التي حبانا بها عبر عقول سخرها لخدمة كوكبنا..

 

ونحن إذ نستعرض هذا الجانب اللا متناهي من الايجابية في الموضوع فأنه من الأهمية بمكان أن نعرج علي الجانب الأكثر استحقاقا بأن لا يكون غائبا عنا وهو الجانب السلبي وهنا أريد أن أنبه إلي تلك الأجهزة التي تشكل جزاء هاما في المنظومة سالفة الذكر وهي أجهزة الهواتف النقالة وما أدراك ما أجهزة الهواتف النقالة..

 

أيها السادة: لقد تحولت أجهزة الهواتف النقالة بكل أسف إلي هم يتربص بنا في كل زوايا الحياة .. نعاني يوميا من حمل ثقيل يرهق كواهلنا .. أضحت كل مناسباتنا إعلان حالة للطوارئ تعليمات وأوامر مشددة تصدر لكل بنت وامرأة بل ولكل شاب بأخذ أقصي درجات الحيطة والحذر تحولت حياتنا إلي ما يشبه الصراع بين أجهزة الجوسسة لاشك أنها حالة محزنة ومذلة..

 

اضطرت عوائلنا بدل أن تساهم في إحياء مناسبة ما إلي الانزوا ومراقبة كل الحركات والسكنات التي قد تكون وراءها مفاجأة غير سارة لأحدي الحاضرات.. ففي مستشفياتنا ومصايفنا وأسواقنا وجامعاتنا هناك هم اسمه النقال يترصدنا... حياتنا تحولت إلي بحر هائج تتلاعب بنا أمواجه العاتية وسمك كبير مفترس اسمه النقال يتعقبنا في كل ركن ..مقاطع تدمي القلوب وتهز الضمائر باستثناء الذين قد ماتت ضمائرهم ونخوتهم وآدميتهم..

 

أين نحن من زمن المعتصم الذي حرك جيشا جرارا لنجدة امرأة أهينت في عرضها أما اليوم فأعراض تستباح ... نساء غافلات... شباب مستدرجين ومغرر بهم... مكايد ومصائد .. ومقاطع مفبركة وغير مفبركة تجتاح وتقض مضاجعنا.. الأمر دون تردد يحتاج إلي وقفة جادة والي مراجعة واعية وبحث علمي يسبر أغوار هذه الطامة كي نصل إلي خلاصة تمكننا من استعادة توازننا نحتاج إلي كل رأي نير.. إلي تظافر كل الجهود دون إبطاء ودون كلل أو ملل لوضع الأمور في نصابها .. إنها مسئولية جماعية الكل يجب أن يدلي بدلوه في اتجاه العلاج الناجع لهذه المصيبة ..

 

إلي كل أفراد المجتمع نطلقها صرخة عالية ...أيها السادة اسمعوا وعوا تحولت هذه النعمة إلي نقمة تحولت إلي كروت وخراب بيوت....

 

مؤمن عبد الله.


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

سيقوم الموقع تباعا بنشر سلسلة من المقالات للكاتب المرحوم مومن عبدالله

و التى ارسلها للموقع الاستاذ المبروك حويل

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 16/03/2012م.