• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

جـــذام العصــــــــــــــــــــر
مؤمن عبد الله مؤمن

 19 -12 -2010 

 

لا شك إن وجود أصدقاء تركن أليهم  وتسعد بصحبتهم ، من الأمور التي تخلق واقعا اجتماعيا مترابطا وتصنع الألفة وترسخ المحبة  بين الناس ، كما إن اللقاءات والسهرات لايكرهها أحد ، خصوصا عندما تكون مع أصحابك وأحبابك ..

وفى واقع الأمر ، أن الإنسان يرتاح لمجموعة معينة من الأصحاب ، ينشرح لهم صدره ، ويفتح لهم أبواب قلبه ، ويفش خلقه كلما ألمت بيه الخطوب ، أو ادلهمت عليه نوائب الدهر..وهذا شيء جميل جدا ، ولا يختلف عليه عاقلان ، وكما يقال : (الصاحب على الصاحب يبيع عبأته)..

لكن هناك أمر لفت نظري ( وبط شبدى) كما ينطقها أحباءنا الخليجيين ، أن هناك بعض الإخلاء الذين لا تحلو لهم السهراية ، ولا يعمر لهم ميعاد ألا أذا طافوا في  قعدتهم على أحوال الناس ، يترصدون  حركاتهم ، وسكناتهم ، وكأنهم  أوصياء عليهم ، والذي ( يزيد الطين  بله) كما يقولون ، تتبعهم لأمور الناس الشخصية . من الألف إلى الياء..!! يتربع  جماعتك على  طرف رمله  ناعمة ، يحتسون  الشاهى ، ويقيدون  أحوال  الناس ..! أولئك  الصنف  من  الإخلاء لا يهدءا  لهم  بال ، إلا بعد  أن  يعرفوا كل  كبيرة  وصغيرة عن فلان  وعلاُن  ،  بدء  من القميص الذي يرتدي ، إلى السيارة  التي  يركبها  من  أين  جاء  بها  إلى ما هنالك  من  أشياء ، قد  تستجد على شخص ما ..سبحانك  يا رب !! فهم  يحشرون أنوفهم  النتنة في كل شيء .. يخطُون الأرض  بأعوادهم ، ويحصون  لك  بكل  وقاحة ، حياتك منذ أن  ولدتك  أمك ، إلى ساعة أئذ .. يبدؤنا  بمرتبك  فيضرب  في عدد سنين  عملك ، يطرح منه أكلك ، وشربك ، وملابسك ، يعنى كل مصروفاتك ، واللي  يتبقى  يقسُم  على  ممتلكاتك ..!ويا ويلك ، ويا سواد  ليلك ، إذا  اكتُشف أن ذلك  لا يغطى  ما  تملك ، عندها  تبرز علامات  الاستفهام (؟؟ )  من أين  جئت  بكل  ذلك.؟؟

والله الذي لا اله إلا هو ، أنى سمعت حكايات يندى لها الجبين  ،  تستغرب  في  أناس لا تلهيهم  تجارة  ولا  ذكر لله  ، عن  فعل  ذلك ، فأليكم  أخوتي  هذه  الحكاية  غير  المشوقة  بالمرة..!!

شخص في أمان الله ، متوكل على  ربه ، دخل على  موسم  طماطم  ،  أعطاه  الله عاما خصبا ، يتحرك  بسيارته ، يدلف  كل  يوم  إلى السوق ، يحمد الله على  نعمه ....

أبناء الحلال....متكئون على كوم  رمله ، يجردون له  مبيعاته اليومية ، عدد (القوابى) يضرب  في  سعر (القابية) ، ثم  يضرب الناتج  في  شهر ، و إمعان  في  دقة  الحساب  ، يضرب الناتج أيضا  في عدد أشهر الموسم ، يطرح  منه  المصاريف  المقدرة  طبعا ، ويقسم الناتج  النهائي على أثنين ،  والخلاصة  تظهر واضحة أمامهم ..لا حول ولا قوة  إلا با لله العلى  العظيم..،، قبح  الله  تلك  المواعيد  والسهرات .. التي لا  تنتهي  كل  مساء  إلا  بنشرة اقتصادية عن  حالة  فلان ، أو علاُن..

إن الذين لا  يهدءا لهم  خاطر ، إلا  إذا  أحصوا على عباد الله ممتلكاتهم ، وما انعم الله عليهم ، لا ريب  أن  نار الحسد تأكل أحشائهم ، إنهم  يتضورون جوعا طوال النهار ، لتتغذى نفوسهم كل مساء بلحوم  إخوتهم ، أنهم  دون شك  ضحايا عقولهم المريضة ، تركوا همومهم ، ومشاكلهم ، وأسرهم ، وفلذات أكبادهم  نهباً  للانحراف ، وتفرغوا بكل غباء  لتتبع  خصوصيات  الناس ، ليتهم التفتوا  إلى مشاكلهم ، واعتنوا  بأبنائهم ، وتركوا الخلق وشأنهم ...!

هذه هي طبيعتهم ، وتلك بالضبط هي أوصافهم ، أنصحك  كأخ ، إن  ساقتك  قدماك  صدفة  إليهم ، أن  تفر منهم  فرارك  من  الأسد ، إنهم  مصابون  بجذام  ( قيادة  الأحوال ) ، فأحذر  أن   تصاب  بالعدوى  ،  وتغدوا  مثلهم ، ولا  تنسى  أن  تدعوا  لهم  بالشفاء العاجل...!!


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

سيقوم الموقع تباعا بنشر سلسلة من المقالات للكاتب المرحوم مومن عبدالله

و التى ارسلها للموقع الاستاذ المبروك حويل

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 19/12/2010م.