لا
شك إن وجود أصدقاء تركن أليهم وتسعد بصحبتهم
، من الأمور التي تخلق واقعا اجتماعيا مترابطا
وتصنع الألفة وترسخ المحبة بين الناس ، كما
إن اللقاءات والسهرات لايكرهها أحد ، خصوصا
عندما تكون مع أصحابك وأحبابك ..
وفى واقع الأمر ، أن
الإنسان يرتاح لمجموعة معينة من الأصحاب ،
ينشرح لهم صدره ، ويفتح لهم أبواب قلبه ، ويفش
خلقه كلما ألمت بيه الخطوب ، أو ادلهمت عليه
نوائب الدهر..وهذا شيء جميل جدا ، ولا يختلف
عليه عاقلان ، وكما يقال : (الصاحب على الصاحب
يبيع عبأته)..
لكن هناك أمر لفت
نظري ( وبط شبدى) كما ينطقها أحباءنا
الخليجيين ، أن هناك بعض الإخلاء الذين لا
تحلو لهم السهراية ، ولا يعمر لهم ميعاد ألا
أذا طافوا في قعدتهم على أحوال الناس ،
يترصدون حركاتهم ، وسكناتهم ، وكأنهم أوصياء
عليهم ، والذي ( يزيد الطين بله) كما يقولون
، تتبعهم لأمور الناس الشخصية . من الألف إلى
الياء..!! يتربع جماعتك على طرف رمله ناعمة
، يحتسون الشاهى ، ويقيدون أحوال الناس ..!
أولئك الصنف من الإخلاء لا يهدءا لهم بال
، إلا بعد أن يعرفوا كل كبيرة وصغيرة عن
فلان وعلاُن ، بدء من القميص الذي يرتدي ،
إلى السيارة التي يركبها من أين جاء بها
إلى ما هنالك من أشياء ، قد تستجد على شخص
ما ..سبحانك يا رب !! فهم يحشرون أنوفهم
النتنة في كل شيء .. يخطُون الأرض بأعوادهم
، ويحصون لك بكل وقاحة ، حياتك منذ أن
ولدتك أمك ، إلى ساعة أئذ .. يبدؤنا بمرتبك
فيضرب في عدد سنين عملك ، يطرح منه أكلك ،
وشربك ، وملابسك ، يعنى كل مصروفاتك ، واللي
يتبقى يقسُم على ممتلكاتك ..!ويا ويلك ،
ويا سواد ليلك ، إذا اكتُشف أن ذلك لا يغطى
ما تملك ، عندها تبرز علامات الاستفهام
(؟؟ ) من أين جئت بكل ذلك.؟؟
والله الذي لا اله
إلا هو ، أنى سمعت حكايات يندى لها الجبين ،
تستغرب في أناس لا تلهيهم تجارة ولا ذكر
لله ، عن فعل ذلك ، فأليكم أخوتي هذه
الحكاية غير المشوقة بالمرة..!!
شخص في أمان الله ،
متوكل على ربه ، دخل على موسم طماطم ،
أعطاه الله عاما خصبا ، يتحرك بسيارته ،
يدلف كل يوم إلى السوق ، يحمد الله على
نعمه ....
أبناء
الحلال....متكئون على كوم رمله ، يجردون له
مبيعاته اليومية ، عدد (القوابى) يضرب في
سعر (القابية) ، ثم يضرب الناتج في شهر ، و
إمعان في دقة الحساب ، يضرب الناتج أيضا
في عدد أشهر الموسم ، يطرح منه المصاريف
المقدرة طبعا ، ويقسم الناتج النهائي على
أثنين ، والخلاصة تظهر واضحة أمامهم ..لا
حول ولا قوة إلا با لله العلى العظيم..،،
قبح الله تلك المواعيد والسهرات .. التي
لا تنتهي كل مساء إلا بنشرة اقتصادية عن
حالة فلان ، أو علاُن..
إن الذين لا يهدءا
لهم خاطر ، إلا إذا أحصوا على عباد الله
ممتلكاتهم ، وما انعم الله عليهم ، لا ريب أن
نار الحسد تأكل أحشائهم ، إنهم يتضورون جوعا
طوال النهار ، لتتغذى نفوسهم كل مساء بلحوم
إخوتهم ، أنهم دون شك ضحايا عقولهم المريضة
، تركوا همومهم ، ومشاكلهم ، وأسرهم ، وفلذات
أكبادهم نهباً للانحراف ، وتفرغوا بكل غباء
لتتبع خصوصيات الناس ، ليتهم التفتوا إلى
مشاكلهم ، واعتنوا بأبنائهم ، وتركوا الخلق
وشأنهم ...!
هذه هي طبيعتهم ،
وتلك بالضبط هي أوصافهم ، أنصحك كأخ ، إن
ساقتك قدماك صدفة إليهم ، أن تفر منهم
فرارك من الأسد ، إنهم مصابون بجذام (
قيادة الأحوال ) ، فأحذر أن تصاب بالعدوى
، وتغدوا مثلهم ، ولا تنسى أن تدعوا
لهم بالشفاء العاجل...!!