• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

الأمـــــــــــــــــــانة
مؤمن عبد الله مؤمن

 28 -11 -2010 

  

لأريب إن صفة أمين اشتقت من لفظ الأمانة ، والأمانة كما تعلمون ، هي لفظ يطلق على شيء ما وكًل لشخص ليقوم على إدارته ، ورعايته ، والحفاظ عليه ، وأداء الدور المناط بيه حياله...

وفى الحقيقة هذه الكلمة تثير في نفسي شعورا بالخوف ، لأنها ببساطة تذكرني بما ورد في كتاب الله من وعيد في حق الأمانة ، وهى حمل ثقيل ، ومن دلالات عظمة ثقلها ، أنها عرضت على السموات والأرض والجبال ، فاعتذرن عن حملها ، إنها عظيمة ، وصعبة ، وحسابها عسير ..وغفر الله لأبونا آدم على تسرعه في قبول حملها ، وتوريثها لنا..

والاستهانة بالأمانة أمر مروع دون شك ، وساقت البعض إلى مزالق السؤ ، وأوردتهم مسالك الانحراف عن المنهج السوي للإنسان العاقل..! ولكن عن اى أمانة أتحدث هنا .؟

إن الأمانة التي اعنيها هنا ، هي المرفق العام الذي يقوم على خدمة الناس ، ورعاية مصالحهم ، والذود عن مكتسباتهم ، وفى واقع الأمر إن البعض منا يتحرى استلام أمانة ما وإدارتها ، بل ويستنفذ كل الطرق المشروعة والغير مشروعة ، لأجل الوصول إلى ذلك ، وذاك البعض غير مقدر لعظم المسئولية ، ولصعوبة المهمة...!! من هنا كان العقلاء انطلاقا من ثاني الخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم) ، إلى يومنا هذا يذرفون الدموع ، ويسهرون الليالي ، يحاسبون أنفسهم ، مدركين لعظم الابتلاء..!

إن المسألة ليست سهلة ، وهى تحتاج إلى قلوب عامرة بالخوف من الله ، فا لأمر يحتاج إلى لجم النفس بلجام الاستقامة ، وتنبيه الضمير باستمرار ، لان النفس الأمارة بالسؤ وحدها تكفى ، فما بالك معها شياطين الإنس والجن ، أعاذنا الله وإياكم منهم..!! والذين لا يتورعون عن نعتك بالدروشة إن أنت أخلصت الضمير، ورعيت الأمانة ، كما انك سوف توضع مباشرة تحت مسطرة المثل القائل: ( اللي ما ينفع روحه ما ينفع الناس) هذه بالضبط حقيقة ما سوف تسمع..!! إننا لا نريد أن يتحول الناس إلى ملائكة ، فا لذي يعمل أكيد سوف يخطئ .. لكننا لسنا فئ حاجة للذين يلتهمون البيضة والدجاجة معا...

إن الاستهانة بالأمانة ، ساهمت بصورة أو بأخرى في حدوث الكثير من العثرات وتسببت في عديد المصائب على عدة صعد ..!! وهى التي حولت على سبيل المثال لا الحصر المرفق العام ، إلى ملاذ للكساد ، والهد رزة ودق الحنك..

هذه أحدى الصور الباهتة لمظاهر الاستهانة بالأمانة ..فنحن دون شك نحتاج إلى وقفة جادة ، وحادة ، ليراجع كل منا نفسه ، ويقيُمها بكل الإخلاص لله والوطن ، فكما يقال: ( اللي يرد من نص الطريق كأنه ما مشى) إننا في أمس الحاجة إلى من يعرف قدر نفسه فيقف دونه ، دون خجل ، ودون شعور بالنقص ، وان نترك وللأبد تلك العادة المشينة لدى البعض ، والتي يرى في تقلده لمنصب ما  نوع من ( البرستيج ) وجزء من الشخصية  إن الشخصية الفاعلة أبدا لا تبنى على هذا النحو ، فمن يتعقد ذلك قطعا جانبه الصواب ، فمن  يريد أن يبدع وان لا يكون نكرة في محيطه، يستطيع فعل ذلك في حدود إمكانياته التي وهبها له الخالق عزُ وجلُ ، فذلك ليس عيبا على الإطلاق ، كما يجب ألا نستحي منه ، هذه قوانين ونواميس في الكون  وضعها عالم الغيب والشهادة ، وخلاصة القول إن الأمور لاتتحقق عبر الالتفاف على الحقائق ، واستغفال الناس ، تلك مغالطة كبرى يقع فيها البعض ، إن العامة أذكى من أن يضحك عليهم  حد بمقدار كراع نملة ، لذلك من الأمور الرادعة ، هي جلد الذات ومحاسبتها ووضعها على سكة الصدق مع الله ، والتفاني في كسر عنفوانها ، وجموحها الدائم نحو الانحراف ، إننا إن لم نتدارك أنفسنا ، ادركتنا سيوف الحق الإلهية ، عندها فقط نندم وعندها أيضا لا ينفع الندم ..!!


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

سيقوم الموقع تباعا بنشر سلسلة من المقالات للكاتب المرحوم مومن عبدالله

و التى ارسلها للموقع الاستاذ المبروك حويل

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 28/11/2010م.