• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

حكمة أعــــــــــــــواد الخيزران
مؤمن عبد الله مؤمن

 27 -11 -2010 

  

عندما كان عبد الله الصغير يجوب ردهات قصر الحمراء ، وينتحب كالنساء على ملك لم يصنه كالرجال..كانت الفاتنة إيزابيلا تشرب الأنخاب مع العزيز فرنا ندو وتنتظر الصباح بفارغ الصبر لتستلم مفاتيح مدينة غرناطة ، صورتان متناقضتان لواقعين مختلفين..كان الوضــــع كئيب لدى عبد الله الصغير وأفراد حاشيته ، والليل تمر ساعته كالبرق ، وكل من في القصر كان يرمى الأمير بنظراته الحارقة!!! وكما يقال ( إذا طاحت البقرة كثرت سكاكينها ) إذا جاز التشبيه ، فالأمير كسير الجناح كان يعلم دون ريب انه أُكل يوم أُكل الثور الأبيض!! ، وانه على درب من سبقه من أمرا الكيانات الكرتونية ، في ابتلاع كؤؤس المهانة ، من قساوسة اللحى الحمراء ، وحاملي الصلبان التي تقطر حقدا على الإسلام والمسلمين..

وفى الحقيقة لاتلام العزيزة إيزابيلا وبعلها فرنا ندو لسكرهم حتى الثمالة ، وانتظارهم انبلاج الصباح على أحر من الجمر ، لقضم ماتبقى من ارض أوربية كانت في عهدة الدولة الإسلامية لعدة قرون ، فالكعكة الإسلامية المقطعة تغرى للأكل ، وتفتح دون شك الشهية... فأصحاب الصولجانات والذين ابتلعوا وللأسف الطعم المعد بعناية ، عبر عملاء وأعوان إيزابيلا لتقطيع أوصال الامبرطورية الإسلامية إلى أرب ، من خلال توهمهم لأمجاد زائفة ، نسى أو تناسى أصحاب السمو آنذاك ،  قصة الرجل البسيط الذي جمع أبنائه عندما حضرته الوفاة ، ليلقنهم درسا لاينسى في التراص والتلاحم عبر مجموعة من أعواد الخيزران ، والقصة لاتحتاج إلى توضيح فقد سمعناها ، وقراناها ، وحفظناها جيدا...

إن عدم استيعاب الدرس هو ما دفع عبدا لله الصغير ليتسلل في جنح الظلام ويتوارى خجلا من حاشيته وخصيانه المرعوبين..!! تسلل ليترك رعاياه يواجهون وحدهم محاكم التفتيش ، والتنصير رغم أنوفهم..!،

وفى الواقع ليس هذا بالضبط ما أردت إيصاله ، إنما أردت فقط التنبيه إلى  أن أحفاد ايزبيلا وقساوستها العتاة ، لم يتوقفوا عند حدود غرناطة فقط ، بل استمروا حتى الساعة في زرع بذور الفرقة ، في كل أركان الإمبراطورية الإسلامية...! فقط استرتيجية التطبيق يطراء عليها بعض التعديل أحيانا ، فلا زلنا حتى اليوم نعانى من تبعات ذلك ولم نستوعب الدرس ، وواقع الحال يظهر ذلك بجلاء صارخ ، فا لسودان مرشح ليصبح ثلاث كيانات ، والصومال ، واليمن ، والعراق كذلك ..وحدث بلا حرج عن فلسطين ، إن هذا ما  يفقع المرارة ، وينشطر له الفؤاد ، وتبرز أمامك علامات الاستفهام ؟؟ كيف ؟ وليش ؟ ولاتجد إجابة تأثلج الصدر وتشفى الغليل ، لضياع غرناطة وما قبلها وما بعدها ، وبتنا نربط إجاباتنا بأ شياء لا وجود لها ، لا بل نختلق الإجابات ونعلق ذلك على ما يسمى بقميص عثمان ، إن أصعب مراحل الهزيمة أن تهزم من الداخل ،  أن تنهار نفسيا ، وان تلازمك كوابيس الهزيمة على الدوام ، إننا أبدا لانرغب في أن ينطبق  علينا المثل القائل :-  (( الذي تلدغه الأفعى يخاف  الحبل)).

أن الأمة بإلف خير ، وتمتلك كل مقومات النهوض وفى اى وقت ، ولكي يتحقق ذلك ..فقط أصحاب الجلالة يستوعبون حكمة وقوة  أعواد الخيزران الموحدة.


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

سيقوم الموقع تباعا بنشر سلسلة من المقالات للكاتب المرحوم مومن عبدالله

و التى ارسلها للموقع الاستاذ المبروك حويل

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 27/11/2010م.