
عندما كان عبد
الله الصغير يجوب ردهات قصر الحمراء ،
وينتحب كالنساء على ملك لم يصنه
كالرجال..كانت الفاتنة إيزابيلا تشرب
الأنخاب مع العزيز فرنا ندو وتنتظر الصباح
بفارغ الصبر لتستلم مفاتيح مدينة غرناطة ،
صورتان متناقضتان لواقعين مختلفين..كان
الوضــــع كئيب لدى عبد الله الصغير
وأفراد حاشيته ، والليل تمر ساعته كالبرق
، وكل من في القصر كان يرمى الأمير
بنظراته الحارقة!!! وكما يقال ( إذا طاحت
البقرة كثرت سكاكينها ) إذا جاز التشبيه ،
فالأمير كسير الجناح كان يعلم دون ريب انه
أُكل يوم أُكل الثور الأبيض!! ، وانه على
درب من سبقه من أمرا الكيانات الكرتونية ،
في ابتلاع كؤؤس المهانة ، من قساوسة اللحى
الحمراء ، وحاملي الصلبان التي تقطر حقدا
على الإسلام والمسلمين..
وفى الحقيقة
لاتلام العزيزة إيزابيلا وبعلها فرنا ندو
لسكرهم حتى الثمالة ، وانتظارهم انبلاج
الصباح على أحر من الجمر ، لقضم ماتبقى من
ارض أوربية كانت في عهدة الدولة الإسلامية
لعدة قرون ، فالكعكة الإسلامية المقطعة
تغرى للأكل ، وتفتح دون شك الشهية...
فأصحاب الصولجانات والذين ابتلعوا وللأسف
الطعم المعد بعناية ، عبر عملاء وأعوان
إيزابيلا لتقطيع أوصال الامبرطورية
الإسلامية إلى أرب ، من خلال توهمهم
لأمجاد زائفة ، نسى أو تناسى أصحاب السمو
آنذاك ، قصة الرجل البسيط الذي جمع
أبنائه عندما حضرته الوفاة ، ليلقنهم درسا
لاينسى في التراص والتلاحم عبر مجموعة من
أعواد الخيزران ، والقصة لاتحتاج إلى
توضيح فقد سمعناها ، وقراناها ، وحفظناها
جيدا...
إن عدم استيعاب
الدرس هو ما دفع عبدا لله الصغير ليتسلل
في جنح الظلام ويتوارى خجلا من حاشيته
وخصيانه المرعوبين..!! تسلل ليترك رعاياه
يواجهون وحدهم محاكم التفتيش ، والتنصير
رغم أنوفهم..!،
وفى الواقع ليس
هذا بالضبط ما أردت إيصاله ، إنما أردت
فقط التنبيه إلى أن أحفاد ايزبيلا
وقساوستها العتاة ، لم يتوقفوا عند حدود
غرناطة فقط ، بل استمروا حتى الساعة في
زرع بذور الفرقة ، في كل أركان
الإمبراطورية الإسلامية...! فقط استرتيجية
التطبيق يطراء عليها بعض التعديل أحيانا ،
فلا زلنا حتى اليوم نعانى من تبعات ذلك
ولم نستوعب الدرس ، وواقع الحال يظهر ذلك
بجلاء صارخ ، فا لسودان مرشح ليصبح ثلاث
كيانات ، والصومال ، واليمن ، والعراق
كذلك ..وحدث بلا حرج عن فلسطين ، إن هذا
ما يفقع المرارة ، وينشطر له الفؤاد ،
وتبرز أمامك علامات الاستفهام ؟؟ كيف ؟
وليش ؟ ولاتجد إجابة تأثلج الصدر وتشفى
الغليل ، لضياع غرناطة وما قبلها وما
بعدها ، وبتنا نربط إجاباتنا بأ شياء لا
وجود لها ، لا بل نختلق الإجابات ونعلق
ذلك على ما يسمى بقميص عثمان ، إن أصعب
مراحل الهزيمة أن تهزم من الداخل ، أن
تنهار نفسيا ، وان تلازمك كوابيس الهزيمة
على الدوام ، إننا أبدا لانرغب في أن
ينطبق علينا المثل القائل :- (( الذي
تلدغه الأفعى يخاف الحبل)).
أن الأمة بإلف
خير ، وتمتلك كل مقومات النهوض وفى اى وقت
، ولكي يتحقق ذلك ..فقط أصحاب الجلالة
يستوعبون حكمة وقوة أعواد الخيزران
الموحدة.