• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

الكــــــــــــرم في أبها صوره
مؤمن عبد الله مؤمن

 09 -12 -2010 

 

الكرم من الصفات النبيلة وهى موجودة قبل ظهور الإسلام ،وحث عليها ديننا الحنيف ،وهى من صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكما يقال (الكريم يده في يد الله).

ولكن هل للكرم مواصفات أو مقاييس يعُرف بها.....؟ وأنا هنا لا أريد أن أبداء في سرد مراحل الكرم ابتداء من حاتم الطائي وصولا إلى عصرنا الحاضر..فقط أريد إذا سمحتم لي  ، طرح وجهة نظري المتواضعة فيما يسمى بالكرم ، ففي تقديري إن للكرم قاعدة ثابتة لا تتغير أبدا ، فالكرم  نبتة طيبة تنبت في القلب ، وتكبر وتترع مع مرور الزمن ، في ظل تصرفات تصحب ذلك باستمرار من الشخص الكريم ، تتحول إلى فعل ملموس.. بدء من الابتسامة العريضة ، مرورا بسماحة الاستقبال ، إلى بشاشة الوجه ، لذلك يقال في المثل العامي..( أمسك خبزتك وأطلق عبستك) .

إن ألف .ب. الكرم ترتكز أساسا على هذا المثل ، وهو القاعدة الثابتة للكرم ، التي نوهت عنها ..هنا بالضبط مربط الفرس للعملية كلها....إن الشخص الكريم لا يخفى على احد ، تعرفه ويقودك إحساسك إليه أول ما تقع عيناك عليه ، انه يدخل القلب مباشرة دون شك ...

والكرم ليس بكم وكيف الطعام كما يظن البعض ، هذا ليس صحيح إطلاقا ، فقط يشكل الطعام إحدى مراحل الكرم التي تأتى في الترتيب في آخر الطابور ،لذلك قد لا يتعدى الكرم  قليل من الطعام وكوب من الشاهى ، ومع ذلك يصنف في وقته كأجمل مراتب الكرم ، إذا ما روعيت فيه أبجدياته..

صحيح إن حاتم الطائي كان في عصره ينحر لضيوفه الإبل ، لكن ذلك عصر له ناسه وعاداته ، تخُيل لو أن احدنا نحر لضيفه في وقتنا الحاضر جملاً.!!،لاشك انه سوف ينعت بالخبل والجخ..!!لذلك أقول وأؤكد على أن قاعدة الكرم ثابتة إلى قيام الساعة ، والذي يتغير هي مراحل الكرم من عصر إلى عصر، من حيث الكم والكيف ، وهناك شواهد كثيرة اثبت بها صحة قولي هذا ، فعلى سبيل المثال لا الحصر في عصرنا الحالي ، فى ليبيا ، وفي دول الخليج ، وبادية الشام ، تذبح للضيوف الخرفان ، بينما في مصر مثلا ، تتمثل الذبيحة في الغالب ، في بطة أو فرخه(دجاجة).. أما العادات في المدن على امتداد الوطن العربي ، فالأمر يختلف تماما.. فقد تبدءا الضيافة بوجبة بأحد المطاعم ، وقد تكون مجرد سندوتش وكوب من العصير..،أقصد من ناحية الكم والكيف ..!أما القاعدة العامة فهي ثابتة من ناحية الحفاوة ، وبشاشة الاستقبال...

لذلك فالإنسان الذي يمتلك البصيرة لا ينظر للكم والكيف في تقيميه وتصنيفه للكرم..فقط وحدها حلاوة الاستقبال ، وجمال المحيُا ، (والسهراية الزايطة) كما يقال تكفى لبث الارتياح في نفس الضيف..أن هكذا فعل يشعرك بأنك لست ضيفا ، ويرفع الكلفة  والتصنع ، ويجعلك تزور صديق ، او رفيق في اى وقت دون الشعور بأنك أتعبته... هذه هي الطريقة البسيطة التي تريح النفس ، والتي تجعل الكرم أسلوب حياة عادى ، لا يشكل اى حمل على صاحبه...من هنا تجد الإنسان الكريم يقوم بواجبات الضيافة بأسلوب سلس ، وبدون اى إرباك ، انه شخص تعود على ذلك  ، فأصبحت العملية جزء من حياته العادية..لذلك تجده يتصرف على طبيعته.

إن الكرم طبع تجبل عليه النفس السوية..ولا ينتج جريا وراء مصلحة أو جخ أوطلبا للشهرة ، ذاك هو الكرم الحقيقي في أبها صوره.


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

سيقوم الموقع تباعا بنشر سلسلة من المقالات للكاتب المرحوم مومن عبدالله

و التى ارسلها للموقع الاستاذ المبروك حويل

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.