المصدر:اسليم
علي اسليم
ولد الشيخ الحاج
صالح أسليم عبد الرحمن العجرمي الذي ينحدر
من عائلة "المخاترة" من قبيلة "المجابرة"
عام 1918 بواحة جالو و يعتبر ترتيبه
الخامس بين إخوته الذكور التحق بالكتاب
منذ الصغر وتتلمذ على يد الشيخ
السيد/أرضيوه الشرداخ - وختم القرآن
الكريم في سن السادسة عشره من عمره.
تميز بالذكاء
والحنكة منذ شبابه فكان محاورا بارعا و
متحدثا قويا مما مكنه من تمثيل عائلته
بالتفاوض عنهم والتحدث باسمهم منذ شبابه،
و نظرا لغياب إخوته الكبار في تشاد تولى
العمل في خدمة النخيل الخاص بالعائلة وقد
تحمل المسئولية الكاملة فقد عشق النخلة
وتعامل معها بعناية ومهارة واكتشف الكثير
من أسرارها.
سافر الى مصر
عام 1942م في قافلة من الإبل وقد تعرضت
القافلة الى قطاع الطرق حيث تم سلب جميع
المسافرين .
تزوج عام 1943
ورزق بأول مولود عام 1944م ثم عاد الكرة
في السفر فسافر الى تشاد عام 1946م في
قافلة تجارية عن طريق الكفرة وقد التقى
بإخوته هناك ومكث عدة أشهر ولكنه رجع
بعدما لمس ان التجارة راكدة ولا مجال
للعمل والكسب.
عام 1947م توجه
الى سلوق وفتح محل للمواد الغذائية وبما
ان المنطقة مركز تجاري وملتقى للعديد من
القبائل ويرتادها العديد من الشعراء فحفظ
كثير من القصائد مما جعله راويا للشعر
ذواقا له مميزا في القائه حتى صار شاعرا
ينظم القصائد الشعرية.
عام 1959م عاد
الى جالو وعين موظفا تابعا لوزارة
الزراعة.
عين عضو بلجنة
فض المنازعات ولجنة الصلح الشعبي بالمنطقة
وقد عرف عنه الصدق وانحيازه للحق ونصرة
المظلوم وقد مكنته هذه الصفات من ان يكون
من أشهر مشايخ قبيلة المجابرة ومن أكثرهم
جرأة ويكاد يكون المتحدث الأول في
اجتماعاتهم ومجالس المصالحات مع القبائل
الأخرى.
لم يخشى الشيخ
صالح أسليم الطاغية معمر القذافي حيث كان
يواجهه في لقاءاته به حتى انه في إحدى
زياراته لمنطقة جالو رمى باكوره أمامه
واسمعه احتجاجاته عن حال البلاد .
وله كذلك قصيده
المشهورة بعنوان "الغرسة" يقول في مطلعها
:
الغرسة اللي
ساقينها بايدينا **** كيف أثمرت ماشي منها
رينا
والمقصود ان
الليبيين لم ينالوا حقهم من ثروتهم.
وعندما طرح نظام
الطاغية فكرة المواخاة بين القذاذفة
والمجابرة كان أول الرافضين لهذا الطرح
جملة وتفصيلا بل ومن المحرضين على رفضه،
وقد نالت مواقفه الشجاعة واستماتته في
الدفاع عن جالو وإبراز تاريخها المشرف
إعجاب الجميع مما حذى بالشاعر الحاج/ صالح
عبد الله مفتاح ان يمتدحه بقصيدة يقول في
مطلعها :
صالح اسليم ما
هناك أمثاله
يقول كلمته راجل
ولد رجاله
راجل فارس وراجل
أمهول للحياة امارس
ولا يرتضي بين
الجماعة كارس
وعنده جواب
ويدقل من حالـــــه
وفي أخر أيام
حياته حقق المرحوم بإذن الله تعالى أجمل
أمنياته فختم حياته ببناء مسجد بجوار
مسكنه بمنطقة اللبة بجالو أطلق عليه اسم
(مسجد شهداءالفلوجة) وبني المسجد من دورين
بالطراز الإسلامي الحديث بتكلفة 200 الف
دينارإيراد مزرعته خلال الأربع عقود
الأخيرة.
ومعلوم ان
المرحوم المجاهد صالح اسليم العجرمي قد
عرفه كل الليبيين في اوائل التسعينات
بثورته أمام الطاغية معمر القذافي ورمي
عكازه أمامه وانتقاد سياساته واوضاع وحال
البلاد منذ ذلك التاريخ، في مشهد تابعه
الليبيين بدهشة واستغراب على شاشات
التلفاز آنذاك وأصبح محل حديث ومتابعة
للرأي العام.
وانتقل الى رحمة
الله تعالى [الحاج/ صالح اسليم المجبري]
صبيحة يوم الأربعاء 8 من شهر ذو القعدة
1432هجرية الموافق:5 / 10 / 2011م