• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

جالو عاصمة التمور

حاضرة الصحراء الكبرى

المبروك احمد حويل

 10 -12 -2010 

 

تقع مدينة  جالو على خط "33-21 "شرقا ًوخط "02-29 " شمالاً في  منتصف  الشمال الشرقي  للجماهيرية العظمى وهى المقر والمركز الرئيسي لشعبية الواحات وترتبط بطريق مع مدينة اجدابيا شمالاً بمسافة 250 كم مروراً باوجلة  وجنوباً بطريق إلى مدينة الكفرة بمسافة 600 كم وتعتبر نقطة التقاء وتمركز للطرق الصحراوية كما ترتبط مع مدينة  اجخره  التي تعتبر المحطة الثانية للانطلاق نحو الشرق بمسافة 30 كم.

 وجالو تمثل الدرع الصحراوي لجنوب المتوسط وتعتبر المركز الادارى  والاقتصادي لمناطق الواحات وتتكون من عدد خمس مناطق هي [ العرق – اللبه – الشرف – راشدة – الغربي ] ويبلغ عدد سكانها أكثر من 20 عشرين ألف نسمة وتعتبر الزراعة هي الركيزة الأساسية لاقتصاد المنطقة إذ تساهم في تغطية السوق المحلى بكامل الاحتياج من التمور والطماطم بإنتاجيات متزايدة وذات جودة عالية  كما تساهم في تغطية السوق بمختلف المنتجات الزراعية الأخرى  وتمتاز كذلك بتنوع الأنشطة التجارية والصناعية التي تشمل الأسواق والمحال التجارية والحرفية ومراكز الخدمات العامة بمختلف أنواعها .

 من جالو تفجرت منابع الخير للنهر الصناعي العظيم معجزة القرن العشرين أجمل الشواهد التاريخية والسياحية في الصحراء الليبية.

وقد اشتهر  سكانها  بالتجارة  ونقل  البضائع وعرفت منذ القدم كمركز رئيسياً  لتجارة القوافل  وجسد أبنائها علاقات تاريخية  وطيدة مع قادة وشعوب الدول الأفريقية فهم أول من سير القوافل التجارية  عبر أطول مسار صحراوي الذي  اشتهر بدرب الأربعين  أو  " طريق المجابرة " وقد أقاموا علاقات تجارية وثيقة وعلاقات نسب ومصاهرة وعلاقات ثقافية توجت بإنشاء بعض المساجد والكتاب لتحفيظ القران الكريم بالدول الأفريقية  المجاورة.

كما تميزت جالو بعلاقات واسعة ومزدهرة مع مدن الصحراء الكبرى مثل :ـ

[ برنو -  تمبكتو  -  مرزق  -  زويله  -  غات  -  هون  -  تازربو  -  الكفرة  -  فايا  - الخ...]

ولهذه المدينة  العديد من الشواهد التاريخية  لحقب التاريخ المختلفة منها مقابر الليبيين القدماء" الناسمونيس " والواقعة  بمنطقة نشاء والتي كشفت الحفريات بها عن تكامل  طقوس الدفن التي كانت تجرى في مراسم جنائزية  متكاملة  وتظهر فيها المقابر بمثابة أبار علوية دائرية منسقة الإنشاء .

كما توجد بها مواقع مختلفة لحطايا أشجار النخيل المتحجرة ومن اشهر قصورها التاريخية القصور الأربعة المحيطة بها والمبنية على زوايا مربع  وهى قصر هيرى وقصر نيبوس وقصر الغردقات وقصر الشرف وقد تبين من الرسومات والكتابات التي وجدت على بعض الفخاريات المكتشفة بالقصور القديمة أنها ترجع إلى سنة 40 قبل الميلاد كما توجد بها مباني أثرية للبيت الجالاوى وكذلك القصر العثماني والقصر الروماني الذي تميز بباحه وسطية ومرافق متعددة جعلته مقراً ومركزاً للحامية الإيطالية خلال فترة الاحتلال  الايطالى لليبيا وبها أيضا بعض الكهوف والمغارات ويوجد بجمعية جالو للتراث متحف يحتوى نماذج للمقتنيات الشعبية والأسلحة القديمة والمخطوطات التاريخية وكذلك معرض للطوابع البريدية والعملات القديمة وتشهد جالو سنوياً خلال الفصل الصيف أقامة الحمامات الرملية لعلاج الروماتزم كما تشتهر بالطب الشعبي المميز وبها بحيرة سياحية هي بحيرة " جبينه "  يقصدها السواح في رحلاتهم حيث تجمع سياحة المغامرة والتزحلق على الرمال وجالو  مقصد لمحبي رياضة صيد الصقور والأحياء البرية ورياضات الفروسية.

جالو بلد المليوني نخلة  حاضرة الصحراء الكبرى الغارقة في القدم الضاربة إطنابها في الجذور البعيدة للتاريخ فهي من أقدم واحات الصحراء الليبية التي ذكرها الرحالة العرب والمستشرقين في العديد من المصادر التاريخية فقد ورد ذكرها في كتب التاريخ منذ 2500 سنة ،   حيث ذكرها الرحالة الإغريقي أبو التاريخ هيرودوت منذ أكثر من 500 سنة قبل الميلاد وأشار إلى أهمية بئر أبي الطفل فيها كما ذكرهــا الرحالة ايروكوبس في منتصف القرن السادس الميلادي أثناء عهد الإمبراطور جستيان وأشار إليها في كتاباته .

كما ذكرت من قبل العديد من الرحالة الآخرين ،  منهم جيرادرولفس سنة 1879 مسيحي والرحالة روزيتا موزيس التي مرت بجالو سنة 1921 مسيحي كما ذكرها الرحالة جيمس هيلتون في كتبه ( جولات في شمال أفريقيا ) ومحمد محمد حسنين الرحالة المصري الذي زار جالو للمرة الثانية عام 1923 مسيحي وذكرها في كتابه  ( في صحراء ليبيا ) .

مدينة جالو إذ تميزت وانفردت بخصائص الزى الوطني للنساء الذي عرف بالزى الجالاوى فان لها زى رجالي يرتدى بتفاصيل جمالية رائعة عرف بكاط الملف الزيتي وذلك منذ أكثر من 200 سنة.

وتميزت  كذلك بأكلاتها الشعبية  الشهيرة تتقدمها الفطائر ذات الشرائح وخبز التنور والفتات والحمام المحشى والتكره وغيرها.

ومن ضمن  المناشط السياحية لمدينة جالو إقامة مهرجانات ومعارض للتمور ومنتجات النخيل والمقتنيات الشعبية والأهازيج والألعاب الشعبية سواء في دورات احتفالية أو خلال موسم التمور من كل عام.

هذه هي مدينة جالو المجاهدة مدينة الحضارة والتاريخ والأصالة , بلدة المليوني نخلة التي اشتهرت بأنها عاصمة التمور وجوهرة الصحراء  وعرفت بمدينة المآذن  ومدد الجهاد  ِِِومنابع النهــر .

وقد أنجبت مدينة جالو العديد من الرجال الأعلام الذين كان لهم دوراً فاعلاً في مسيرة الحياة الثقافية والعلمية والسياسية في الداخل والخارج على امتداد الفضاء العربي الإفريقي، فمنهم من تولى مهام قيادية بالدول المجاورة ومنهم المستشارين والمقربين من الأمراء والسلاطين الذين لهم علاقات وطيدة مع هولاء الحكام والأمراء ومنهم من اخذ على عاتقة الدعوة للإسلام في ربوع إفريقيا وأنشأ  المساجد والمنارات لذلك والتي تعرف حتى الآن بمساجد المجابرة.


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 10/12/2010م.