ان
العمل الجماعي التطوعي سمة ثورية وركن
أساسي وعلامة بارزة في الحياة الاجتماعية
فالترابط الاجتماعي ظاهرة طبعت في النفس
البشرية إذ لا يمكن العيش بدونها فالكــل
محتاج الى الكــل والإنسان دائماً في حاجة
الى أخيه الإنسان ليتمكن من تلبية حاجاته
والتعاون مع الآخرين وتعتبر الأعمال
التطوعية نشاطاً اجتماعياً مارسه الإنسان
منذ القدم باعتبارها عنصـراً أساسيا في
الحياة الاجتماعية , فقد كان الإنسان
معتمداً في حياته العملية سواء لبناء
المسكن أو إنشاء المزرعة أو غيرها
معتمداً على أهله وجيرانه وأبناء منطقته
حيث عرف لدى سكان واحات جالو مثلاً مبدأ
المناداة على الطبل أو" الرغيطة" نموذجاً
لإعلان الخبر عن حاجة احدهم لعمل جماعي
يتنادى فيه الأهالي لإنشاء مسكن أو حفر
بئــر وتشييد مزرعة او غيرها متخذين من
المثل الشعبي [ حمل الجماعة ريش ] قاعدة
في الترابط الاجتماعي وسرعة انجاز العمل
فالإنسان بفطرته يرتبط بغيره برباط
التعاون المتبادل نظـراًُ لارتباط ذلك
بالأغراض والحاجات والضرورة داعية الى
استعانة الناس بعضهم البعض فاسعـد النـاس
من ساعـد النـاس وقد أكد القرآن الكريـم
الذي هو شريعة المجتمع على أهمية التعاون
والتكافل الاجتماعي في نصوص صريحة منها
قوله تعالى:
" وتعاونوا على
البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم
والعدوان "
وقول الرسول
(صلى الله عليه و سلم): " المؤمن للمؤمن
كالبنيان يشد بعضه بعضاً "
وقد كان لثورة
الفاتح التاريخية في مجال التنمية
الاجتماعية الدور الايجابي في إحياء تراث
الآباء والأجداد في الترابط الاجتماعي
وذلك من خلال تأكيد وتجسيد اللحمة الوطنية
و دعم وتنفيذ برنامج الأمن الشعبي المحلي
والاهتمام بالشباب وإعلان جماهيرية
الرياضة وتنظيم اللجان الوطنية للعمل
التطوعي الشبابي بمختلف ربوع وشعبيات
الجماهيرية العظمى وذلك دفعاً بعملية
البناء والتحول لتحقيق المستقبل المنشود
للأجيال القادمة وتأكيدا على أن الليبيين
وحدهم ومن خلال قياداتهم و مؤتمراتهم
ولجانهم الشعبية وفاعلياتهم ومؤسساتهم
الأهلية هم المسئولون عن التخطيط
لمستقبلهم وتوظيف كافة الإمكانيات
وتسخيرها لبناء الجماهيرية الشعبية
النموذج.