• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

تدفق إنتاج الرطب بمناطق الواحات .. والقيمة الغذائية للتمر (الرطب) 

كتب المقال لفيلادلفيا: المبروك احمد حويل

 12 -08 -2008 

المصدر موقع فيلاديلفيا

 

تشهد الأسواق المحلية بالواحات تدفق إنتاج الموسم من الرطب لهذا العام حيث يشهد سوق التمور بجالو تدفق لإنتاج الأصناف المبكرة من أنواع الرطب المختلفة والتي تشمل [المقريو - جد المقرو - ام رقيب - الرطب - الفلفل] والتي سيتبعها نضج أنواع الرطب من التمور لأصناف [البلمبك - ام الدحي - السلطني] وغيرها، ومن المتوقع ان يكون الإنتاج وفير لأصناف التمور نصف الرطبة التي سيكون بداية نضجها أول شهر الفاتح القادم ويأتي في مقدمتها كل من صنف الصيفي وصنف الصعيدى الذي اشتهر بإنتاجيته وجودته العالية وقدرته على التحمل.

أما الأصناف الجافة التي اشتهرت باللوزيات مثل اصناف "العقادى - الجوسمى - الخناق" سيكون نضجها مع نهاية الموسم خلال شهر الحرث.

القيمة الغذائية للتمر (الرطب)

قال الله تعالى: {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً * فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً * وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً *} سورة مريم.

اختص الله الرطب بفضائل كثيرة حيث أنها مصدر خير وبركة وأشارت الآيات القرآنية الى ما للرطب من منزلة عالية.. حيث ورد ذكر النخيل في القرآن الكريم والكتب المقدسة وورد التمر في الطب النبوي باعتباره من الأطعمة اللذيذة عظيمة الفائدة وقد وردت كلمة النخل في القرآن الكريم عشرين مرة في عشرين آية، في السور الكريمة (سورة البقرة – سورة الأنعام ، مرتين – سورة الرعد – سورة النحل ، مرتين - سورة الإسراء – سورة الكهف – سورة مريم ، مرتين – سورة طه – سورة المؤمنون – سورة الشعراء – سورة يس - سورة ق – سورة القمر – سورة الرحمن – سورة الحاقة – سورة عبس).

وللتمر فوائد جسيمة ونفيسة نستخلصها من بعض أحاديث الرسول الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والتي جاء ذكرها في السنة النبوية المطهرة فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيت لا تمر فيه جياع أهله) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلوا البلح بالتمر فان الشيطان إذا نظر إلى ابن ادم يأكل البلح بالتمر يقول: بقى ابن ادم حتى أكل الحديث بالعتيق) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تصبح بسبع تمرات) وفي لفظ (من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) ففي الحديث نجد التمر ضد السم والسحر وخير علاج له أي بمعنى أنه من داوم على أكل التمر صباحا كل يوم لا يضره السم والسحر إلا أن يشاء الله و معلوم لدينا ما للتمر من الفوائد الصحية وما تحنيك الطفل الرضيع من اليوم الأول أو لساعات الأولى من خروجه من بطن أمه لخير دليل كما جاء في الأحاديث الشريفة الدالة على ذلك.

فهذا من الطب الوقائي للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فالتمر يعتبر وجبة غذائية متكاملة غنية بالفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى البروتينات والسكريات والألياف والدهون كما أنه يحتوي على نسبة من الماء لذلك فهو من منقيات الدم ويرفع من الجهاز المناعي للشخص ومقوي للكبد ملين للطبع، ولهذا دلنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى أكله وأنه خير طعام وحديث السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق أنها يمر على بيت النبوة الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا يوقد في بيوتهم نار فكان طعامهم الماء والتمر، و ثبت عنه صلى الله عليه وآله وصحبه و لم ( نعم السحور التمر) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أطعموا نساءكم التمر فان من كان طعامها التمر خرج ولدها حليماً) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أطعموا نساءكم الولد الرطب فان لم يكن فتمر) وأما الرطب فكان طعام مريم ولو علم الله طعاماً خيراً منه لأطعمها إياه، والاقتصار على الرطب عند الإفطار له فائدة طبية، وهي ورود الغذاء إلى المعدة بالتدرج حتى تتهيأ للطعام بعد ذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى (وفي فطر النبي ~ من الصوم على الرطب أو على التمر أو الماء تدبير لطيف جداً، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء والحلو أسرع شيء وصلاً إلى الكبد وأحبه إليه ولاسيما أن كان رطباً، فيشتد قبولها له). وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أكل التمر بالزبد، واكل التمر بالخبز، وأكله مفرداً.

وذكر ابن القيم في كتاب زاد المعاد إن الرطب يقوي المعدة الباردة ويوافقها ويخصب البدن وهو من أعظم الفواكه وأنفعها وهو سيد الفواكه ومقو للكبد ملين للطبع وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن وأكله على الريق يقتل الدود فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية فإذا أديم أكله على الريق خفف مادة الدود وأضعفه وقلله وهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى.

يعد التمر غذاءً مثالياً كافياً للإنسان لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض، والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها وفي المثل الشعبي (التمر مسامير الركب). كما أنه يحتوي على مضادات السرطان لاحتوائه على المغنيسيوم وفي تركيبته المنشطات الجنسية فإذا استخدم مع الحليب فإنه يزيد في الباءة ويخصب البدن فالتمر فيه معدن الفسفور وهو غذاء للحجيرات النبيلية وهي حجرات التناسل وهذا يعطي القوة الجنسية بالإضافة إلى حامض الأرجنين وهو من الأحماض الأمينية الأساسية وهذا الحامض له دوره المؤثر في الذكور حيث يؤدي نقصه عند الذكور إلى نقص تكوين الحيوانات المنوية ومن ثم فله أهمية وخاصة لبعض من يعانون العقم نتيجة نقص الحيوانات المنوية لذلك فهو غذاء هام ومفيد يصلح للرجال ويساعدهم على الحفاظ على قدراتهم الجنسية، والهرمونات المهمة مثل هرمون البيتوسين الذي له خاصية تنظيم الطلق عند النساء بالإضافة إلى انه يمنع النزيف أثناء وعقب الولادة ومخفض لضغط الدم عندما تتناوله الحوامل. إن التمر هذه الفاكهة الحلوة الممتازة، غني جداً بالمواد الغذائية الضرورية للإنسان فإن كيلوغراما واحدا منه يعطي ثلاثة آلاف كالوري أي ما يعادل الطاقة الحرارية للرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد ، وهو سهل الاحتراق ويستفيد منه الجسم في إنتاج طاقة عالية وسعر حراري كبير ويتولد عند تناول 100 جم من التمر 284 سعراً من الطاقة في الجسم ، وبعبارة أخرى أن الكيلوغرام الواحد من التمر يعطي نفس القيمة الحرارية التي يعطيها اللحم، وان ما يعطيه الكيلو الواحد من البلح يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك.

ويحتوي التمر على فيتامين (أ) وهو موجود بنسبة عالية تعادل في أعظم مصادره أي تعادل نسبته في زيت السمك والزبدة وفيتامين (أ) كما هو معروف يساعد على زيادة وزن الأطفال ولذلك يطلق عليه الأطباء اسم عامل النمو كما يحفظ رطوبة العين وبريقها وبذلك يضاد الغشاوة الليلية. ويحتوي التمر على فيتامين ب1 وفيتامين ب2 ومن شأن هذه الفيتامينات تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من الالتهابات والضعف فهو يقوي المعدة ويلعب دورا كبيرا في عملية النقل العصبي وعملية تحرك وتقوية العضلات وخاصة عضلة الرحم ولذلك ينصح بأكله في الأشهر الأخيرة من الحمل بصورة مستمرة لأن الرطب يساعد على الولادة ويقلل النزف الحاصل بعد الولادة كما يعتبر الرطب ملين طبيعي يقوم بتنظيف القولون ومن المعروف أن الملينات تسهل كذلك عملية الولادة.

ويصف الأطباء فيتامين ب للناقهين والرياضيين أما فيتامين ب2 فيوصف في آفات الكبد وتشقق الشفاه وفي تكسر الأظافر وتشقق الجلد. والتمر غني بالمعادن حيث توصل علماء التغذية إلى أن التمر غني بالفسفور، فهو أغنى من المشمش والعنب ففي كل مائة غرام من التمر نجد أربعين مليغراما من الفسفور بينما لا تزيد كمية الفسفور الموجودة في أي فاكهة عن عشرين مليغراماً في نفس الكمية إذا عرفنا الفسفور يدخل في تركيب العظام والأسنان ويستخدم التمر لعلاج نقص البوتاسيوم لاحتوائه على كميات كبيرة من البوتاسيوم علاوة على ذلك، فإن بضع حبات من التمر تزيد في مفعولها عن فائدة زجاجة كاملة من شراب الحديد أو أخذ ابرة كالسيوم، لأن الحديد والكالسيوم موجودان في التمر بشكل طبيعي يتقبله الجسم ويتمثله بسرعة بينما أدوية الحديد والكالسيوم تمجها المعدة وتثقل غشاءها المخاطي وقد لا يهضمها كاملة الدليل على ذلك اصطباغ لون براز من يتعاط الأدوية الحديدية بالسواد. ويحتوي التمر على المغنيسيوم وقد لوحظ أن الذين يتناولون التمر بكثرة لا يعرفون مرض السرطان إطلاقا، ومن العناصر النادرة والمهمة في التمر البورون الذي يعتبر مهما لنمو بعض الكائنات الحية ويلعب البورون دوراً كبيراً في الفيتامينات التي تكون ذات أهمية لعلاج الروماتيزم وهناك تأثير للبورون على الهرمونات الجنسية ولقد دلت الدراسة على أن التمر يحتوي على البورون بنسبة تصل الى 3-6 ملجرام/ 100 جرام في الجزء اللحمي والنوى على حد سواء كما قرر العلماء أخيراً إطلاق عبارة (نقب عن المعادن في مناجم التمر) في كل حبة تمر والتمر غني بعدد من أنواع السكاكر كالجلوكوز (سكر العنب) والليكتوز (سكر الفاكهة) والسكروز (سكر القصب) ونسبتها تبلغ حوالي 70% ولذا فالتمر وقود من الدرجة الأولى، والسكاكر الموجودة بالتمر سريعة الامتصاص سهلة التمثيل، إذ لا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية وعمليات كيماوية حيوية معقدة، كما هو الحال مثلاً في المواد الدهنية والنشوية (كالموجودة في الأرز والخبز) التي تحتاج إلى مفرزات هضمية. وتستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو بضع ساعة وفائدة السكاكر الموجودة في التمر لا تنحصر في منح الحرارة القدرة والنشاط بل انها مدرة للبول تغسل الكلى وتنظف الكبد. والتمر يحوي على الألياف السللوزية تكسبه الشكل الخاص به وتساعد هذه الألياف الأمعاء على حركتها الاستدارية وبذلك تجعل التمر مليناً طبيعياً ويساعد التمر على تجنب امراض البواسير وللوقاية من الإمساك فتناول التمر والرطب وهو غني بالألياف وجد أن كل 100جرام من التمر تعطي نحو 8.5 جرامات من الألياف وهذه الألياف مهمة للوقاية من الإمساك وقد أوضحت الدراسات فوائد التمر في علاج الإمساك والوقاية منه ومن أمراض البواسير وتحتوي التمور على بعض الإنزيمات أشهرها الإنزيم المسمى (انفرتيز) الذي يساعد على نضج التمور وهو أهم إنزيم يؤثر على جودة التمر إذ يستمر عمله بعد قطف الثمار ويعتبر سبباً في قصر مدة حفظ التمور على صورة رطب إذ أنه يعمل على انضاجها وتحويلها إلى تمر.

وتمر ثمرة التمر التي هي من فاكهة الجنة بأدوار وأطوار حتى يتم نضجها وهي الطور الأول الطلع ثم الأمرير ثم الكمرى والذي يعرف في جالو ومناطق الواحات الليبية بـ " الغمق " وفي الواحات التونسية بـ " الغمك " ثم البلح ثم البسـر ثم طور الرطب وتصبح التمرة في هذا الطور مائية حلوة وفترة هذا الطور تتراوح بين 2 إلى 4 أسابيع والطور الأخير التمر وهو الطور النهائي لنضوج الثمرة.

وأما في لسان العرب فجاء ترتيبها كالأتي: ( طلع – خلال – بلح – بسـر – رطب – تمـر)

وتتميز التمور بأنها تحتوي على عناصر غذائية هامة من بوتاسيوم وحديد وألياف وسكريات مختزلة. حيث إن التمور تحتوي على نسبة عالية من السكر (تصل إلى 70%) فإنها تعطي سعرات حرارية عالية (حوالي 284 كيلو سعر حراري لكل 100 جم تمر). كما تتميز التمور بأن فترة صلاحيتها طويلة قد تستمر إلى عدة سنوات حسب ظروف التخزين. وتقدر بعض المصادر أن استهلاك البلح والرطب يصل إلى 50% من الإنتاج، والباقي من التمور كاملة النضج (الجافة) فيخزن بأوعية بلاستيكية على شكل تمر معجون ويعرف بالواحات بالتمر الحشو ويسوق ويستهلك طوال العام.

في ذروة موسم التمور تهبط الأسعار إلى مستوى متدن مما يؤثر على المزارعين، ومن ناحية أخرى فالموسم القصير لا يشبع رغبات محبي البلح والرطب. ونظراً لقصر موسم الرطب ولرغبة المواطنين تناوله طازجاً فقد درج منتجي التمور بجالو ومناطق الواحات إلى تعبئة الرطب في حافظات من الأوعية البلاستيكية والكرتونية وحفظها في مجمدات ليمكن استهلاكها طازجة خلال العام خاصة في شهر رمضان المبارك.

وينتشر التمر في جميع أنحاء العالم وله أنواع عديدة و مختلفة مهنا الدقلة والصعيدي والتدس والبلمبك والسلطني والصيفي وأم طري طير و الخضراوي والحلاوي وتختلف الأنواع والمسميات باختلاف الأماكن ولكن ما يعتبر الأفضل هو العجوة و الرطب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا أفطر أحدكم فليفطر على رطبات فإن لم يجد فعلى تمرات".

تاريخ النشر بفيلادلفيا  09-08-2008

 

روابط على موقعنا

 

 

مواضيع الكاتب

 


جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.