الأستاذ المبروك أحمد
إيماناً منها بالدور الهام الذي تضطلع به المؤسسات الأهلية في المجال التثقيفي والتوجيهي والتوعوي نحو المجتمع؛ بالتنبيه لما يتهدده ويحدق به من مضار، وفي مقدمتها المخدرات؛ أقامت جمعية اللبة النسائية للأعمال الخيرية بجالو ندوة تثقيفية توعوية حول (آفة المخدرات وآثارها على الفرد والأسرة والمجتمع) تحت شعار: (التصدي لآفة المخدرات مسؤولية الجميع)، مساهمة منها في نشر الوعي وإشعار المجتمع بمختلف شرائحه وقطاعاته وأجهزته ومؤسساته الأهلية والعمومية بمدى خطورة هذه المشكلة وتداعياتها الفتاكة التي باتت تؤرق الفرد والأسرة والمجتمع بل والعالم بأسره، بغية العمل على توحيد وتنظيم الجهود ورصد الإمكانيات لمكافحة هذه الآفة والحد منها.
وغني عن البيان أن مشكلة المخدرات من أعقد المشاكل التي تواجه المجتمع البشري في الوقت الراهن، وهي ليست أقل خطورة من مشكلة الإرهاب، وتعتبر من أسلحة الدمار الشامل ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع سواء كان متقدماً أو نامياً.
حضر فعاليات هذه الندوة التي أقيمت على مدار يومين بالمسرح المدرسي لمدرسة السيدة حليمة السعدية بمنطقة اللبة الأخوات أمين وأعضاء جمعية اللبة النسائية للأعمال الخيرية، والأخوة/ منسق لجنة تنسيق القيادة الشعبية الاجتماعية بجالو ومنسق التثقيف والإعلام والتعبئة بفريق العمل الثوري لمنطقة الواحات ومدير أمن الواحات، وأمين قسم النشاط بكلية الآداب والعلوم الواحات وعدد من ضباط وضابطات الشرطة وعدد من أعضاء هيئة التدريس والباحثون والأئمة والوعاظ ، وأمين جمعية بيوت الشباب الليبية بجالو ومدير مدرسة السيدة حليمة السعدية للتعليم الأساسي ( إعدادية – بنات )، ولفيف من المهتمين بالجانب الخيري والأهلي بالمنطقة من الجنسين.
الدكتور على حسن
واستهلت هذه الندوة بكلمة الجهة المنظمة والمشرفة وهي جمعية اللبة النسائية للأعمال الخيرية بجالو وألقتها الأستاذة/ مبروكة إبراهيم شحات أمينة الجمعية ثم كلمة الجهة الراعية وهي كلية الآداب والعلوم الواحات وألقاها الدكتور/ علي حسن العلواني (أمين قسم علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم جامعة قاريونس/الواحات) وقد تناولت محاورها:( آفة المخدرات الأسباب - طرق الوقاية ) – (آثار المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع ) – ( دور المجتمع في الحد من انتشار المخدرات ومكافحتها ) – (موقف الشريعة والقانون من المخدرات ).
وحيث أن تعاطي المخدرات يجعل الفرد يفقد كل القيم الدينية والأخلاقية ويتعطل عن عمله الوظيفي والتعليمي مما يقلل إنتاجيته ونشاطه اجتماعياً وثقافياً وبالتالي يحجب عنه ثقة الناس به، ويتحول بفعل المخدرات إلى شخص كسلان سطحي، غير موثوق فيه، مهمل لواجباته تجاه نفسه والآخرين، منحرف في المزاج والتعامل مع الآخرين.
الأستاذ امهيدي الشيباني
ويؤكد الأستاذ/ امهيدي محمد الشيباني – عضو القيادة الشعبية الاجتماعية الواحات والمحامي بمكتب المحاماة الشعبية اجدابيا انه بالنظر إلى أن ظاهرة تعاطي المخدرات لا تقف آثارها المدمرة علي المتعاطي فحسب، بل تتجاوز للأسرة والمجتمع بأكمله؛ فتعاطي المخدرات يصيب الحياة الأسرية والمجتمع معاً بأضرار جد بالغة سواء من الناحية الصحية أو الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الأخلاقية.
وعلى هذا الأساس كانت الشريعة الإسلامية سباقة لتحريم كل ما يغيّب العقل عن الوعي، حيث قال تعالى: سْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ [سورة البقرة آية (219)] .وقال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ([سورة المائدة آية (90،91)].
كما أوضح الأستاذ/ امهيدي الشيباني ان المشرع الليبي وفقا لحكم المادة الأولى مكرر من القانون رقم (19) لسنة 1423م بشأن إضافة حكم للقانون رقم (7) لسنة 1990 مسيحي بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، اعتبر ' المخدرات والمؤثرات العقلية مادة ضارة بإنسان يترتب على تعاطيها وحيازتها وجلبها وتصديرها وإنتاجها واستخراجها وصنعها وشرائها وبيعها والتعامل فيها بأي وجه إلحاق الضرر بالمجتمع وقيمه وأخلاقه وعقيدته، وتعتبر هذه الأفعال محرمة ويعاقب عليها وفقاً للقانون وجعلها في حكم أسلحة الدمار الشامل والتعامل فيها بالجلب أو التصدير أو التوريد أو الإنتاج أو الاستخراج أو الصنع أو الاتجار في حكم التعامل مع العدو وضد سلامة وأمن الوطن '.
وتكمن علة تجريم الاتصال بالمواد المخدرة لما تحدثه تلك المواد من تدهور في الصحة العامة والأخلاق لدى الشباب والقوى العاملة في المجتمع، وتبعث القلق والذعر في الأسرة، باعتبـار أن المخدرات ترتبط ارتباطا وثيقًا بالجرائم، فكلما زادت المخدرات انتشاراً كلما شهد المجتمع زيادة في الجرائم سواء ما يقع على النفس أو على المال أو على العرض والشرف والاعتبار.
الأخت / مبروكة إبراهيم شحات – أمين جمعية اللبة النسائية للأعمال الخيرية أوضحت ان أهداف هذه الندوة تتمحور في تسليط الضوء على مشكلة بالغة الأهمية؛ هي (آفة المخدرات). وإبراز مدى ضرورة تكاتف كافة شرائح المجتمع ومؤسساته المعنية للوقاية من آفة المخدرات ومكافحتها ، والعمل على بيان أسباب انتشار آفة المخدرات في المجتمع ، والتعرف على أهم أساليب التثقيف والتوعية بأضرار المخدرات ، ومعرفة آثار المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع، وإبراز أهم الوسائل نجاعةً في التعامل مع الذين تبدو عليهم آثار تعاطي المخدرات. مؤكدة حرص الجمعية التعاون والاستفادة من تجارب المتخصصين والأخصائيين، ذوي الخبرة في مجالات الشريعة والقانون وعلم الاجتماع والطب وأعضاء الهيئات القضائية والضبطية القضائية في موضوع الندوة .
وقد كانت أولى المحاضرات
لليوم الأول بعنوان المخدرات أسبابها وآثارها على الفرد والأسرة والمجتمع للدكتور/ حمد الله أحمد كيلاني (عضو هيئة تدريس بقسم علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الواحات )
والمحاضرة الثانية بعنوان الآثار النفسية للمخدرات للدكتور/ صلاح حمدي (عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بكلية الآداب والعلوم الواحات)
والمحاضرة الثالثة بعنوان تأثير المخدرات على صحة الفرد للدكتور/ فوزي السعيد محمد (طبيب بمستشفى جالو العام).
كما تضمن اليوم الأول عرض مرئي إرشادي توعوي حول آفة المخدرات لفريق عمل موقع منتدى أجيال الواحات
أما أولى محاضرات اليوم الثاني فكانت حول دور رجال الأمن في مكافحة المخدرات والوقاية منها ألقاها المقدم/أحمد صالح عوض حميده (رئيس مركز شرطة جالو) بمشاركة الرائد/جمعة سالم عطية الله (مدير مكتب الشؤون القانونية بمديرية أمن الواحات) والمحاضرة الثانية تناولت جرائم المخدرات في القانون الليبي للأستاذ/ امهيدي محمد الشيباني (المحامي بمكتب المحاماة الشعبية اجدابيا، عضو القيادة
الشيخ عبد الله أحمد موسى
الشعبية الاجتماعية جالو) واختتمت المحاضرات بمحاضرة الأستاذ الشيخ/ عبد الله أحمد موسى (الإمام والخطيب والواعظ بمكتب الهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة الواحات) .
اما المداخلات فكانت حول موقف الشريعة الإسلامية من المخدرات للشيخ الحاج/جابر يوسف اجويلي (إمام وخطيب وواعظ بمكتب الهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة جالو) وكذلك عرض مرئي حول آفة المخدرات وأضرارها للأستاذ/ رضوان سعد الشايب (عضو مكتب مكافحة الجريمة بمديرية أمن الكفرة، والعضو المؤسس لجمعية مكافحة المخدرات/فرع الكفرة) وقد شارك الأستاذ والشاعر: جابر امقرب جابر بقصيدة ضمن برنامج استهلال هذه الندوة في يومها الأول.
بسـم الله الرحمن الرحيــم
البيان الختامي لندوة
آفة المخدرات وآثارها على الفرد والأسرة والمجتمع
تحت شعار
' التصدي لآفة المخدرات مسؤولية الجميع '
التي نظمتها وأشرفت عليها
جمعية اللبة النسائية للأعمال الخيرية
بالتعاون مع كل من
كلية الآداب والعلوم بجامعة قاريونس/الواحات، وجمعية بيوت الشباب جالو
خلال الفترة من الاثنين إلى الثلاثاء الموافق:8-9/3/1378و.ر (2010 مسيحي)