اتفق المتحدثون على أن إمكانيات الشركة وقدراتها لا تتناسب أبداً مع حجم المشروع والذي حقق نسبة إنجاز تقدر بـ %13 في حين كان يجب أن تكون حوالي %50 , وبالتالي فهم يخلصون إلى أن إعطاء المشروع لها هو نوع من المحاباة والرغبة في الاستفادة المالية. وذلك لأنها شركة مدعومة من مراكز قوى وان أصحابها لهم علاقات قوية بمسؤولين كبار في الدولة الليبية .ولم يعدم هؤلاء المتحدثون أن يحددوا مؤشرات ودلائل يرون أنها تعزز وجهة نظرهم تلك .
-
أن الجهة المتعاقد معها , أي جهاز تنفيذ المشروعات هو الذي قام بدفع قيمة الضرائب والتأمين عن العقد بقيمة تقارب أربعة ملايين دينار . وهذا ــ حسب قولهم ــ سابقة غير مألوفة في أدبيات التعاقد مما يعني ان الشركة قد نشأت من فراغ .
-
أن المسؤولين في جهاز تنفيذ المشروعات سواء في المنطقة الشرقية أو في الإدارة العامة لم يحركوا ساكنا تجاه كل ما قُدم لهم من تقارير سلبية وإنذارات نهائية موجهة إلى الشركة . ولم تكن لهم أية ردات فعل حيال ما قامت به الشركة من تحايل حين قدمت عقدا صوريا مع منفذ مساند عندما أشير إليها بضرورة إيجاد هذا الشريك أو المنفذ المساند.
ويذهب البعض في هذا المؤشر شوطا أبعد ليقول ان المسؤولين في إدارة المشروعات بفرع المنطقة الشرقية ليس فقط لم يستجيبوا للمراسلات والتقارير بل إنهم يحذروننا بشكل ضمني مبطن من خطورة الخوض في موضوع هذه الشركة . وأنكم إذا طالبتم بسحب العقد منها ــ كما يقترح البعض ـ فإنكم لن تجدون شركة أخرى تقبل به على الأقل في المدة القريبة.
ويورد البعض آراء حادة ومتطرفة تذهب إلى حد اتهام الشركة بتقديم رشاوى مالية وعينية وخدمية إلى مسؤولين محليين للسكوت عنها والتغطية عليها. ويعلن البعض انه كان أفضل للمنطقة لو أن الشركة أخذت الأموال وذهبت من أن تحدث تجريفات وكشط للشوارع مما تسبب في تلوث البيئة والتأثير في محصول التمور في بعض المزارع . وطالب آخرون بتدخل مباشر من الرقابة الشعبية ذاكرين بالاسم الدكتورة هدى بن عامر.
شركة جوبا ترد:
استكمالاً لمتابعة الموضوع ولاستطلاع رأي الطرف الآخر كان اللقاء بالمهندس زيدان محمد فرج مدير مشروع المرافق المتكاملة بجالو وبالأستاذ أحمد مصباح دياب المدير الإداري للمشروع.
يقول المهندس زيدان:
أولاً نقدر قلق المواطن وحرصه ونتفهم رغبة المواطن وحلمه في أن يرى منطقته تتمتع بمستوى جيد من الخدمات والمرافق، خاصة وأن المنطقة ينقصها الكثير,ونعترف كذلك أن هناك تأخيراً في تنفيذ المشروع ولكن هذا التأخير له أسباب موضوعية خارجة عنا وعن إرادتنا.
في حين تم إبرام العقد بتاريخ 2008 /4/1فإننا لم نستلم الموقع إلا بتاريخ 2008/9/8 أي بعد خمسة أشهر وفي الأربعة أشهر الأخرى أي نهاية العام قمنا بتجهيز موقع إدارة العمل وتوريد ما يحتاجه من مستلزمات.
العقد المبرم معنا يقول إننا شركة منفذة ،ولكن وجدنا أنفسنا نقوم بعمليات إعادة التصاميم وذلك لأن التصاميم المقدمة لنا مع العقد لم تكن مطابقة للمواصفات بالإضافة إلى تصميم الخط الناقل للمياه بطول 37 كيلومتر والخط الطارد لمياه الصرف الصحي بطول 13 كيلومتر. وكذلك فقد جرى إضافة منطقة اللبة للمشروع دون أن تكون لها تصاميم للتنفيذ مما تتطلب منا العمل على إعدادها .
ومع ذلك يقول المهندس زيدان فإنه في الوقت الذي كانت تعد فيه التصاميم داخل المدينة تم فتح وبداية العمل خارج المدينة فيما يتعلق بمعالجة مياه الصرف الصحي وأعمال الحفر لخط المياه.
وجود عوائق في المسارات بعضها يرجع إلى عشوائية المخططات وبعضها إلى عدم مرونة المواطنين وبعضها لوجود مقذوفات ومخلفات حربية.
التأخر في صرف المستخلصات حيث إنه في الوقت الذي تقدمنا فيه بسبعة مستخلصات بقيمة ثمانية ملايين ونصف تقريباً تحصلنا فقط على قيمة مستخلصين اثنين بقيمة مليون ونصف.
أما فيما يتعلق بالقول إننا شركة مدعومة يقول : المهندس زيدان اعتقد أن ما جعل المواطنين يقولون ذلك هو أن الشركة من مدينة سرت.
أما قولهم إن إدارة المشروعات تعاملت معنا بنوع من الخصوصية حيث سددت عنا قيمة الضرائب والتأمين فأُكد أن هذا الإجراء لم نكن نحن الوحيدون المستفيدين منه بل انسحب على العديد من الشركات وهو إجراء جاء بطرح من الأستاذ بوزيد دوردة بهدف دعم ومساندة الشركات الوطنية.
وفي كل الأحوال ــ يعلق زيدان فإن ــ هذا المبلغ المدفوع لم يكن هبة بل جرى خصمه فيما بعد من قيمة أول مستخلص يدفع لنا.
وحول عدم استجابة إدارة المشروعات لما يرفع من تقارير يقول المهندس زيدان:
معظم هذه التقارير لم تكن موضوعية بل ربما كانت استجابة لضغوطات شعبية, لهذا فإن الجهات المعنية ومن خلال تقارير المكتب الاستشاري الأمريكي “إيكوم” وهو الاستشاري الرئيسي لجهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق رأت أن الأمور على أرض الواقع ليست أبداً كما يقال ويشاع.
وإذا كان بعض المواطنين يتهمون الشركة ــ يتابع المهندس زيدان ــ بإعطاء رشاوى لمسؤولين محليين فإني أسأل ما هي حاجة الشركة لمسؤولين محليين إذا كانت مدعومة من مسؤولين عموميين كبار كما يقولون .؟
وحول ما قيل عن افتقاد الشركة لآلات كافية وقدرات بشرية تناسب حجم المشروع قال زيدان:
ما هو موجود بالموقع من آلات ومعدات متعددة الأغراض والاستعمالات كاف جداً لما هو مفتوح من أعمال , ولدى الشركة على ذمة المشروع آلات ومعدات أخرى سوف يتم جلبها بحسب الحاجة إليها وبحسب تزايد عدد مواقع العمل المفتوحة وهو الأمر الذي سوف يحدث بعد عدة أشهر قادمة , ولا أعتقد يعلق زيدان: أنه مطلوب منا أن نحضر الآلات الآن إلى هنا دون الحاجة إليها. وعن موضوع المساند الفني ــ يقول المهندس زيدان ــ قبل أن يطلب منا إيجاد المساند الفني كنا نحن قد عملنا منذ البداية على التعاقد مع مكاتب استشارية وشركات ألمانية وبوسنية متخصصة في مجال شبكات المرافق وكذلك شركات متخصصة في توريدات وتركيبات محطات الضخ والأعمال الميكانيكية والكهربائية وفي مجال معالجة المياه والصرف الصحي . وعليه ومن الطبيعي ــ يتابع زيدان قائلا ــ أنه عندما طلب منا التعاقد مع مساعد فني أن نقول أن المساند موجود أصلا وهو يعمل معنّا منذ البداية وان نقدم لهم العقود المبرمة معه .
ويختم المهندس زيدان قائلا : نحن نتحمل كل ما يقال عنا من قبل المواطنين وبعض المسؤولين الآن لأن ذلك خير لنا من أن يلعننا ويدعو علينا إذا نفذنا أعمالا بشكل سريع ولكنها لن تستمر طويلا ’ ونحن على ثقة تامة أن كل هذا الهجوم واللوم والاتهامات ستكون شكر وتقدير للشركة بعد أن يروا على أرض الواقع حجم وجودة العمل. خاصة وأننا نعمل تحت رقابة مباشرة ومتابعة مستمرة من المكتب الاستشاري الأمريكي إيكوم وشركة المتحدون للاستشارات الهندسية
أما الأستاذ أحمد دياب المدير الإداري للمشروع فيقول : المواطن لا يعرف من المشروع إلا الطريق الإسفلتي والإنارة , ولذا فهو عندما لا يرى ذلك فمعنى ذلك بالنسبة له عدم وجود أعمال . ولكن الأعمال الصعبة والمهمة هي تلك التي تحت الأرض وخاصة شبكة الصرف الصحي والتي هي أصعب المراحل وتستغرق وقتا اطول ’ ولذا وعندما ننتهي منها سوف يكون معدل الانجاز أسرع بكثير من معدله الآن , وعليه فنحن نطلب ونرجو من الناس ان تتفهم ذلك وتصبر علينا قليلا .
تحقيق : خالد المجبري