• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

ماذا تعرف عن العلماء في ليبيا

مقدمة

لقد اطلعت على مقالة رائعة لاحد الاخوة (سالم ارحيل) و هو يسرد سيرة الشيخ عيسى بلقاسم بن ابراهيم الفاخري رحمه الله تعالى في محاولة منه لتسليط الضوء على حياته وأخلاقه ومنهجه، للتعريف به وبما كان عليه رحمه الله من منهج صافي، وعقيدة سلف هذه الأمة، وفهم صحيح للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. و خلال سرده تطرق لبعض الشخصيات من منطقة جالو و هم  

 

 

 

1- الحاج صالح فنشة المجبري

اسمه: صالح محمد عبدالله فنشه، من مواليد 1916م، وفنشه هي أمه،توفي والده وعمره 6 سنوات .
تولت رعايته أمه، التي سمي بها، فصار يقال (صالح فنشه) ثم مالبثت أن لحقت بأبيه بعد ثلاث سنوات، ليصير صالح يتيم الأب والأم، تأثر الصبي بفقد أمه كثيراً، ولكنه كعادة الشبان في ذلك الزمان، فقد كانوا يمتازون بالهمة والشجاعة، والصبر على الشدائد والمصائب، حتى في أحلك الظروف، فقد كان لهم جلدٌ وتحمل، والحاج صالح فنشه في صباه لم يكن إلا واحداً من هؤلاء المثابرين والمكافحين في هذه الحياة .
اتجه إلى قراءة القرآن في ذلك السن، وسعى إلى قراءته وحفظه على رواية ورش في مدينة جالو، التي تمتاز بالحفظة على رواية ورش في ذلك الزمان، وكان قد قرأ القرآن على يد الشيخ: محمد فتيتة الذي كان فاقد البصر .
اقتضت منه ضرورات الحياة أن يحترف مهنة التجارة، فاحترفها وهو ابن أربعة عشر سنة، ليكون أصغر الراحلين في القوافل التجارية التي تجوب صحراء ليبيا ، والشمال الأفريقي .
تزوج الحاج صالح في سن مبكرة ورزق الأبناء والبنات، ودفعه حبه للقرآن أن يعلم أبناءه جميعاً القرآن الكريم، فكان منهم الحفظة المتقنون، والأساتذة، والتجار، وأهل الخير، والصلاح، والتقوى [1].
تزوج الحاج صالح سنة 1955م وبالتحديد يوم الخميس الموافق 24/3/1955م ، وهذا هو كرت دعوة الزفاف في ذلك الزمان .
كانت مناسبة زواج الحاج صالح فنشة مناسبة ليظهر فيها محبته للشيخ عيسى بلقاسم بن ابراهيم الفاخري رحمه الله، وتفانيه في خدمته ومودته له، فأقام دعوة خاصة للشيخ عيسى، على وجبة (افتات) وهي أكلة المفْخَرة التي اشتهر بها المجابرة في البلد، وقد روى القصة الحاج صالح حمد فقال: فلما قدم الطعام للشيخ عيسى، صار الشيخ (ايقذر) [2] ويقول:

حال غايتي بالحيل هي العصيدة ** اوحتى المقطع والدهان انريدة

 حال غايتي قراصـــة [3] ** اولقمة كبيرة تعجب الغطاسة

اوكسكسوا برَّامته قرناصة [4] ** في كل لقمة اتجيك قديـــدة

 اوحال غايتــــــي واودادي ** اصويحب علي قصعة طعام اينادي

انجيها اونا مبرد اوجلدي نادي ** نبدا اقدع كيف راعي جيدة [5]

اوعلي ايسارك اقداح اشهوبــــه ** في نهار حامي في عقاب حصيدة [6]
 

قال: والشيخ من طبعه قليل الأكل، لقيمات فقط هذا جل أكله، ثم بعد الغدا استلقى الشيخ كما هي عادته بين الظهر العصر، قال: فقال الحاج صالح فنشه في نفسه، وكان قد سمع قذّارة الشيخ عيسى، لابد أن الشيخ عيسى لم يعجبه الأكل، فأمر أهله بتجهيز مأدبة عصيدة للشيخ، فما استيقض الشيخ من غفوته حتى وجد العصيدة جاهزة، والشيخ لا يستطيع تناول العصيدة ولا غيرها، فكانت المأدبة من نصيب الحاج/ محمد بوالجاذرة، الذي قدم وقت نضجها وتجهيزها .
عرف عن الحاج صالح الكرم والسخاء، وتتبع أحوال الفقراء، حتى إنه كان يقرض الناس العام والعامين، وينذر المعسر، ويقصد على الموسر، وعرف بتوسيعه على الفقراء والمحتاجين، وقد قام بتزويج بعض الشبَّان من ماله، وبناء البيوت لآخرين حسبة لله تعالى.
كان الحاج صالح من رفقاء الشيخ والمداومين على صحبته، ولقد تأثر بهذه الصحبة، حتى إنه كان يستحثه ويوقد من شعلة الإيمان التي، كان يحملها في حنايا صدره، وتنقاد إليه روحه، فلم تجد محفلاً من محافل الخير إلا وله يد سابقةٌ فيه، وكان يغتنم أوقاته في الذكر وقراءة القرآن، ولم يكن يعرف مجلسه بالحديث عن الدنيا، إنما كان يطرب بالحديث عن الآخرة، وتتبع أخبار القرآن وأهله، وبلغ من حبه لكتاب الله والمداومة عليه أنه كان يقرؤه في جميع الأوقات والحالات، حتى إنك لتعرفه في دكانه بجلوسه على كتاب الله الساعات الطوال، وقل أن تجد تاجراً يمسك بالمصحف غير منشغل عنه بأمور التجارة وهمومها .
كما قلنا إن صحبته للشيخ عيسى كان لها أثرٌ كبيرٌ في نفسه، ولقد أثنى عليه الشيخ عيسى مراراً، وكان يذكره بالحب والودِّ الذي يجمع بينهما على كتاب الله تعالى، وكثيراً ما كان يقول عنه الشيخ عيسى الفاخري: (الحاج صالح من الناس الخيرين، ومن خيرت من عرفت) [7].
ومن مآثر الحاج صالح أنه لما قدم الشيخ من مصر، كان الحاج صالح في استقباله، وكانت الدار التي يسكنها مضافةً للشيخ وأهله، إلى أن انتقل الشيخ عيسى إلى داره الجديدة، بعد إقامة عند الحاج صالح فنشه في خير جوار وفي أحسن استقبال .
تأثر الحاج صالح فنشة بعقيدة الشيخ، فكان من الدعاة لتصحيح العقيدة عند العوام، وكثيراً ما نقل عنه النهي، عن الزيارات البدعية للقبور، والنهي على اتخاذها مزارات، واتخاذ أصحابها وسيلة للتقرب إلى الله تعالى، بل كان يحث على التوجه إلى الله تعالى في صغير الأمر وجليلها، توفي الحاج صالح فنشة، سنة 2005م فرحمه الله رحمة واسعة .

[1]- رواية موثقة على صالح فنشة، 1/6/2008م .
[2] - التقذير، باللهجة العامية، هو كلام من قبيل الشعر، أبيات قليلة، يغلب عليها طابع الفكاهة، أو المواساة والتعزية، ومما ذكر صاحب القاموس المحيط، عن التقذير، أنه يأتي بمعنى كثرة الكلام، ومنه – يابن آدم قد أقذرتنا- أي أكثرت الكلام أنظر- القاموس المحيط ج3ص576
[3]- القراصة نوع من الخبز، أشبه ما يكون بالخبز العربي، متعارف عليه عند أهل البادية في برقة وضواحيها .
[4] - القرناصة يقصد بها هنا المرأة الحرة النشيطة، والمتفانية في تجهيز الطعام .
[5]- المعنى المقصود: أن يدعوه أخص خلانه إلى مأدبة طعام، وتكون في أحسن أحواله ، في مكان بارد منتعش ببرودته وطراوة جسده، ويصف نفسه في هذه الحال أنه سيبلي بلاء حسناً في تناول هذه الوجبة، كما يبذل الراعي جهدا طيباً في رعايته للأجاويد من الإبل . .
[6]- المعنى أيضاً متعلق بما قبله، فبعد تلك الوجبة الشهية، يكون عن يساره قدح من اللبن البارد، في نهار حامي في وقت حصاد الزرع في نهاية الربيع وبداية الصيف .
[7]-روايات شفوية، سمعتها من الشيخ مباشرة .

روابط على موقعنا

 

 

2- الحاج صالح عبد المولى البطران المجبري

اسمه : صالح عبد المولى علي البطران المجبري، ولد بجالو سنة 1915م . درس الحاج صالح القرآن، وحفظه على يد والده الحاج عبد المولى البطران، وكذلك على يد شيخه الحافظ، الشيخ السنوسي بن جنينة، وهو أحد الشيوخ المعروفين المحفظين القدامى، في واحة جالو [1]. كان الشيخ صالح عبدالمولى، قد حفظ القرآن فرشاً، وعرضاً، على رواية الإمام ورش عن نافع المدني، وحذق في حفظه، وتدريسه، ونظراً لحرصه الشديد على طلب العلم، فقد حفظ كذلك العديد من المتون، في القرآن، وعلومه وفي اللغة والفقه . عمل الشيخ صالح عبدالمولى، مدرساً للقرآن الكريم، في مدينة بنغازي في أربعينيات القرن الماضي، وقد كان انتقاله إلى بنغازي سعياً وراء الرزق، وطلباً للعلم بصنوفه المتعددة . رجع الشيخ صالح عبد المولى، إلى جالو في أواسط الخمسينات، يدفعه حبه لوالده، وشيوخه الذين أمضى عقداً من الزمان بعيداً عنهم، وهناك استمر في تحفيظ القرآن الكريم، مع رفيق دربه في رحلة تعليم القرآن الكريم، الشيخ اهويدي رجب وذلك في زاوية العرق، تطوعاً، ومن دون مقابل [2]. بدأت علاقة الشيخ صالح عبدالمولى، بالشيخ عيسى الفاخري، في البيضاء عندما كان الشيخ عيسى أستاذاً في الجامعة الإسلامية في البيضاء، وتوطدت هذه العلاقة، وقويت بعد انتقال الشيخ إلى إجدابيا، واستقرار الحاج صالح عبد المولى في إجدابيا، هنا صار الحاج صالح عبد المولى، من التلامذة والرفقاء المقربين للشيخ، حيث كانا يتدارسا القرآن الكريم تفسيراً، وقراءةً، ولقد حضرت بنفسي بعضاً من تلك المجالس، التي تُحسُّ فيها بنفحات العلم، وطيب المجالسة، وتذلُّل الطلاَّب، وتواضع الشيخ، حيث تستمع إلى مدرسةٍ في التفسير، يعزُّ نظيرها في زماننا اليوم .

 

[1] - السيرة الذاتية، للشيخ صالح عبدالمولى علي البطران المجبري، جمع وترتيب- الأستاذ:علي صالح عبدالمولى 1-10-2008م ص1.

[2] - السيرة الذاتي، للشيخ صالح عبدالمولى، ص2

 

 

 

 

 

2- الحاج صالح حمد صالح حمد المجبري

 

 

الحاج : صالح حمد صالح حمد المجبري ولد صالح حمد ، سنة 1926م، في مدينة جالو، وذلك قبل أن تسقط في يد الاحتلال الإيطالي بسنتين .
كانت مصاحبة الحاج صالح حمد للشيخ عيسى بلقاسم الفاخري قديماً، وبالتحديد بعد قدوم الشيخ من مصر[1]، وقويت علاقته بالشيخ بعد زواج الشيخ الثاني من الحاجة فاطمة، لتقوم بينهما علاقة عائلية، عن طريق التزاور الأسري بين عائلة الشيخ، وعائلة الحاج صالح .
كان الحاج صالح حمد مواضباً على دروس الشيخ، سواء منها ما كان في المسجد، أو الملتقيات التي كانت تقام في بيت منزل الشيخ، أو بيوت أحد الأصدقاء، وكذلك كان محافظاً على حضور الندوات والمحاضرات، التي مانت تعقد أمام بيت الشيخ .
كان الحاج صالح حمد، من أخص أصدقاء الشيخ، حتى إن الشيخ-رحمه الله تعالى- قال: (من أحب أن يصلني بعد وفاتي فليزر الحاج صالح) .
ولما عزم الشيخ على الحج سنة 1960م، كان الحاج صالح برفقة الشيخ إلى البادية، لإقامة مراسم التوديع في نجع عائلة الشيخ، وقال الحاج صالح أذكر ذلك التاريخ جيداً، وقد سافر الشيخ للحج برفقة زوجته الحاجة فطوم، وكان برفقة الشيخ، كل من الحاج/ محمد لحمر، والحاج/ سالم ضبوح، والحاج الصديق الدلح .
ومن المآثر التي ذكرها الحاج صالح عن الشيخ، قال: كان الشيخ قليل قليل الأكل، فإذا مادعانا إلى طعام، فإنه يمضي معظم الوقت في الحديث، ونحن نأكل ونستمع، فينفد الطعام والشيخ مازال يتحدث.
 

 

 


[1] - رواية شفوية، الحاج صالح حمد، 20-4-2009م .

 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع ذات علاقة

  1. ماذا تعرف عن العلماء في ليبيا

  2. الحاج صالح فنشة المجبري


جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/01/2012م.