• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

مسرحية جالو

تناقلت العديد من المواقع الالكترونية و الصحف يوم 04 - 04 - 2009 خبر منح الفنان المسرحي مفتاح الفقيه وسام MBE رفيع المستوى من الملكة اليزبيث الثانية وذلك بمناسبة جهوده في الاعمال الخيرية وبالذات في برنامج (لم الشمل) الذي يقوم بتسهيل التواصل بين امهات بريطانيات وابناء وبنات لهن اقاموا في ليبيا مع الاباء بسبب الانفصال الذي حدث بين الاباء والامهات.

الخبر كما ورد فى صحيفة ليبيا اليوم  

"مفتاح ابراهيم الفقيه فنان معروف على مستوى الاوساط المسرحية العربية وقد شارك في عدد كبير من المهرجانات العربية المسرحية من بينها مهرجان المسرح العربي في سوريا كما يداوم على المشاركة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وكان في اكثر من مرة عضوا في لجنته الثقافية ومشاركا بالقاء محاضراته عن الحركة المسرحية في المهرجان وهو عضو المسرح الوطنى وله جهد في المسرح الخاص مساعدا لمدير المسرح الشامل ومساهما في تاسيس هذا المسرح وبطلا لعدد من اعماله مثل المسرحية التي الف قصتها الراحل صادق النيهوم وصاغها فنيا منصور ابو شناف واخرجها المخرج الليبي المعروف محمد العلاقي ونالت عددا من الجوائز في مهرجانات محلية وعربية وهي مسرحية جالو"

بهذه المناسبة لا يسعنا الا ان نشكر الفنان على جهوده المبذوله فى المجالين الخيري و الفني.

بعد اطلاعي على الخبر قررت البحث عن اى مادة تتعلق بالمسرحية (مسرحية جالو) للأسف لم اجد اى مادة مرئية و لكن عثرت على موقع الفنان مفتاح الفقيه و الذي يحتوي على بعض الصور من تدريبات المسرحية و صورة لمقال من جريدة الشمس بعنوان عودة النخيل الى جالو نقلته لكم

اترككم مع المقال و الصور

مشرف الموقع

13-05-2009

عودة النخيل الى جالو

 مقال من جريدة الشمس العدد 1302

مسرحية جالو تاليف الراحل الصادق النيهوم و اعداد الكاتب و الناقد المسرحي منصور ابوشناف و اخراج الفنان محمد العلاقي تمثيل فرقة المسرح الحر و التي افتتح بها المهرجان المسرحي السابع اول عروضه قالت الكثير و تواصلت به مع المتلقي.

و اول ما يلاحظ فى هذا العمل هو لجوؤه للتكثيف المدروس و ابتعاده عن الحوارات الممطوطه التي يسقط في فخاخها بعض المسرحيين محاولة منهم لسد ضعف النص او نتيجة لعجز فى اختزال العبارة او تفاديا لشروخ الاخراج.

 

رغم ضخامة هذا العمل و تشعباته و تعدد شخوصه الا ان مسرحية جالو – بمشاهدها الثمانية تغلغلت الى اذهاننا برشاقة لا تفعلها الا المسرحيات العميقة الطرح التي اخذت الكثير من جهد المؤلف و المعد و معالجات المخرج و تقمص فريق الاداء للشخوص.

 

و لابد من التوقف هنا لتثبيت ملاحظة صغيرة و هي ان التكثيف الذي اشرنا اليه لم يحد من سلامة الحوار و انسيابيته كما انه لم يحد ايضا من تفاعلات الاحداث بل صعد بها فى مسارات متكاثفة و عميقة نحو اكمال نفسها و تحقيق الامتلاء.

 

و بهذا نجح الثنائي بوشناف و العلاقي فى التمكن فى السيطرة المدروسة على الحوار رغم اغراء الفكرة و توجيهه بفنية و رشاقة عاليتين.

و- جالو- مدينة متخمة بالغلال و الفواكه و يتفاخر اصحابها بانهم سادة البر و البحر الى ان تنقلب حياتها راسا على عقب بسبب افعال احد الدجالين الذي يدعي ان جالو محتاجة لفقيه مثله يحرسها من الاخطار.

من هنا يبداء الحدث فى رسم ملامحه و غزل خيوطه الدرامية جراء تصادم فكرتين متعارضتين تتكئ احدهما على موروث بال و تستمد منه حياتها و اخرى تحترم الحياة و تستمد منها حاجتها و احداث هذا المشهد و هو الرابع يعد من اروع مشاهد المسرحية قوة لما فيه من مفارقات فى الطرح المتولده نتيجة لتصادم الفكرتين و الاداء الجيد الذي جسد المشهد باتقان و فى ذات المشهد ينحشر الدجال بين شخصيتي الزوج و زوجته فيحدث خللا فى علاقتهما الزوجية باطلاقة لاراء تقلب موقف الرجل ضد المرأة و ذلك حين يشير على الزوج بشرخ رباط الزوجية – الرباط المقدس – الملتف حول رقبته و الموصول برقبة المراة و الامساك به بيده و ابقائه ملتفا حول رقبة المراة و قيادتها مثل الدابة.

ثم يستغل سذاجة المراة و يتمكن من اقناعها بضرورة شراء الحجاب (تعويذة) لتحفظ او تسيطر به على زوجها و هكذا يتحصل على خواتمها الذهبية مقابل اعطائها الحجاب.

و يتصاعد الموقف الدرامي الى الذروة فى المشهد الخامس حين يلتقي الدجال بالحاكم الذي يعاني حالة مرضية و يطلق امامه تفسيراته للحالة و تاويلها و ربط مصير جالو بها لينتهي بما يشبه النبؤة و الذي فحواها ان جالو ستتحول الى صحراء قاحلة و لا حل امامها سوى ان ترحل جالو !!

تبداء احداث المشهد السادس بالناس فى خلفية الركح و هم يجتثون النخل اى هدم اساسات جالو بينما المنادي الذي استأجره الدجال لهذا الغرض يقرع على طبلته ليعلم اهل جالو بمقدم الطوفان ثم يدخل الفلاح الطيب ليعارض على ما يحدث و يصيح ان قطع الشجر هو الطوفان و النجاة منه انما بزرع الشجر .

يغضب هذا الكلام الدجال و يستدعي الجن فيعلقون الرجل على الحبل المتدلي من السقف و حين يسال الدجال عن سبب تعليق الرجل يجيب (هذا ياسيدي نحن نقلع و هو يغرس).

المشهد السابع يبداء بحلول الطوفان الذي تمثل فى هبوب ريح القبلي الذي يردم البحر و يطيح بالناس.

و اخر المشاهد و هو المشهد الثامن نشاهد فيه الزوج و زوجته الحامل يصعدان الى الركح من صالة الجمهور و يخرجان ثم يأتي بعض الرجال و ينزلون الفلاح من الحبل هذا الفلاح الطيب ابن الارض التي وقف في وجه الدجال و نادى بغرس النخل لتغلب الطوفان.

و فى مشهد بديع قرب النهاية و بينما الفلاح مستلقى وسط الركح يحتضن تراب الارض التي احب ترتفع الى عنان السماء نخلة باهرة الأخضرار كان قد غرسها هذا الفلاح بنفسه و يتزامن ارتفاع النخلة مع انطلاق صوت لحياة جديدة بولادة الطفلة التي اطلق عليها اسم جالو.

تلك اذا كانت لمحات سريعة من مسرحية جالو التي امتعنا بها اعضاء فرقة المسرح الحر الذين تألقوا و دفعوا باكفنا الى التصفيق خلال مفاصل العمل.

تألق الفنان مفتاح الفقيه الذي ادى دور السلطان و غاص بكليته فى الدور رغم تعقد الشخصية الا انه تعمل معها بفنية عالية و قد نجح و تألق المخضرم على الخمسي فى دور الدجال و ملأ بحضوره ارجاء الركح و كذلك تألقت الفنانة منيرة الغرياني...

 

روابط على موقعنا

 


زاوية رؤية تجاه أدب صادق النيهوم

الكاتب : د . عبد الجوَّاد عباس

27-06-2009

 

المصدر موقع الاجدابي

لا أنكر استلطافي لأسلوب صادق النيهوم ، فمنذ عرفت صحيفة الحقيقة في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين الماضي ، وأنا حريص علي ألا يفلت مني عدد من أعدادها , ليس لأنها ثرية وخصبة فحسب

, بل لأن صادق النيهوم يتصدر صفحاتها الأدبية , بكلماته التي تسفه الظواهر الاجتماعية الممقوتة , بأسلوبه الرمزي الساخر , تناول المهم منها وغير المهم .. ينقلك من سوق الحشيش إلى سوق الجريد أو جليانا , ثم يمكث علي الشاطئ , يتحدث علي لسان النوارس والسنونو وأسراب الطيور المهاجرة , يصور المواقف منها عندما كان يضع جانبا حكايات شخصياته المفضلة أو يطير بخاطره إلى الهند لشأن يخص المهاتما غاندي وعنزتـَه .. إنه لا يستوقف الكلمة كثيرا, بل يتخذ أسلوب التداعي الحر في تصوير لحظة الحدث .. إنها موضوعات عثر عليها في أعماق المجتمع , تخرج من القاع , تستلطف الكثير منها .. ؛ وما يزال الكثير من نقده الاجتماعي يمارس بعناية , وكأنه من الطقوس الدينية .. ويهزني ما يذهب إليه من خيال في موضوعاته , فقد يثير فيَّ رؤىً بعيدة وقريبة ؛ يتحدث عن أشياء أحبها وأجاريه فيها , وأشياء أعرض عنها وأتحاشاها وأحرج أن أتحدث فيها , ولكنها بأسلوبه تمر مر السحاب , وكأن شيئا لم يحدث .. وكأني بصادق النيهوم قد دخل قلوب الناس قسرا , لأنه أوقعهم في الجدل عندما مسّ حياتـَهم الداخلية , حركهم واستفزهم ومس ترابطهم الاجتماعي بالتحليل والتشريح المغلف بالرمز والسخرية .. رجلٌ قد استقر في الأذهان حتى كتب عنه إثر وفاته ثلاثة عشر أديبا في بحر أسبوع واحد , بعد أن كادت كتاباتُ صادق النيهوم يغطيها الغبار أمام الأجيال اللاحقة لجيله , سوى ما يتراءى من بعيد في أذهان مجايليه الذين يحبون القراءة , أما ما عداهم فجهلهم بوجوده كجهل الجيل الحالي بأدبه .. فلسبب أو لآخر قد هجرنا صادق النيهوم بعد أن ألفنا أسلوبه ردحا من الزمن.

عرفته مجلة الناقد , وعرّفت به من جديد ، أبرزت اسمه للجيل الذي لم يعرف عن إبداعاته السابقة شيئا سوى ما يحتفظ به بعض القراء والمثقفين القدامى في خزائن كتبهم .. لم يطلع الجيل الجديد علي أدبه عندما كان يتناول بالنقد أعماق المجتمع ساعتها , ويثور بالرمز الساخر علي الممارسات الخاطئة في الفكر وفي العاطفة وفي المزاج .. عندما يذرع شوارع مدينة بنغازي وأزقتها , فتختفي شخصياته وراء الفقيه والحافي والحاجة امدلـلـة , وجارتهم التي نقشت على جبينها علامة (الفولكس) .

وحين غادر صحافتنا , جعلنا نفقد الكثير من تطورات أفكاره و ثقافته , غير ما نجده موزعا هنا وهناك في صحف أجنبية عن طريق الصدفة , إلا إنني أتحير في ما قاله في أحد أعداد مجلة الناقد , من أننا ننظر إلى الإسلام نظرة رجل مات منذ ألف وأربعمائة عام .. أو علاقة القصص القرآني بالأساطير , مع أن الإسلام في نظر نفسه وفي نظرنا يتجاوز الزمان والمكان , وأما القصص القرآني فيتميز بطابع المعجزة لا بطابع الأسطورة بجانبها الخرافي .. فهو لم يثر ناحية يغلب عليها الجانب التطبيقي كالصوم والصلاة كما فعل البعض , وإنما أثار ناحية فكرية عقائدية , وربما كان له منفذ أو تفسير , فالرجل واسع الثقافة , وقد قام بالرد على قضايا مماثلة حين خصصت له مجلة الناقد صفحاتٍ للرد علي تساؤلات القراء .

صادق النيهوم له دراية بالنثر والشعر ..علي الفزاني ــ هذا الشاعر الكبير ـ كان يأنس برأي صادق النيهوم ( 1 ) .. صادق النيهوم له ذائقته الخاصة في المقالة وفي القصة وفي الشعر .. ولو أراد أن يكون شاعرا أو قاصا خالصا لكان .. كان في القصة يضرب على أوتار معينة ، ويفعل ذلك في المقالة أيضا ..

القصة عند صادق النيهوم كانت تجنح إلى عمق آخر .. لقد كتب القصص للأطفال ، كان في استطاعته أن يكتب لغيرهم .. وحتى تلك القصص الطفولية لا تنجو من نظرته الخاصة نحو الناس وما يحيط بهم من أحوال وأسرار يبدون بعضها ويخفون كثيرا منها ، هناك قصد آخر يختبئ وراءها ، في قصص الأطفال كان يحيلنا إلى شيء وراء الطفولة .. إنه يبعث خطابا موجها للصغار والكبار معـا فليقرأ الصغار القصة وليقرأ الكبار ما بين السطور .. ولعله لمّح في القصة الأولى من مجموعته بقوله :"فليسمع الأطفال .. ليسمع الرجال الصغار الواقفون فوق كل تلة رملية قاحلة لكي يشاهدوا مراكب السلطان.." (2 ) .. فللأطفال الحكاية وللكبار تحذير من أن يكونوا صغار العقول ، كما لهم هذا السرد والبناء اللغوي القوي ، وهذا التفصيل الواسع المتمهل للحدث ، ولولا ذلك لكان يكفي الصغار صفحة حكاية عن أرنب أو غزال .. لكنه يريد أن يقول ، يريد أن يحفـّز ويستفزّ عقولا أخرى غير عقول الأطفال.. قصصه ومقالته تحتوي على رسائل موجهة للبسيط والحازم وإلى مجتمعات وحكومات ومناصب.

نجده في قصة (عن مراكب السلطان) يكثـّف العبارة فتتراءى عدة ُ معاني ، منها أنه ركـّز على واحة (جالو) كموقع يريد من العقول أن تجدد معرفتها به كطريق قديم للقوافل ، وقد يتشظى من ذلك معنىً آخر ، وهو أن هذه الواحة التي كانت جميلة أصبحت مهملة إبّان الزمن الذي كتب فيه النيهومُ قصته ..إنه يضرب أمثالا غير مباشرة عن الحمق وسوء التصرف والأنانية وسوء استغلال السلطة فيختار مكانا أيَ مكان لتجري فيه الأحداث ، وليس بالضرورة أن تكون (جالو) .. إنه يريد بهذه الفنتازيا اللغوية السخرية بحياة الحكام والسلاطين ومن يتولى أيَّ أمر قيادي شبيهٍ بذلك .. ويسخر أيضا من غباء الناس وقلة حيلتهم أمام مرؤوسيهم ، فنجده يعرّض بالحاشية القريبة بأنها تفعل كل شيء في سبيل إرضاء الحاكم حتى ولو نال ذلك من هيبتهم وشرفهم ، فيخترع حادثة عند حضور أحد الضيوف إلى سلطان جالو فيقول :"كان السلطان قد بدأ يقضم أظافره ، وكان يمارس هذه العادة الرديئة أمام الغرباء دائما إلى حد أن الديوان قرر أن يكتريَ له وصيفا خاصا ليقضم أظافر السلطان ، ولكن الوصيف لم يكن حاضرا إذ ذاك ، وقد قرر السلطان أن يقضم أظافره بنفسه "(3 ) .. وعرَّض في تلك القصة بالملوك والسلاطين بتكراره لعبارة قصر السلطان المرمري في واحة جالو .. قصر مرمري وواحة ، يريد أن ينبّـه الأذهان إلى هذه المفارقة ، بأن الحاكم في واد والشعب في واد آخر ، شعب فقير وحاكم مترف .

وعقاب الرجل الأعرج في القصة بالجلد يرمز إلى سوء تصرف السلطة تجاه إيجابيات بعض الأفراد .. ففي حين كان هذا الأعرج هو المفكر الوحيد في جالو إذ هداه تفكيرُه إلى زراعة أشجار النخيل في هذا المكان الملائم لها .. كما يرمز تحشيد مائة فارس من أجل القبض على رجل أعرج عاجز إلى أن السلطة تعطي للأشياء التافهة حجما كبيرا وتغمض عينها عن أشياء مهمة كتبديد الأموال فيما لا نفع وراءه ، متمثلا في القصة في صناعة المراكب التي لن تسير مترا واحدا ..كما يشير في القصة إلى استغلال الدين بطرق غير مشروعة ، أو إلى الحق الذي يراد به باطل ؛ فكان فقيه السلطان يشرف بنفسه على مشروع بناء المراكب الفاشل ، وكان يشجع النجارين ويقرأ لهم آيات من سورة نوح ( 4) هذا جانب يسير مما استحضرني من آثار صادق النيهوم وأسعفتني به الذاكرة عن تلك الفترة وما أكثر ما نسيت من إبداعات ومواقف كانت له , فالرجل غادرنا منذ زمن ليس بالقصير , واختفت مؤلفاته من المكتبات , ولم يعد الحوار يذكره إلا من بعيد , لكنه ذكر ملئ بالإشراق والألمعية عن هذا الكاتب الذي شغل الناس وتركهم في حيرة مما يقول , ما بين متحير ومندهش ورافض , لكنهم جميعا يسلمون بأنه فنان كلمة وربيب ثقافة .

نشرت بموقع الاجدابي بتاريخ 07-06-2009

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) النيهوم والفزاني ـ سالم الكبتي ـ مجلة الفصول الأربعة العدد 94 لسنة 2001 ص 73.

(2) من قصص الأطفال ـ صادق النيهوم ـ تالة للطباعة والنشر 2002 ص19.

(3) السابق نفسه ـ ص 13.

(4 ) نفسه ـ ص18.

 


جالو امثولة فى عرض مسرحي


الأسطورة وعناصر الجذب السياحي

صحيفة اويا

زار الدبلوماسي‮ ‬الأمريكي‮ "‬كورين‮" ‬الذي‮ ‬عمل كملحق تجاري‮ ‬واقتصادي‮ ‬لدولته من‮ ‬2004 – 2006 في‮ ‬ليبيا مدينة جالو النائية في‮ ‬الجنوب الشرقي‮ ‬من ليبيا،‮ ‬لتتبع أحداث قصة‮ "‬مراكب السلطان‮" ‬للكاتب والأديب الليبي‮ ‬الصادق النيهوم،‮ ‬ومنطقة زوارة،‮ ‬التي‮ ‬ورد ذكرها في‮ ‬قصة"حكاية ميلود وروبينا‮" ‬للقاص كامل المقهور‮.. ‬ويعبر‮ "‬كورين‮" ‬عن زيارته بالقول‮ : ‬إن جالو وزوارة‮ "‬مكانان مثيران للغاية ومليئان بالحكايات‮.. ‬فلاغريب أن تمثل الأسطورة والقصص الشعبية،‮ ‬والأحداث التاريخية،‮ ‬عناصر جذب لشرائح واسعة من السياح‮ ‬والمثقفين،‮ ‬بحثاً‮ ‬عن إثراء الخلفية الثقافية،‮ ‬المتأتية من الرغبات في‮ ‬الزيارة أو السفر بقصد التجول وسط الأماكن التي‮ ‬تناولتها أسطورة،‮ ‬أو عاشت فيها قصص أو شهدت مجريات وأحداث رواية ما،‮ ‬وفق مفهوم‮ ‬يرتكز على تنمية الحواس،‮ ‬والغوص في‮ ‬عمق ماتعنيه وماتحمله تلك المفردات من أفكار وفنون،‮ ‬وتجسيد الإنسان للمقدسات،‮ ‬وماتبعها من طقوس وتتضمنه من أسرار،‮ ‬سادت في‮ ‬مراحل تاريخية متعاقبة،‮ ‬وظلت بما‮ ‬يغلفها من أسرار إلى الآن‮.‬

ويرى عدد من السياح هواة السياحة الثقافية،‮ ‬وممارسيها أن الأسطورة أو الأحداث التاريخية،‮ ‬وزيارة شواهدها أكثر من مجرد السياحة فقط‮ ‬،‮ ‬إذ تتعدى زيارة المعابد أو المواقع المكرسة لإقامة الشعائر في‮ ‬الديانات الأكثر‮ ‬غموضاً،‮ ‬مفهوم التجول والاطلاع على محتواها المادي‮ ‬إلى رحلات من أجل مداواة أنفسهم،‮ ‬وإطلاق العنان لأرواحهم إلى الاقتراب من أسرار الأديان السرية والغامضة،‮ ‬واستعادة ذكريات الحياة الماضية،‮ ‬أو حتى استعارة تحقيق الذات،‮ ‬وفق مفهوم،‮ ‬التوجه إلى الأماكن الحاملة للمواقع القديمة،‮ ‬التي‮ ‬تختزل بين أركانها وثناياها قصص وأساطير الماضي‮.‬ ‮ ‬وإذا ماقلنا أن ليبيا ظلت وعبر تاريخها الطويل،‮ ‬بلد الأساطير،‮ ‬ونالها جزء من المخيلة الخصبة للفلاسفة،‮ ‬والمفكرين،‮ ‬تعبر عنها آلاف الشواهد المتناثرة،‮ ‬في‮ ‬المدن والمعالم الأثرية،‮ ‬مانحة مرتاديها فرص الاطلاع على مفردات الحياة الدينية السائدة عبر مراحل التاريخية المتعاقبة،‮ ‬وماصاحبها من ممارسات للطقوس والأنشطة المرتبطة بتلك العبادات،‮ ‬منذ عصور ماقبل التاريخ والفترة الوثنية إلى بزوغ‮ ‬فجر الدين الإسلامي،‮ ‬وهذا مايعزز من عناصر الجذب السياحي،‮ ‬ويفرد عناوين ومساحات إضافية للحملات الترويجية،‮ ‬لاسيما في‮ ‬استقطاب هواة النمط الثقافي،‮ ‬أو شرائح هواة السياحة الدينية،‮ ‬أو السياحة الروحية،‮ ‬التي‮ ‬يقصد هواتها الأماكن الحاملة للمواقع القديمة،‮ ‬التي‮ ‬تختزل بين أركانها وثناياها ألغازاً‮ ‬دينية لعبادات سادت في‮ ‬مراحل تاريخية،‮ ‬وظلت مصدر تشويق لعدد كبير من السياح‮.‬

‮ ‬وتتعدد مقومات وعناصر الجذب السياحي‮ ‬مابين المواقع الحاملة لدلالات عن الأساطير والخرافات من الصروح الدينية،‮ ‬والمنحوتات والألواح الرخامية،‮ ‬والتماثيل المعروضة بالمتاحف الليبية،‮ ‬والمعابد المتناثرة بالمدن الأثرية،‮ ‬والمعبرة عن المقدسات في‮ ‬الديانات الأغريقية،‮ ‬والرومانية،‮ ‬وحضارات ماقبل التاريخ،‮ ‬حيث‮ ‬يرى بعض المسافرين أن تلك المعالم تمتلك زخماً‮ ‬كبيراً،‮ ‬وتنفرد من جهة أخرى بمعالم تحاكي‮ ‬أسرار الديانات الأكثر‮ ‬غموضاً،‮ ‬وتشكل أبرز المفردات للمعتقدات والطقوس المصاحبة،‮ ‬للأفكار الدينية السائدة في‮ ‬مراحل ماقبل التاريخ،‮ ‬بشواهدها من النقوش والرسوم الحاملة للمضامين الدينية في‮ ‬الأكاكوس،‮ ‬ووديان مساك صطفت،‮ ‬و الهاروج الأسود،‮ ‬وجبل العوينات الشرقية،‮ ‬ومعبد أمون في‮ ‬منطقة رأس الحداقية بترهونة،‮ ‬وشواهد الأضاحي‮ ‬البشرية التي‮ ‬ترتقي‮ ‬إلى العصر البونيقي‮ ‬بمتحف مدينة صبراتة،‮ ‬التي‮ ‬تعد في‮ ‬حد ذاتها عنصر تشويق،‮ ‬وجذب لهواة هذا النمط المتنامي،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن المعابد والكنائس الرومانية والأغريقية في‮ ‬شحات،‮ ‬ولبدة،‮ ‬وصبراتة،‮ ‬وطلميثة،‮ ‬وسوسة،‮ ‬وتوكرة،‮ ‬وكهف حقفة التصاوير بأسلنطة الذي‮ ‬يعد المعبد الأكثر‮ ‬غموضاً،‮ ‬بالإضافة إلى كنائس الخضراء،‮ ‬و الأصابعة،‮ ‬والسوق اللوطي‮ ‬بمزدة،‮ ‬بالجبل الغربي،‮ ‬والأثرون،‮ ‬وقصر ليبيا،‮ ‬ورأس الهلال،‮ ‬كما تبرز النقوش على الأضرحة والمقابر المنتشرة على طول خط التحصينات الروماني،‮ ‬بمستوطن قرزة الزراعي،‮ ‬وعلى امتداد مرتفعات الجبل الغربي،‮ ‬ضمن هذا المفهوم،‮ ‬بماتعبر عنه من معتقدات تلك الفترة التاريخية‮.‬ ونقف بجولتنا على الآثار المنقولة والمعروضة بالمتاحف الليبية،‮ ‬من ألواح فسيفساء وتماثيل ترمز للشخصيات المقدسة في‮ ‬مراحل تاريخية مختلفة،‮ ‬ومن جانب آخر تبرز المساجد وشواهد القبور الإسلامية،‮ ‬والحلي‮ ‬والمسكوكات،‮ ‬التي‮ ‬تعد أحدث مقومات السياحة الروحية في‮ ‬ليبيا‮.‬

 

 

سجل دخولك و علق على الموضوع

 


جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.