• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

جوهر الأسرة الحقيقي

محمد المبروك الوريدي

 14 -12 -2010 

 

تلعب الأسرة دوراً بارزاً فى عملية التربية بإعتبارها البيئة الإجتماعية الخصبة والمباشرة الأولى التى يتعلم الفرد فى إطارها الإجتماعي العديد من التفاعلات التربوية والإجتماعية فى تنشيط قدراته الفكرية والعقلية وإرتقائها إلى مستوى مرموق، ولهذا تعد الخبرات الأسرية هى التى تمدد إتجاه الإرتقاء الذى يسهم فى إكتساب الطفل عملية التفاعل الإجتماعي ، فالأطفال يكتسبون من خلال تفاعلهم مع والديهم إستراتيجيات وأساليب معرفية ، تمكنهم من عملية التعامل مع الأخرين وكذلك ترتقى لديهم إستخدامات اللغة ومهارات التواصل، ويحدث التأثير الحاسم والأساسي للأسرة فى تطوير الذكاء خلال السنوات الست الأولى من العمر، والذى يتجدد وفقاً للأساليب التربوية داخلها ، وأنواع النشاطات التى يمارسها الطفل فى إطارها الداخلى ، وتعتبر المثيرات والخبرات البيئية ذات دور فعال ومهم فى هذا المجال ، كذلك حيث يمكن أن تسهم فى دفع نسبة ذكاء الفرد إلى مستوى كبير والتوجيه الأخلاقي يبدأ من نطاق الأسرة ، فالأسرة هى التى تكسب الطفل قيمة فيعرف الحق والباطل والخير والشر وهو يتلقى هذه القيم دون مناقشة فى السنوات الأولى حيث تتحدد عناصر ومعالم شخصيتة ، وتتميز ملامح هويته على سلوكه وأخلاقه.

وكذلك تتميز الأسرة على إعتبارها جماعة إجتماعية لها مكان واحد ومشترك ولها تعاون إقتصادى بين جميع أفرادها ، وكما تتميز بالإنجاب لإستمرار الوجود الإجتماعي ، فهى تشمل عدد من الأفراد الكبار والصغار من الجنسين من بينهم الزوج والزوجة تربطهما علاقات مشروعة أقرها المجتمع ، وحدد لها نظام الزواج ،وإذا اقتصرى تكوين الأسرة على الزوج والزوجة والأبناء سميت " بالأسرة النووية" ، وهى الأسرة السائدة غالباً فى المجتمعات الصناعية ، أما إذا أشتملت الأسرة الأجداد والأباء والأبناء فهى الأسرة الممتدة وهى السائدة دائماً فى المجتمعات الريفية، ومن الوظائف الرئيسية التى تؤديها الأسرة داخل نطاق المجتمع لكى تتحقق لها مبدأ الإستقرار النفسي والإجتماعى عملية التنشئة الإجتماعية ، وهى الطابع الإنساني والإجتماعى الذى تكسبه الأسرة لكل أفرادها ، فهى تعلم الأطفال اللغة لكى يتفاعلوا بها ، وتغرس فى نفوسهم المفاهيم الدينية ، حتى يكونوا قادرين على فهم التعاليم الدينية ،وتنقل لهم التراث الإجتماعى.

الإهتمام بالعامل النفسي وهو خلق رح المحبة والألفة والحنان والحب والترابط الممزوج بالعواطف الجياشة ،وإشباع حاجات الأفراد داخل نطاقها بالراحة النفسية كالحاجة إلى الحب والتقدير والإحترام والثقة والتمسك بالمبادىء والقيم العليا ، فالعطف والحنان الذى يجده الطفل ،ويشعر به فى بداية حياته الأولى مع باقى أفراد أسراته له الأثر الفعال فى حياته المستقبلية فى التغلب على مشكلات الحياة وصعوباتها المختلفة، ومن وظائف الأسرة أيضاً أن تشيع فى البيت الإستقرار والود والطمأنينة ،وأن تبعد عنه جميع ألوان العنف والكراهية والبغض ،وتمكن أولادها من المشاركة فى عملية التفاعل الإجتماعى داخل المجتمع ، ويجب ذلك على الأباء والأمهات الإلتزام بالحقائق الواقعية ، حيث يتعين عليهم أن يتوقعوا حدوث العديد من الأخطاء ،وإدراك وقوع مؤثرات خارجية على الأبناء مثل:ضغوط التى تتزايد عليهم من زملائهم كلما تقدم بهم العمر، والأهم من ذالك كله إعطاء الفرصة للأبناء ، لترسيخ روح الإستقلالية ، حيث يتعين على الأسرة إتاحة يزيد من الإستقلالية ،و الإستماع إلى مايعبر عنه الأطفال والإنصات لهم ، ومحاولة إدراك وجهات نظرهم على نحو تدريجى الأمر الذى يجعلهم يحظون بإخلاصهم وإحترامهم ،وفى خلاصة القول نستنتج بأن الأسرة هى المنبع الأساسي الذى يغدق دكائز أساسية فى عملية التربية لكونها رابطة رفيعة المستوى ، تتظافر فيها الجهود ، وذلك للمحافظة على كيانها من أى إنحرافات خارجية قد تؤثر على أحد أعضائها ، كذلك يبذل الأباء والأمهات كل مابوسعهم لتربية أبنائهم وتنشئتهم وتعليمهم بالصورة الصحيحة والسليمة ، لكى تظهر هذه الثمرة بمستوى راقى ومتحضر خاصةً فى المراحل الأولى .

لذلك نجد هنا بأن دور الأسرة فى رعاية أبناءها ه أقوى الدعائم فى تكوين وتشكيل شخصية الأبناء ،وكذلك توجيه سلوكهم إلى الطريق السليم فى إقامة علاقات إجتماعية بين أفراد المجتمع لتعلم قواعد الأدب والأخلاق الحميدة.

 


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

مواضيع الكاتب

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 14/12/2010م.