• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

مـــاورائـــيَّ ـــآت..(2)

الكاتب: علي الفسي

12 -08 -2009

زيت قناديلي .. من ذاتي

فذاتي .. تُـذيب ثرثرتها في فنجان

وتسكبهُ في القناديل

بعضي ينتشي تعباً .. عرقاً

وبعضي .. مازال مبهوراً ببقايا حلم

فحين سَمَـوْتُ .. سَمَـوْتُ عن كوخي

رأيت سقف كوخي تملأه الثقوب

وحين سَمَـوْتُ .. سَمَـوْتُ عن قريتي ..

رأيت سقوف قريتي صحوناً نظيفة وصفيحاً صدئاً .. ولصوص

وحين سَمَـوْتُ .. سَمَـوْتُ عن وطني

رأيت سقف وطني شموساً تـزَّاور ذات الشمال

وحين سَمَـوْتُ ..  سَمَـوْتُ عن كوني

رأيت سقف السماء .. ومت ..

... قنديلي يخلق لي ظلا ً

وكم تعب ظلي يتبعني

شفتي يهزها برد الهروب

وليس بيني وبين اشتهائي سوى وهج لغتي

وليس بيني وبين لغتي سوى كلمة أو كلمتين

أخاف أن تشيَ بي

فيجبرونني أن ألبس بـزَّة المهرج

وأقضي ليلتي مع العناكب

وأظل حتى الصباح

أذرف الظلام .. ودموعي تظللني .

علي الفسي

23/8/2008

 

روابط على موقعنا

 


مـــاورائـــيَّ ـــــآت..(3)

الكاتب: علي الفسي

12 -08 -2009

 

في انتظارِ أن يبيعني العدم

ساعةً حائطية

سأضعُ قبـَّة على كل نخلةٍ تُحدِّق في الفراغ

وأرفرفُ حول السفوحِ الغافية

فسباتها الهرم .. ينذر بالقيامة

وأنا كنت طفلا ً

تجاورُ أحلامي كل الشرفات ِالملونة ِ

بفراشات ٍ.. وما يكفي لغدي من زهورٍ وأغاني

لم أكبر كثيراً ..

غير أن طفولتي عارية بجوار نغم ٍحزين

أحبابها .. دوار كذبٍ يختفي تحت سماءِ الصيف

سأرفرفُ حول السفوحِ الغافية

ومن فوقي يُحلِّق نسرٌ عجوز

سأصيرُ عصفوراً بعكاز ٍ يطير

وعمري .. انحسارُ البحرِ تحتَ أقدام ِحبيبتي

وعمري .. طفولة ٌمبحوحة الذكرى

يباغتها فقد البراءة

مُـذ ْعَرَفَتْ الطرقات أشواق الغرباء

وعمري لهيبٌ خامدٌ في باطن شهادة الميلاد

وعمري .. جيلٌ يتعطَّل خلفَ المتاريس

فكلُّ انحسارِ بحرٍ وأنت ِبخيرٍ يا حبيبتي

وكل لهيبٍ خامدٍ وأنتِ بخيرٍ يا حبيبتي

عمـــــــــــــــري .. !!

يا محنتي العصمـــاء

تعــــــال .

يا وارثاً صمت الجبال

تعــــــال .. فما أنت يا عمري ..سوى

ساعاتٍ معلقةً على الحائط

تباعُ في سوقِ العدم

علي الفسي

28/8/2008

 


 

مـــاورائـــيَّ ـــآت.. (4)

الكاتب: علي الفسي

12 -08 -2009

 

كان لقلبي عينين .. مغلولتين ..

و لساناً   ضاقت به التعابير

... ومتسعاً من الوقت .. ليبكي

وكان له  كفين ..

استطالت حتى تخوم السحاب

وفي كفيه .. تشابكت خطوط انطوائه

كان لقلبي أيضاً شتاءً فوق الغيوم

وكان بوسعه أنه يثوي

ويطيل مكوثاً خلف  الضباب

حيث تأتي الظباء .. لتشرب من ينابيع الأفول

فتخبئ كل ظبيةٍ سنبلة بين نهديها

وتباغت البحيرة بوجهٍ حيييْ

وخلف الضباب ..

حيث تأتي الظباء .. لتشرب

تبخرت ينابيع الأفول

وخلف الضباب ..

لازال قلبي يحالف كوكباً بربرياً ..

مُجتثــَّـاً من رحم الأزل

ولا زال يحالف .. جسداً

يحمل اسمي

نغماً بليداً يصارع احتمال السقوط

ليصير الـرصيفُ أكثر اكتمالاً من البدر

ويراهن باقتراب الليل من أهدابي

ويقول لي :

أعرني و جهــاً ولو لمرة واحدة

و هو لازال يحالف عمراً

يوارب باب الزمن

وهو لازال يحالف مرارة صدري

حجراً حجر ..

و هو لازال يفتش عن ربيع جديد

موسوم جلده .. بتجاعيد الخريف

ربيع .. يكفر بطعم التمر والزيتون

فيستدير رُكاماً .. على أبواب المدينة

وهو  لازال ..

.. يخفق بخفوت

لا شيء يوجعه سوى رؤيا

على شرفات الغياب

و حكاية سُرقت من أدراج ٍ مُحكـَمة الصمت

وهو  لازال ..

يبحث عن يقين ٍ بين السطور

ويقول لي :

هؤلاء الموتى الطيبون..

عرَّافُ القصر ِ .. و شاعرُ البلاط ِ.. وثالثهم كلبهم

... إزرع جثثهم عندما يداهمك الظلام

عند كوة ٍ في سور القلعة العتيقة

وضع حفنة من تراب قبورهم .. تحت وسادتك

أَقـسَمَ عليَّ أن أفعل

ففعلت ..

حينها جاورتْ حلمي شجيرة تحنُّ لحبيبين ..

أحدهم صار ناياً حزيناً

والآخر صار قــَلـَقاً يستعير ضجر الطريق

مــــهلاً ..

فكل مَن حولي .. متشابهون

هم مِن الناجين من طوفان التوابيت

يجثـُون أمام خيامهم

تتزعمهم أنثى

نجت لتوِّها من حفلة فخاخ

بضلع ٍ أكثر اعوجاجاً ..

علي الفسي

 

سجل دخولك و علق على الموضوع

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 09/12/2010م.