أشتهر بالصدق والامانه والمحافظة على أمانات الناس وأقراضهم ومساعدتهم
أحتضن المجاهدين وساهم في الأعمال الخيرية وكان لـه دور كبير في ترميم
المسجد العتيق ومدرسة الشــــرف
لكل زمان رجال ولكل أوطان أعلام يذكرهم التاريخ وتذكرهم
الأجيال جيل بعد جيل ونتحدث في هذا العدد من مجلة التوعية عن شخصية فذه
وفريده من نوعها ربما لا يعرف الجيل الحالي عنها الكثير إنه
الفقيد الفلاح بسي الفلاح
من مواليد
جالو الشرف 1890 ف
حياته
وأسمه الحقيقي المسجل بالسجلات الرسمية جبريل السنوسي جبريل مفتاح
المقيد أما الفلاح بسي فالفلاح كناية لجده جبريل وان (جبريل الفلاح)
اسم واحد أطلق عليه هذا الأسم في صعيد مصر سنة مغادرة بعض المجابرة إلى
صعيد مصر (عام الهجه) وأطلق أسم الفلاح نتيجة أهتمام جبريل بالزراعة
هناك فأنتقل أسم الفلاح للحفيد وهو فقيدنا الفلاح بسي أما أسم بسي فهو
لقب أبيه السنوسي فاللقب أو الكنية تغلبت على الأسم الرسمي وأصبح
(الفلاح بسي الفلاح) بدل (جبريل السنوسي جبريل). أما والدة فقيدنا فهي
تبرة أحميدة العقيلي جد المرحومان أحميدة وإبراهيم العقيلي عاش الفلاح
مع أمه حيث توفي أبيه وعمره لم يتجاوز السادسة حيث عاش يتيماً ولقب
بأسم (أيتيم) تزوجت أمه من عمه عبد الله بعد وفاة أبيه وأنجبت منه
بنتان (قبول وأسقاوه) توفي عمه عبد الله وترك له أختان فقام بتربتهما
مع أمه
اشتغل
أشتغل مع عمه التواتي قي الزراعة وأشتغل مع جيرانه عائلة أسعيد حيث
أكتسب الخبرة اللازمة من تعلم مواسم المحاصيل ووقت البذرة وأوقات
المواسم وتحمل المسؤولية وهو صغير السن تعلم البيع والشراء من أعمامه
وتوفي عمه يونس أخ أبيه الذي كان ثرياً في ذلك الوقت وترك أولاد قَصر
وكان الفلاح قد وصل عمره الخامسة والعشرين عاماً حيث أشتهر بالأمانة
والصدق وقد أشار الشيخ يونس عبد الله وهو أكبر مشايخ جالو في ذلك الوقت
بأن يعطوا الوكالة على رزق المرحوم يونس الفلاح للفلاح لصدقة وأمانته
وبعد سبع سنوات قام بتوزيع الميراث عليهم.
صفاته
انه رجل يبدو هادئ الطبع وقليل الكلام يتهادى في مشيته أحياناً أما
وصفه فهو متوسط القامة طويل الوجه خفيف اللحيه نظيف البشرة ثاقب
العينين حسن الهيئة نشيط الحركة ويحب العمل فتجد الحزام دائماً في وسطه
يحب الشائ شرباً وتجهيزاً وهــــــو رجــــــل مضياف بيته مفتوح دائماً
للجميع دون أستثناء. لم يكن شيخ علم ولكنه يحب العلماء والفقهاء ويحب
الطلاب وخاصة طلبة القرآن الكريم ولم يكن شيخ قبيلة ولكن بيته مجلس
للمشايخ يحب الأعمال الخيرية على جميع المستويات وهو راجح العقل يعمل
بصمت. كان له النصيب الأكبر في ترميم المسجد العتيق بالشرف وكذلك مدرسة
الشرف. أنه أبن هذه الواحة ولد وعاش ومات فيها ...
زواجه
تزوج فقيدنا الفلاح بسي من ثلاث نساء الأولى تدعى سالمة علي جبريل
من منطقة اللبه وانجب منها ولد واحد ولكنه فارق الحياة ثم تزوج من أبنة
عمه يونس وهي بنينه التي أنجب كل أبناءه وبناته منها أربعة أولاد (بسي
ومفتاح وعبد الله ويونس) وثلاث بنات (تبرة وسالمة وحزز) ثم تزوج ابنة
عمه رجعة ولم ينجب منها
أقراض الناس ومساعدتهم و أحتضان
المجاهدين والمساهمه في الأعمال الخيرية
أختار وسط الشرف لإقامة مزرعته بجوار عائلة أسعيد هذه المزرعة التي
كانت خيراً على أهالي منطقة الشرف فأشتغل فيها كثير من الناس حيث تم
زراعة القمح والشعير والقصب وأصبح الفلاح بسي ثروة هائلة لدى سكان
المنطقة في البيع والشراء وفي قضاء حوائج الناس واقراضهم والتوسيع
عليهم خاصة في سنين الجوع والعوز وكان يحافظ على أمانات الناس وأسرارهم
والحفاظ على ودائعهم. وحدث في عام 1941 عندما دخل الجيش الانجليزي إلى
واحة جالو لمطاردة الطليان فقام يبحث عن الأشخاص الأغنياء وكان من ضمن
القائمة الفلاح بسي وكان بعض من أهالي المنطقة يودعون أماناتهم عنده من
شعير وقمح وتمر والسمن والزيت وحتى الجلود والقصيل وعندما علم فقيدنا
بأن الانجليز سوف يأتوا إلى بيته قرر نقل جميع الودائع والأمانات إلى
بيت الشيخ عبد الله حيث كان يمثل عمدة البلد آنذاك وأنقذ أمانات الناس
وضحى بماله فداء للآخرين وتعرض للحبس من الإنجليز وأرغموه على دفع
الأموال فأستلف عشرون صاعاً من القمح والشعير ليفدي به نفسه وأهالي
منطقته .. ومن مواقفه أيضاً انه كان عندما يأتيه التجار لشراء منه
البضاعة لغرض احتكار السلعة واستغلال الناس كان لايعطيهم إلا اليسير.
ومن مواقفه الرائعة انه كان يحتضن المجاهدين حيث كان بيته معقل
للمجاهدين البواسل حيث يجتمع قادة المجاهدين للتشاور والتخطيط للجهاد
من توفير للسلاح والعتاد ومن بين القادة الذين يترددون على منزل الفلاح
بسي المجاهد الكبير صفي الدين السنوسي والقائد
الفضيل بوعمر والمجاهد هلال الشريف والقائد المجاهد محمد
العابد والمجاهد علي الخطاب والشيخ أحمد بن إدريس عابد ولابد أن نشير
بأنه أستقبل في منزله القائد المعروف (قجه عبد الله) حيث استضافه في
منزله مع المجاهدين من واحة جالو عند قدومهم من معارك سيدي بلال ومعركة
البريقه وانتصارهم على الطليان وكما استضاف الكثير من المجاهدين
والوجهاء مثل أرويفع لشهب ومحمد احمد بن إدريس حيث كان يستقبل ضيوفه
على مشارف المنطقة في موقع القصر الفاطمي القديم بالشرف. وفقه الله
لاداء مناسك الحج ضمن حجيج عام 1966. في احد أيام شهر الربيع مارس 1966
وصادف ذلك اليوم الوقوف بعرفة.
وفاته
أنتقل فقيدنا الفلاح بسي إلى رحمة الله اثر مرض خفيف ألم به عن عمر
ناهز السادسة وسبعون عاماً.
انه عندما نقدم هؤلاء وما أمتازو به من كرم وتضحية وفداء وعطاء بدون
حدود نقدمهم ليكونوا نبراساً للأجيال الحالية في البذل والعطاء
وعرفاناً منا نقدم لهم هذه اللمسة التي تعبر عن الوفاء وعدم نكران
أعمالهم الرائعة. فرحم الله الفلاح بسي وجزاه الله أحسن الجزاء وادخله
فسيح جناته اللهم آمين
إعداد / أ . نصر الله حمد أحميد