• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

عيب يا حكومة !

علي المجبري

 06 -04 -2012 

Share |

  

 

"وبعد كل هذه التضحيات وهذا الجهد ، يجيئنا شخص امتيازه الوحيد أنه من العاصمة فيسرق اسمنا وتاريخنا ونضالنا ويدّعي بكل دمٍ بارد أنه هو نحن ! .. ؛ فيصدر صحيفة بنفس الاسم ( ليبيا ) وبنفس الشكل ليوهم الشعب أنه هو من قاوم وناضل وغامر بحياته في الأيام الحوالك ويمحو حقيقة أنه كان في تلك الأيام يغطّ في نومه بين العسل وزقزقة العصافير المنتشرة فوق أشجار باب العزيزية ! ."

 

علي المجبريكان الكثير من وزراء ورؤساء وزارات اليوم يرفلون في نعيم الأيام ، عندما كان كتّاب بنغازي يقاتلون بالحرف والكلمة على صفحات الفيسبوك والانترنت والمنصّات والصحافة الورقية .. طبعا كانت جميع وسائط الإعلام الليبية ممنوعة على كتّاب الثورة لأنها كانت بيد الطاغية وأبنائه وزبانيته .. ؛

.. كان ذلك في الأربعة أيام الأولى من عمر ثورة 17 فبراير المجيدة ، وكان على كتّاب بنغازي أن يفعلوا شيئا يتجاوز الكتابة في المواقع الإلكترونية التي توقفت عن آداء دورها بعد أن قطع الطاغية خدمات الإنترنت عن كامل المنطقة الشرقية .

ورغم أن الكتّاب كانوا يؤججون الثورة ضد كتائب الفضيل ببنغازي وكانوا ينشرون بأسمائهم الحقيقية وبصورهم غير عابئين بالقذافي ومجرميه ، إلا أن هذا لم يكن كافيا .. ؛

.. ففي ثاني أيام الثورة أسس الكتاب والإعلاميون المركز الإعلامي لثورة 17 فبراير ! .. ولم يمضِ إلا يومان آخران حتى تأسست ( صحيفة ليبيا 17 فبراير ) .. وقبل أن يبلغ عمر الثورة أسبوعا واحدا صدر العدد الأول من الصحيفة ! .

لقد أشرقت صحيفة الثورة الأولى والوحيدة في تلك الأيام الموحشة الدامية لتنير ما تستطيع من الظلمات التي كان يكرّسها القذافي في جميع أنحاء البلاد ويكدسها طبقة فوق طبقة .

فبينما كان السادة الوزراء ورؤساؤهم يتبرّدون في منطقة الظل الآمن شرق البلاد وغربها وخارجها كنا ـ نحن الكتاب ـ نقاتل بالكلمة ونرسل الحقائق إلى كل الوكالات والقنوات عبر جميع الوسائط ومن بين وسائطنا المؤثرة كانت بكل تأكيد ( صحيفة ليبيا 17 فبراير ) .

لقد غامر كل من شارك في تأسيسها وكل من كتب فيها بحياته وبحياة أسرته من أجل حرية ليبيا ونجاح ثورة شعب أقسم أن لا يعود للقيود. مهما كانت التضحيات.

هذه الصحيفة يا سيادة رئيس الوزراء ويا سيادة وزير الثقافة لم يُهدها لنا معمر القذافي ولا المجلس الانتقالي ولا حكومتكم الموقّرة ، لكننا نحتناها بعزيمتنا ومن تصميمنا على انتصار الثورة ، ولم يكن يهمنا أن يّقبض علينا أو حتى نقتل بأيدي آل القذافي أو زبانيته .

وبالطبع ، لو لم تنجح ثورتنا المجيدة ، ما كان شيءٌ سيحدث لسيادة رئيس الوزراء أو لوزير الثقافة أو أي وزير آخر من وزراء ثورة فبراير .. ؛ فلا أحد كان يعرفهم أو يطاردهم ولم يكن أيٌّ منهم مقيدا في قوائم الخطف أو القتل التي ملأها القذافي بأسماء الكتّاب والناشطين الإعلاميين والسياسيين .

لقد استمرت صحيفة ( ليبيا 17 فبراير ) تقاتل حتى تحرر كامل تراب برقة شماله وجنوبه وتحررت أجزاء كبيرة غرب البلاد وجنوبها ، وبتحقّق هذه الانتصارات العظيمة قرر المركز الإعلامي لثورة 17 فبراير اختصار اسم الصحيفة من صحيفة ( ليبيا 17 فبراير ) إلى صحيفة ( ليبيا ) ! . وكان ذلك في الشهر الثالث من عمر الثورة .

وبعد كل هذه التضحيات وهذا الجهد ، يجيئنا شخص امتيازه الوحيد أنه من العاصمة فيسرق اسمنا وتاريخنا ونضالنا ويدّعي بكل دمٍ بارد أنه هو نحن ! .. ؛ فيصدر صحيفة بنفس الاسم ( ليبيا ) وبنفس الشكل ليوهم الشعب أنه هو من قاوم وناضل وغامر بحياته في الأيام الحوالك ويمحو حقيقة أنه كان في تلك الأيام يغطّ في نومه بين العسل وزقزقة العصافير المنتشرة فوق أشجار باب العزيزية ! .

وعنما واجهنا صاحبنا بحقيقتنا وحقيقته ـ وشتان بين الحقيقتين ـ أخبرنا أن هذا الاعتداء صدر بأوامر من رئيس الوزراء ووزير الثقافة  !؟ .. فهل أراد سيادتهما سرقة جهد هؤلاء الثوار ونسبه للغير ، أم أرادا سرقة الثورة من مفجريها ليقولا بعد زمن طويل أن صحيفتهم هي من أججت نار الثورة في ليبيا وكأنها صدرت لديهم ولم تصدر في بنغازي العظيمة التي فجرت الثورة ونصرتها بعد أن زكّت بآلاف الأرواح لتضمن نجاحها في أيامها الأولى .

هذا التزوير للتاريخ لا يذكرني إلا بالعقلية التي كان اليهود يزورون بها تاريخهم وتاريخ شعب فلسطين .. فقد كانوا يصنعون الكذبة ، ويخبئونها مئات الأعوام ، ثم يظهرونها لجيل غير الجيل وأحياء غير الأحياء ليضمنوا نجاح عملية التزوير .. حيث لا شاهد ولا داحض لكذبهم وتزويرهم !! .

أيها السادة : اسم ( ليبيا ) لا يليق إلا بالصحيفة التي ناضلت وكافحت وقامر كتابها بأعمارهم من أجل نجاح ثورة الشعب ، فلا ينبغي للراقدين في ظلال أسوار باب العزيزية أو على شواطئ البحار البعيدة أن يَظهروا لنا من شقوقهم مدّعين شرفا لا يستحقونه وبطولةً لم يشرفهم اللهُ بها .

علي المجبري

istisharat.libya@yahoo.com

*  *


سجل دخولك و علق على الموضوع

 

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 06/04/2012م.