• الرئيسية • اخبار • مواضيع علمية • مواضيع ادبية • البوم الصور • روابط مختارة • سجل الزوار • المنتدى •

تسعة لنا وواحدة لكم !

علي المجبري

 18 -12 -2011 

  

إننا نقدّر صنيعكم .. ، غير أنّ النَّهر لا يستطيع إلاَّ أن يجري ، .. والمحارِب لا يستطيع إلاَّ أن يحارِب ! .

علي المجبري

إلى إخواننا في المجلس الانتقالي :
ـــــــ
( 1 )
إنّ بنغازي حاضنة الثورة وشرارتها الأولى لم تفكّر يوما في نفسها ؛ فطالما قدّمت مدينتنا الخالدة القوافل من الشهداء منذ عصر الأتراك والإيطاليين وانتهاء بعهد الدكتاتور .. " فلم تبنِ مجدا أو تلمَّ ثراء " .. فبنغازي هي من سدَّدت الضربة الأولى القاصمة لقوات الطاغية وهي نفسها التي تلقت الضربات الأولى الموجعة من كتائبه العادية وأرتال مرتزقته .
ولأن بنغازي حملت لواء الثورة منذ يوم 15 فبراير 2011 فقد ألزمتْ نفسها بالمضيّ فيها قُدما وبالمحافظة عليها بأي ثمن وحمايتها من أي شيء .. ؛ وحتى من بنغازي نفسها إن لزم الأمر ... فحماية الثورة مسؤولية كل مواطنيّ بنغازي والتفريط في مبادئها وأهدافها قد يصل إلى مرتبة العار الذي يلطخ كل سكان المدينة .
ولأن الأمر كذلك ، فبنغازي لن تتسامح في الثورة ، ولن تجامِل ، ولن تهدأ ثائرتها حتى تتحقق دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والقانون في ليبيا الموحّدة ، العصية على التقسيم .. ؛
.. كما أنها لن تسمح بالتلاعب بوحدة مواطنيها ولا بأصلهم المشترك ، وعرقهم ، وتاريخهم ، ودينهم ، وثقافتهم ! .
( 2 )
ولأنّ حماية الثورات هو أصعب من تفجيرها ، وأهم من التغنّي بها والغناءِ لها ؛ فالثورات ما إن تتفجّر حتى تكون في حاجة إلى الرعاية والتقوية .
لذلك لا يعيب بنغازي أن تتخذ إجراءاتٍ وقائيةً خوفا على ثورة الشعب الليبي من أي خطر يتهددها .. ؛
.. حتى لو كان مصدر هذا الخطر بعض المتظاهرين بحمايتها ! .
( 3 )
إنّ أعضاء المجلس الوطني الانتقالي المؤقت بانتماءاتهم المتباينة ليسوا فريقا من الرسل تُحرَّم مساءلتُهم أو نقدهُم أو تكذيبُهم ، فالمجلس تم تشكيله بنظام ( اختيار المتواجدِ للغائب ) .
وموجةً إثر موجة ؛ .. أصبح المُضاف الذي لا نعلم عنه شيئا يضيف غيره الذي لا نعلم عنه شيئا هو الآخر !! .. وحتى أصبح الشعب يرى أشخاصا لا يعرف انتماءاتهم ولا أشكالهم ولا حتى أسماءهم الأولى .!! .
لذلك أصبح من حق الشعب أن يقلق على ثورته ، وأن يطالب بالتعرّف على مسؤوليه ، وأن يعتمدهم ، وأن يُقصي كلَّ مَن لا يكون جديرا بثقته ! .
وبنغازي في هذا الصدد فعلت ما كانت الزنتان أو الزاوية أو مصراتة أو البيضاء أو درنة لتفعله لو كان مقر المجلس يقع في أحد مناطقها أو أحيائها .. ؛
.. ولا يمكن نفيُ أنَّ بعض أعضاء المجلس ينتمون إلى شخص القذافي أو فكره أو مدارس إجرامه أو إلى كل هذا أو بعضه !؟ .
( 4 )
يدرك الجميع أن التضحيات التي تُنجز في الثورات لا ثمن لها إلا الثمن الذي تتطلّع إليه الجموع .. ؛ حرية الوطن وكرامة الشعب ! .
فأولئك الذين تحملوا المسؤولية في بداية الثورة ليس لهم أن يقبضوا ثمنا في آخرها ؛ فحسبُهم أنهم ما زالوا أحياء يستيقظون كل صباح ؛ يتنفسون الحرية .. طاعمون كاسون .
فإذا كان شهداؤنا سيقبضون ثمن أعمالهم في الآخرة فإن أعضاء مجلسنا الانتقالي قد قبضوا الثمن في دنياهم ؛ وهو نيلهم حريتهم واستردادهم كرامتهم ، التي دفع فاتورتَها كاملةً خمسون ألفا من شبابنا الشجعان ! .. ؛
.. وحسبهم هذا الثمن .
( 5 )
ما الضير أن يخرج أهالي بنغازي أو جزءٌ منهم مطالبين بتنقية مجلسهم وفرز أعضائه الصالحين من المشبوهين !؟ .. ؛
.. وما العيب في مطالبتهم بإنزال كل القافزين في سفينة لم يبنوها ولم يساهموا في تعويمها ولم يضربوا بمجاذيفها ، ولم يدعوهم أحدٌ إلى ركوبها !؟ .
فالفرز ظاهرة طبيعية وليس فيها ما يُشين .. ؛ واعتقد أننا جميعا نعرف نظرية ( البقاء للأصلح ) .. فما العيب الذي ارتكبته بنغازي عندما طالبت بتنقية المجلس من ( عوالق ) ظاهرة لكل ذي عينين ، .. ولا تحتاج إلى مِرقاب أو مُجهِر لتقريبها أو تكبيرها ! .
( 6 )
بنغازي لم تخرج في مسيرة لتنال ترضية أو تحقّقَ مكسبا ، وإنما خرجت من أجل حرية ليبيا وكرامة الليبيين .. وحق الذين ثاروا في أن يُبعِدوا عنهم كلَّ ( العوالق ) والمندسين والمتلوّنين وصائديّ الكراسي .. ؛
.. فالتطهير مطلبٌ ليبيّ وليس مطلبا بنغازيّا ! .
بنغازي ليست في حاجة لوزارات أو امتيازات ، والدليل أنها ـ منذ أول أيام الثورة ـ اختارت عبد الجليل لرئاسة ( الانتقالي ) وهو ليس من أبنائها ، ونادت بطرابلس ( عاصمة أبدية ) لليبيا وهي لم تزل بيد الطاغية .
فمدينة كبنغازي لا يمكن أن تكون طامعة في مكاسب سياسية وقد كانت جميع هذه الامتيازات في متناول يدها يوم ثارت وانتصرت وطردت الطاغية وكتائبه من أرضها بعد أربعة أيام خالدة ومدوِّية ! .. ؛
.. إن بنغازي لم تطلب ثمنا لتضحياتها حتى عندما كانت دماءُ شهدائها ساخنة ، فكيف تطلبه اليوم وقد تنازلت عن جميع حقوقها للثورة ولصالح المدن الأخرى التي كانت سندا عظيما ورائعا لشباب بنغازي في تحديهم المبكّر للطاغية وآلته العسكرية الجهنمية !؟ .
( 7 )
إن التاريخ النضالي لمدينة بنغازي والتضحيات الجسام التي قدمها أهلها على مرّ السنين تجعل أنه من المضحك القول إن بنغازي خرجت في مسيرة يوم ( 12 / 12 ) لتنقلب على شخص ( عبدالجليل ) أو لتطالب بمكاسب سياسية أو مالية للمدينة .. ؛ ولو كان الأمر كذلك لما طالبَ متظاهرون بنغازيون بإقالة ( غوقة ) وهو نائب رئيس المجلس وابن بنغازي ! .. ؛
.. إن الكُتاب والإعلاميين والناشطين السياسيين الذين خططوا للثورة وحضّروا لها واعلنوها واختاروا موعدها وساندوها حركيا وإعلاميا في الداخل والخارج هم جلُّهُم من مدينة بنغازي ؛ فقُبِض على من قُبض منهم ، وناضل الباقون حتى تحقَّقَ الانتصار النهائي للثورة .. غير عابئين بالمصير الأسود الذي كان ينتظرهم وينتظر أُسَرِهم لو لم يقدَّر لهذه الثورة النجاح !! .
ولكم أن تتخيلوا مدى انتقام القذافي من هؤلاء الناشطين لو لم تنتصر ثورتهم ويسقط الطاغية قبل أن يسقطوا هم بين يدي الطاغية !! .. ؛
.. ناهيك عن آلاف الشباب الذي ساقوا أعمارهم نحو مذبح الحرية غير عابئين بمسوخ القذافي وأسلحته الفتّاكة الخارقة .
فهل حقا كان سعيُ بنغازي من أجل الجاه أو الثراء .. أو لتظفر المدينة ( بلفظة ) ترضوية ، كأن تُنعت بأنها " عاصمة إقتصادية " للبلاد !؟ .. ؛
.. إن بنغازي لا تقبل أيةَ امتيازاتٍ ( صوتية ) !! ... وتسخر منها .
كان في يد بنغازي أكثر من هذا بكثير لو كان هدفها ( التسميات ) أو ( الامتيازات ) ، وكانت تملك كل الدعم والعون من أخَواتها الثائرات مثل مصراتة المكافحة والزاوية المجاهدة والزنتان المقاوِمة ومدن الشرق البواسل .. وحتى من ثوار طرابلس المحاصرة آنذاك بأربعين صنفاً من الأجهزة العسكرية والأمنية ! .
( 8 )
الحلم بواقع جديد ونظيف وحرّ يكون فيه ( الحكمُ لله ، والقرارُ للشعب ، والأحكامُ للقضاء ) ، ويُحدَّد فيه مَن يديرُ البلاد ( مرحليا ) المجلس أم الحكومة ، هو تطلّع مشروع للشعب .. كما أن تساؤل شباب بنغازي عن دور المجلس بوجود حكومة أنيطت بها شؤون البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو حق صميم لشباب الثورة ، بل ويتطلّب إجابات واضحة .. وشافية من المجلس .
ولعلّ من يراقب الأحداث عن كثب يلحظ أن كلمة ( المؤقت ) بدأت منذ أشهر تسقط بشكل متواتر من التسميته الرسمية للمجلس .. ؛ فلم نعد نسمع أو نقرأ كلمة ( المؤقت ) في مسمّى " المجلس الوطني الانتقالي المؤقت " !! .. وسواء أكان ذلك بقصد أو بغير قصد .. فهو أمر سيء ينذِز بالاستمرارية والديمومة والأبدية .. ؛
.. وطبعا بنغازي أسوة برفيقاتها الثائرات ترفض ذلك وستقاتل كل من يعمل على تقوية المجلس على حساب تضعيف و( توهين ) الشعب .. ؛ فنحن في بنغازي لا نسمح للمجلس بأن يستعبد الشعب ! .
( 9 )
إنَّ بنغازي تشجب اللعن والشتم والسباب في حق أيّ كان ! .. وتلوم مقترفيه ، وتدينهم ! ؛ كما تتعجّب من الدور المقزِّز الذي تلعبه بعض قنواتنا التلفزيونية التي تقطع كلمات الشباب من سياقها لتقدمها بين ( قوسين ) .. ضاربة ثلاثة عصافير بحجر واحد : تتشفّي من مسؤولي المجلس .. وتسيء إلى بنغازي .. وتفلت من المساءلة القانونية !! .. ؛
.. ومع ذلك إن فعل بعضُ شبابنا ذلك فيجب علينا أيضا أن نبحث عن السبب ؛ فالشباب ـ عادةً ـ لا ينفعلون وينفلتون إلا عندما يفرغ كيسهم من الأمل والصبر والرجاء ، ويُقابَلوا بالتجاهل ، وبازدراء أفكارِهم وطلباتهم وأحلامهم المشروعة .
( 10 )
أما ( العاشرة ) التي هي لكم ؛
فإن رفضتم تنقية أنفسكم ، ولم تشاءوا أن تضربوا موعدا لتسليم السلطة إلى المنتخبين من الشعب ، .. فالأجمل عندها أن تعلنوا حلَّ مجلسكم ، لتنالوا تصفيق الشعب وحبه وتكريمه ، ولتودِّعوه توديع الغالبين الفاتحين الفائزين .... المحبوبين من الشعب ! .. ،
.. أيها المجلس ؛ اكشط ( العوالق ) ! .. ولا تجرؤ على الشعب !! .

istisharat.libya@yahoo.com


سجل دخولك و علق على الموضوع

روابط على موقعنا

 

 

واحة جالو على الفيس بوك

 

جالو ليبيا
اخر تحديث: 15/02/2012م.